اعتقل الأمن الجزائري أمس الشيخ علي بن حاج، الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة، بعد انتهاء صلاة الجمعة في مسجد بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية. وذلك عقب إلقائه كلمة أمام المصلين انتقد فيها بحدة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وتطرق إلى عدد من القضايا المطروحة على الساحة السياسية في البلاد.
وقال عبد الفتاح، النجل الأكبر لابن حاج، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «إن والده بعد انتهاء صلاة الجمعة، ألقى كلمة أمام جمهور الحاضرين، وتناول بالحديث قضايا كثيرة ضمنها اغتيال العقيد علي تونسي، مدير الأمن العام الجزائري، والجدال الحاصل حول إلغاء عقوبة الإعدام، والإشاعات المتعلقة بمرض الرئيس بوتفليقة، كما تهجم على النظام الحاكم».
وأضاف أن والده حينما انتهى من إلقاء كلمته ركب في سيارة أحد أقاربه بيد أن سيارتين تابعتين للأمن قطعتا الطريق عليها، وخرج منها 6 من عناصر الأمن، وطلبوا من سائق السيارة أن يتبع سيارتي الأمن إلى المحافظة المركزية للشرطة في العاصمة الجزائرية، حيث خضع ابن حاج لاستنطاق بشأن القضايا التي أثارها في كلمته بعد أداء الصلاة. وحتى مساء أمس كان ابن حاج ما زال موجودا لدى الشرطة. وكانت «الشرق الأوسط» قد اتصلت هاتفيا أول من أمس بابن حاج، وأخبرها أنه يخضع لمراقبة شديدة من عناصر الأمن، كما أبلغها بوجود إحساس لديه بأنه سيتعرض قريبا للاعتقال.
وسبق لابن حاج أن اعتقل 50 مرة منذ خروجه من السجن العسكري في يوليو (تموز) 2003. وهذه ليست هي المرة الأولى التي يلقي فيها ابن حاج كلمة أمام المصلين بعد انتهاء صلاة الجمعة. إذ تعود على القيام بذلك، وكثيرا ما تعرض للاعتقال والاستنطاق جراء ذلك، قبل إطلاق سراحه، ليعاود الكرّة مرة أخرى، وهكذا دواليك.