مصر: حبس 30 على ذمة التحقيقات 15 يوما في مصادمات طائفية بمطروح

النيابة عاينت المنازل والمحالّ والسيارات المدمَّرة.. واتجاه للصلح بين المسلمين والمسيحيين

TT

قررت النيابة المصرية أمس حبس 30 من المتهمين في إثارة مصادمات طائفية بمحافظة مطروح شمال غرب البلاد لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، وبينما قام فريق من النيابة بمعاينة المنازل والمحالّ والسيارات المدمَّرة في الاشتباكات التي تفجرت مساء «الجمعة» الماضي بمنطقة الريفية بمطروح، قالت مصادر بالمحافظة الساحلية إن عددا من القيادات الشعبية من المسلمين والمسيحيين لديهم اتجاه للتهدئة والصلح بين الطرفين.

وقررت نيابة مطروح برئاسة المستشار عبد الجليل حماد حبس المتهمين، وهم 12 مسيحيا و18 مسلما، وأفادت مصادر النيابة أن من بين التهم التي يواجهها هؤلاء «تخريب ممتلكات (منازل وسيارات) وإحداث شغب وإثارة الفتنة»، مما أدى إلى إصابة 24 شخصا من الطرفين، و7 من رجال شرطة مكافحة الشغب.

واشتبك مئات المسلمين والمسيحيين في معركة استمرت نحو خمس ساعات في منطقة الريفية الواقعة في مدينة مرسى مطروح، عاصمة محافظة مطروح (500 كيلومتر شمال غرب القاهرة)، مساء الجمعة الماضي، بسبب اعتراض أهالي المنطقة من المسلمين على قيام الأقباط بمحاولة ضم شارع جانبي لكنيسة الملاك الجديدة بالريفية.

ويعيش في منطقة الريفية نحو 10 آلاف أسرة مسلمة، ونحو 500 أسرة مسيحية، وأدّت الاشتباكات إلى تعطيل حركة المرور في شارع الريفية الحيوي الذي يربط غرب المدينة بشرقها من الناحية الجنوبية المؤدية للمطار الرئيسي هناك. وقال شهود إن مسلمين غاضبين رشقوا مبنى الخدمات التعليمية والطبية الذي لجأ إليه مئات المسيحيين بالمنطقة ويتبع الكنيسة، بالحجارة والزجاجات الحارقة. وقالت المصادر الأمنية في مدنية مرسى مطروح إنه تم السيطرة على الموقف قبل فجر أول من أمس السبت، مشيرة إلى أن الاشتباكات أدت أيضا إلى اشتعال النيران في نحو 17 منزلا و6 محلات تجارية وورش ميكانيكا، وإحراق وإتلاف ما لا يقل عن 11 سيارة و3 دراجات نارية. وأوضحت المصادر أن المناوشات بدأت بين الجانبين حين قرر عدد من المسيحيين ضم أرض يملكها مسيحي لتكون ضمن أرض الكنيسة، وأن عملية الضم كانت ستتسبب في إغلاق شارع يقع بينهما، مضيفة أنه حين بدأ بناء سور في نهاية الشارع، لتنفيذ عملية الضم، اعترضهم سكان المنطقة من المسلمين، ليتطور الأمر إلى اشتباكات قبل أن تتدخل قوات الأمن وتعيد الهدوء، وتفرق مثيري الشغب، «بعد أن حولوا قضية النزاع على قطعة أرض إلى قضية دينية». وألزمت السلطات التنفيذية الكنيسة بهدم ما أقامته من إنشاءات لضمّ الأرض، وهي عبارة عن سور صغير وبوابة.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تقع فيها اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين في مدينة مرسى مطروح ذات الطابع السياحي التي تتسم عادة بالهدوء. والغالبية العظمى من سكان مصر البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة، من المسلمين السُّنَّة، والعلاقات بين الطرفين طبيعية بشكل عام، لكن تقع بين حين وآخر نزاعات دامية، في عدة محافظات، خصوصا في صعيد مصر، بسبب بناء كنائس أو ترميمها أو تغيير الديانة أو بسبب علاقات بين رجال ونساء من الجانبين. وشهدت مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا (بصعيد مصر) مقتل 6 مسيحيين ومسلم واحد، وإصابة 9 مسيحيين آخرين في إطلاق نار على تجمعات للمسيحيين عشية الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح في يناير (كانون الثاني) الماضي، فيما يحاكَم 3 متهمين بإطلاق النار أمام القضاء حاليا.