اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تصنيف المواطنين الإيرانيين إلى شيعة وسنة «خيانة للدين الإسلامي»، مؤكدا ضرورة «توحيد صفوف المسلمين لمواجهة العدو المشترك».
وأفاد مراسل «وكالة أنباء فارس» في محافظة هرمزكان أن أحمدي نجاد شدد في لقاء أمس على أن «توحيد صف الشعب الإيراني بمختلف مذاهبه يجب اتخاذه نموذجا للجميع». وأشار الرئيس الإيراني إلى ما أسماه «الخلافات التي يزرعها الأعداء في صفوف الأمة الإسلامية». وخاطب ممثل سنة إيران في اللقاء قائلا: «ليس هناك أي خلاف بين السنة والشيعة، ولذا فإن النزاع في العراق بدأ بعد احتلاله من قبل هؤلاء». كما أشار أحمدي نجاد إلى ما أسماها «محاولات الاستكبار العالمي والقوى المتغطرسة في العالم لزرع بذور الفرقة والنزاع بين كل المسلمين». واعتبر أن «الإرهابي عبد المالك ريغي من الوسائل التي استخدمها الأعداء لتحقيق مثل هذا الهدف». يذكر أن السلطات الإيرانية كانت قد اعتقلت ريغي، قبل نحو أسبوعين، خلال توجهه إلى قيرغستان، وذلك بعد تبادل استخباراتي مع باكستان. وريغي الذي كان يطالب بتعزيز حقوق السنة في إيران، لديه أتباع في المناطق الحدودية الإيرانية مع باكستان وأفغانستان، وتتخوف السلطات الإيرانية بالذات من احتمال شن هؤلاء هجوما انتقاميا بعد اعتقال ريغي، خصوصا وأن احتفالات رأس السنة الفارسية (النيروز) قد اقتربت، 21 مارس (آذار). إلى ذلك أكد إمام جمعة طهران المؤقت آية الله امامي كاشاني، على ضرورة «المحافظة على كيان الإسلام والثورة الإسلامية والوحدة بين المسلمين». وأفاد مراسل «وكالة مهر للأنباء» أن خطيب صلاة جمعة طهران آية الله امامي كاشاني أكد في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة أمس على أهمية المحافظة على الإسلام وكيان الأمة الإسلامية، قائلا: يجب على الجميع أن يسعوا إلى التغطية على العيوب وعدم الكشف عنها والمحافظة على كيان الإسلام، لأنه يوجد أعداء كثيرون، يتربصون بالثورة الإسلامية والإسلام، يحاولون التركيز على هذه العيوب. وتابع قائلا: ما دام العالم أجمع يناوئ الثورة الإسلامية والمجتمع الإسلامي، يتعين علينا السعي من أجل الوحدة.
يذكر أن رئيس مجلس الخبراء علي أكبر هاشمي رافسنجاني قد أعفي من إلقاء خطبة الجمعة في جامع جامعة طهران منذ أكثر من 3 أشهر. وجاء قرار المرشد الأعلى لإيران بإعفاء رافسنجاني من إلقاء خطبة صلاة الجمعة، ردا على استخدام رافسنجاني لها، لإطلاق دعوات للإفراج عن المعتقلين السياسيين، وانتقاد الانتهاكات الشديدة التي حدثت في السجون الإيرانية. وأشار كاشاني في جانب آخر من خطبته إلى إلقاء السلطات الألمانية القبض «على أحد الإرهابيين الموجودين في كردستان العراق»، وذلك في إشارة إلى عبد الرحمن حاج محمدي زعيم منظمة بيجاك الكردية الإيرانية التي تكافح في أجل حقوق الأكراد الإيرانيين. قائلا: «إن الحكومة الألمانية أطلقت سراح هذا الإرهابي بعد 24 ساعة من إلقاء القبض عليه، واعتذرت له أيضا». وتساءل قائلا: «لماذا يجب أن تطلق الحكومة الألمانية سراح إرهابي يعمل ضد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟»، مضيفا أنهم «أطلقوا سراحه لأنه يقوم بأعمال إرهابية ضد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية». كما تطرق إلى اعتقال مراسل «الإذاعة والتلفزيون» الإيراني في إيطاليا قائلا: «إن جميع هذه الممارسات تدل على أنهم (الدول الغربية) يقومون بنشاطات معادية ضد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. فموضوع الطاقة النووية والأنشطة الصناعية الإيرانية أيضا، يدل على أنهم يحاولون فرض قيود على النشاطات العلمية في إيران».