مصادر لـ «الشرق الأوسط» : مشروع لتطوير «جدة التاريخية».. والبدء بـ30 مبنى قديما

يوسع مجال الاستثمار.. ويحيل بعض مبانيها القديمة إلى فنادق وشقق ومرافق سياحية عامة

منطقة جدة التاريخية كما بدت يوم أمس («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة عن تحرك لطرح مشروع جديد ومتكامل لإعادة تأهيل وترميم مباني منطقة جدة التاريخية في وسط البلد، وتوسيع نطاق الاستثمار فيها، وتحويل بعض المباني إلى شقق وفنادق، وإخراج كل السكان المخالفين، وذلك من خلال استئجار المباني من ملاكها الأصليين مقابل مبالغ مجزية سنويا.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عدنان عدس، مدير إدارة تطوير وتأهيل العمران بالمنطقة التاريخية بأمانة محافظة جدة، أن «المشروع في طور التنفيذ بانتظار إقراره من الجهات المعنيةن على أن تكون البداية بنحو 30 مبنى في الجهة الشمالية المطلة على دوار البيعة».

وأشار إلى أن «المشروع يتضمن إعادة تأهيل وترميم المباني، وإدخال نظم السلامة بها بشكل عصري، مع إمكانية استثمارها كشقق وفنادق سكنية ومرافق سياحية عامة».

وأضاف عدس أن «تلك الخطة تحولت إلى مشروع سيتم طرحه على اللجنة العليا»، مشيرا إلى إخلاء بعض السكان، مؤكدا أن المشروع سيستغرق تقريبا 10 أعوام.

وفيما يخص شبكة الحرائق الحالية، قال عدس «هناك مشروع شبكة حرائق بنحو 30 مليون ريال على 4 مراحل، المرحلة الأولى منها تنتهي خلال أربعه أشهر، وتقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 8 ملايين دولار».. وهو ما علق عليه المهندس طارق تلمساني، المدير التنفيذي لشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، بقوله «تشمل المرحلة الأولى إنشاء 78 مضخة حريق، ونحو 112 محبسا للمياه، إضافة إلى بناء خزان بسعة ألفي متر مكعب لمياه إطفاء الحريق».

وفي السياق نفسه، تأتي هذه التحركات التطويرية للمدينة التاريخية، في وقت أعلن فيه الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة عن جملة من القرارات التي نوقشت خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي بكل القطاعات المعنية، وبمشاركة الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي.

وبين محافظ جدة حينها أن «تغير الأمناء أدى إلى بعض الإهمال في المنطقة التاريخية»، مشيرا إلى أن الأيام القادمة سيتم فيها تنفيذ الأوامر الصادرة ومعاقبة أي تأخر فيها، كنظام المستودعات والإسكان الجائر واستخدام العمائر في الأشياء غير المخصصة.

وأشار إلى أن هناك حملة تفتيشية ستتم بمشاركة كل الجهات، بما فيها شركة الكهرباء، وسيتم فصل الكهرباء عن أي منزل به خلل في التوصيلات الكهربائية، مؤكدا «ليس لدينا الاستعداد لخسارة أي مبنى آخر».

ومن جانبه، قال المهندس عادل فقيه، أمين محافظة جدة، إنه «تمت مراجعة ما تم في مشروع خادم الحرمين الشريفين لإنشاء شبكة إطفاء الحرائق في المنطقة التاريخية». مبينا أنه «تم إنجاز معظم هذه الشبكة التي تشمل إنشاء خزانات للمياه ومضخات، لأنه من أهم الأسباب التي تؤدي إلي تكاثر الحرائق في المدينة، كما هو معروف، صعوبة دخول آليات الدفاع المدني نظرا لضيق الشوارع».

يشار إلى أن المنطقة التاريخية في جدة شهدت الأسبوع قبل الماضي حريقا ضخما طال 7 بنايات قديمة، فتحت على إثره السلطات الأمنية تحقيقات موسعة للكشف عن أسبابه.

وكانت فرق الدفاع المدني في جدة قد تمكنت في وقت متأخر من عصر أمس من إخماد حريق حل بمجموعة من العمائر، وتسبب في الوقت ذاته في انهيار أحد تلك المباني، فيما انهار نصفان آخران لمبنيين، طالتهما ألسنة اللهب.

وأرجع مسؤولون في الدفاع المدني أسباب انتشار النيران بشكل سريع إلى ما وصفه الناطق بلسان الجهاز في منطقة مكة المكرمة النقيب عبد الله العمري، خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بطبيعة المنازل القديمة، والمكونة مما يعرف بـ«الرواشين، والأسقف الخشبية»، بالإضافة إلى تلاحم بعض المباني ببعض، وضيق الشوارع».