الأمير سلمان: أزكي جاهي بما ينفع الإسلام والمسلمين والمواطنين

في حفل للاحتفاء بـ207 من حفظة كتاب الله الكريم

TT

شهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المنطقة، أول من أمس، الحفل السنوي للجمعية، الذي حضره مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.

وقال الأمير سلمان «أسعد الليالي أن نحتفل بالقرآن، بكتاب الله الذي أنزل إلينا في أرضنا هذه، على نبي عربي باللغة العربية، هذا ولا شك شرف، لكنه مسؤولية، وإني سعيد أيضا أن أكون أتحدث إليكم عن هذه الجمعية الخيرية، ليس غريبا أن يكون في المملكة، في عاصمتها، أو في أي بلد من بلدانها احتفاء بالقرآن، وحفظة القرآن».

وأضاف أمير منطقة الرياض «إن بلدا فيه مكة والمدينة وقبلة المسلمين، في كل يوم جدير أن يحتفي بالقرآن، ويعتني بالقرآن، فهذه الدولة كما تعرفون والحمد لله، قامت على الكتاب والسنة، منذ أن قامت من أولها حتى يومنا هذا، وكما قلت سابقا، إن دستور هذه الدولة، في النظام الأساسي للحكم، كتاب الله وسنة رسوله، وأنظمة هذه الدولة الحمد لله لا تتعارض مع الكتاب والسنة، إذن أيها الإخوة، كما أن هذا يزيدني فخرا، فإنه مسؤولية أيضا، ولا شك أن قادتنا الحمد لله من الدولة الأولى، أو الثانية، أو دولة الملك عبد العزيز حتى الآن وأبنائها على هذا النهج، ويسير على نهجهم خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وإخوته كلهم».

وزاد الأمير سلمان «أيها الإخوة، إنه شرف كبير أن أكون الرئيس الفخري لهذه الجمعية، وأنا أعلم عندما أكون رئيسا فخريا لهذه الجمعية، أو جمعيات أخرى، تسعى إلى الخير في كل نواحي الحياة في هذه البلاد، أعلم كما قلت سابقا أنها زكاة الجاه، وأنا أزكي جاهي بما ينفع الإسلام والمسلمين وينفع المواطنين.. وأقول إننا في هذه الدولة والحمد لله شعب واحد، إخوة متحابون، مسؤولين وعلماء، وكل أبناء هذا المجتمع تجمعهم كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله. أيها الإخوة أنا سعيد أن أكون بينكم هذه الليلة، ونأمل إن شاء الله أن تتكرر الليالي في الرياض، وغير الرياض».

من جانبه، أكد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام المملكة، أن حفظ القرآن الكريم شرف لأهله وعنوان خيريتهم. وقال «إن تكريم حفظة كتاب الله خلق إسلامي كريم، حيث قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة من المسلمين وحافظ القرآن غير الغالي به والجافي».

واستعرض آل الشيخ نشأة الجمعية ومواكبته لها منذ إنشائها، منوها بالدعم الذي تتلقاه الجمعية من الأمير سلمان بن عبد العزيز، داعيا الله أن يجعله في موازين حسناته، وأن يجزيه خير الجزاء.

وأشار إلى أن حلقات تحفيظ القرآن نعمة من الله على العباد، وفيها تهذيب السلوك وإصلاح الأخلاق، وتزكية للأبناء وتربية للنفوس والرفقة الصالحة والصحبة الخيرة.

وأضاف المفتي «إن تعلم القرآن والإقبال عليه يمنح صاحبه بتوفيق الله، فقها في دين الله، فيحفظ القرآن ويتدبره، ويرى الأوامر والنواهي والأخلاق».

وأهاب بحفظة كتاب الله أن يتعاهدوا مراجعة حفظه، وأن يعملوا بآدابه وأن يتمثلوه في أعمالهم وأقوالهم، مستشهدا بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام «تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها».

وفي جانب ذي صلة، قال رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القران الكريم في منطقة الرياض سعد الفريان «في هذه الليلة المباركة، وبحضور هذه الوجوه المشرقة بحب القرآن الكريم، نزف لكم 207 من الحفاظ والحافظات المتفوقين، الذين نالوا أعلى الدرجات، منهم 137 من الذكور، و70 من الإناث».

وأشار إلى أن الجمعية بلغ عدد طلابها العام الحالي 130 ألف طالب وطالبة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الجمعية تعمل بكل جد ومثابرة، بالتزاماتها المتعاظمة تجاه هذا الإقبال المتصاعد على تعلم وحفظ القران الكريم.

ولفت الفريان النظر إلى أن الجمعية عقدت العزم على شراء وقف مناسب خاص بالمدارس النسائية، مبينا أنها تمكنت مؤخرا من تأسيس رابطة لخريجي الجمعية، برئاسة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، ونائبه الشيخ الدكتور عبد المحسن القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وهما من خريجي الجمعية.

بعد ذلك تلا طالبان أصمان تعلما قراءة القرآن الكريم وحفظه عن طريق النطق والإشارة آيات قرآنية. عقب ذلك شاهد الجميع عرضا وثائقيا لبعض نشاطات الجمعية.

وفي الختام، كرم الأمير سلمان بن عبد العزيز الطلاب الأوائل من الخاتمين لحفظ كتاب الله، كما كرم داعمي الجمعية.

حضر الحفل الأمير نايف بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز المستشار الخاص لأمير منطقة الرياض، والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، وعدد من المسؤولين.