الأمير عبد العزيز بن سلمان: 161 مليون ريال حجم التبرعات لبرنامج رعاية الغسيل الدموي لمرضى الفشل الكلوي

11 ألف مصاب بمرض الفشل الكلوي النهائي بتكلفة علاج 1.5 مليار ريال

صورة تذكارية للأمير سلمان بريشة أحد المصابين بمرض الفشل الكلوي قدمها للأمير عبد العزيز بن سلمان (تصوير: خالد الخميس)
TT

كشف الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي أن حجم التبرعات لبرنامج رعاية الغسيل الدموي لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين الذي أطلقته الجمعية من خلال الرسائل النصية بلغ 161 مليون ريال حتى يوم الأول من أمس، فيما بلغ عدد المشتركين بالخدمة 191 ألف مشترك شهريا.

جاء ذلك خلال تصريحات صحافية عقب تدشينه فعاليات الحملة التوعوية الصحية لأمراض الكلى التي ينظمها مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى بالتعاون مع جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي تحت شعار «تحكم بمرض السكر وحافظ على كليتيك» وتستمر لمدة خمسة أيام وذلك بمخيم الحملة الواقع بمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى بالرياض. وقال إن حملة «تحكم بمرض السكر وحافظ على كليتيك» التي ينظمها مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى بالتعاون مع الجمعية تسعى إلى وصول عدد المشتركين إلى مليون مشترك، مشيرا إلى أنه ستكون هناك حملة إعلامية خلال الشهرين المقبلين يسعى من خلالها أن تشارك جميع المؤسسات في بث رسالة الجمعية.

ونوه الأمير عبد العزيز بن سلمان بالحملة التي استهدفت في العام الماضي الكشف المبكر عن مرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني وكيفية الوقاية منه أو السيطرة عليه، كونه من المسببات الرئيسية لمرض الفشل الكلوي في العالم.

وأضاف «أسعدني أن تلك الحملة سلطت الضوء والاهتمام على مرضى ارتفاع ضغط الدم مما نتج عنه القيام بأكثر من 370 حدثا طبيا واجتماعيا من مؤتمرات ولقاءات علمية قامت بها مؤسسات ومنظمات عالمية تمحورت حول ضرورة الكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم والتعرف على وسائل الوقاية منه تفاديا لتطوره إلى الإصابة بالفشل الكلوي.

وأبان أن هذا اليوم العالمي الخامس للكلى ركز على مسبب لا يقل أهمية وخطورة عن مرض ارتفاع ضغط الدم ألا وهو ارتفاع معدل السكر في الدم وهو ما يعرف بداء السكري الذي يعاني منه 25 في المائة من سكان المملكة.

وبين الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز الإحصائيات المستقاة عن المركز السعودي لزراعة الأعضاء لعام 2008م مشيرا إلى أن داء السكري كان السبب الرئيسي في إصابة 36.5% منهم بالفشل الكلوي في المملكة، حيث كان بالإمكان إنقاذ نسبة لا تقل عن 50 في المائة منهم من الإصابة بالفشل الكلوي لو تم اتباعهم للعلاج المكثف للسكري والذي يهدف إلى خفض مستوى السكر بالدم نسبة إلى الطبيعة عن طريق إعطاء الأنسولين بصورة يومية ومستمرة ومراقبة كمية الغذاء ونوعيته والنشاط البدني للمريض، حيث أثبتت أبحاث المؤسسة الوطنية الأميركية للسكري والجهاز الهضمي وأمراض الكلى انخفاضا بنسبة 50 في المائة في حدوث تطور زيادة عدد مرضى الكلى من المصابين بالسكري نتيجة لالتزامهم بالعلاج المكثف لدى السكري.

وأهاب بضرورة إجراء الفحوص الدورية لقياس مستوى السكر للجميع ذكورا وإناثا وخصوصا من هم أكثر عرضة للإصابة به ممن لديهم تاريخ مرضي في العائلة وضرورة علاجه والسيطرة عليه وإبقائه في المستوى الطبيعي حتى لا يتطور إلى الإصابة بالفشل الكلوي.

من جانبه أكد الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وزير الصحة في كلمته أن وزارة الصحة وانطلاقا من مسؤوليتها في وضع السياسة الصحية وتنفيذها فإنها تضطلع بدور رئيسي في التنمية الصحية حيث تركز من خلال استراتيجيها الصحية التي تم إقرارها أخيرا على تغطية جميع المواطنين بالخدمات الصحية بكل عناصرها (الوقائية، العلاجية، التأهيلية)، ووصول هذه الخدمة لهم بجودة عالية بكل يسر وسهولة.

وأشار وزير الصحة إلى أنه وفي حال اعتماد المشروع الوطني للرعاية الصحية الشاملة المتكاملة والذي تم عرضه خلال شهر رمضان المبارك على خادم الحرمين الشريفين، سيؤدي إلى إحداث نقلة نوعية ومتميزة للخدمات الصحية وسيحقق مبادئ العدل والمساواة في تعزيز الخدمات وشموليتها وجودة الخدمات الصحية.

وبين الدكتور الربيعة أن مرض الفشل الكلوي بات يمثل ظاهرة عالمية مثيرة للقلق وهذا ما أكدته الإحصائيات العالمية، حيث أشارت إلى أن هنالك ما يزيد على 500 مليون شخص حول العالم يعانون من مشكلات في الكلى، وعلى مستوى المملكة فهناك ما يزيد على 11000 مصاب بمرض الفشل الكلوي النهائي وفقا للتقرير السنوي للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، ومن المتوقع أن يتجاوز عددهم 15000 مريض في عام 2015م.

وأضاف أن تكلفة العلاج السنوية لمرضى الفشل الكلوي النهائي حاليا نحو المليار ونصف المليار ريال تشمل المرضى الذين يعتمدون على التقنية الدموية والتقنية الروتينية إضافة إلى المرضى المتابعين لما بعد مرحلة الزراعة، مشيرا إلى أن هذه الأرقام والإحصائيات تؤكد ضرورة نشر الوعي الصحي بين كافة أفراد فئات المجتمع تجاه أمراض الكلى من خلال تطوير الحملات التوعوية الصحية فيما يخص الفشل العضوي وزارعة الأعضاء وأمراض الكلى، حيث تعتبر المملكة من أوائل الدول التي تبنت إقامة هذه الأيام العالمية للإسهام في نشر التثقيف والوعي الصحي بين أفراد المجتمع.

من جانبه أوضح الدكتور خالد بن عبد العزيز السعران، المدير العام التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى المشرف العام على الفعاليات، أن الحملة اشتملت على عيادة للكشف المبكر عن أهم مسببات الفشل الكلوي ألا وهما مرض السكري الذي يشكل نسبة 36 في المائة من المسببات، ومرض ارتفاع ضغط الدم الذي يشكل نسبة 35 في المائة منها.

الجدير بالذكر أن الجمعية العالمية للكلى أطلقت شعارا لليوم العالمي للكلى لهذا العام بعنوان «تحكم بمرض السكر وحافظ على كليتيك» في حين كان شعار العام الماضي «حافظ على ضغطك منخفضا» كما تشمل العيادة أيضا الكشف على علامات الأذية الكلوية، حيث تهدف الجمعية والمركز من ذلك إلى عمل دراسة مبدئية استكشافية لبرنامج الكشف المبكر عن أمراض الكلى.