وزارة الصحة لـ «الشرق الأوسط»: لا وجود لممرضة دون عمل تجاوزت اختبارات هيئة التخصصات

قالت إنها تتطلع إلى نقلة تطويرية للتمريض عبر «تجسير» الجامعات

ممرضة تؤدي عملها في احد المستشفيات («الشرق الأوسط»)
TT

استبعدت وزارة الصحة السعودية وجود أي ممرضة سعودية «عاطلة عن العمل» وحاصلة على رخصة الهيئة السعودية للتخصصات الطبية ولم تحصل على وظيفة. موضحة أنها تبحث عن «الجودة» بغض النظر عن الجنسية، وتأمل في التوسع في دراسة التمريض في الجامعات السعودية بغية الحصول على «تجسير» أكبر عدد ممكن من الكادر التمريضي في السعودية.

وقالت الدكتور منيرة العصيمي، رئيسة قسم التمريض في وزارة الصحة السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إنها لا تتوقع وجود ممرضة سعودية اجتازت اختبار هيئة التخصصات السعودية وظلت حبيسة بيتها، ومن اجتاز الاختبار كذلك فهو مهيأ ومؤهل للانخراط في العمل الوظيفي الحكومي في البلاد، من مستشفيات وزارة الصحة السعودية والحرس الوطني، والتخصصي والقطاع الخاص، كل هذه القطاعات مسؤولة بشكل مباشر عن توطين الوظائف للسعوديين.

ودافعت رئيسة قسم التمريض في وزارة الصحة السعودية عن وزارتها التي تعتمد على الكفاءة والجودة بغض النظر عن الجنسيات، وبالطرق التي تراها مناسبة لها، بحيث توجد الخامات الكفء التي تخدم وزارة الصحة، لأن المريض في نهاية المطاف يبحث عن كفاءة مميزة، ولا يبحث عن جنسية مميزة، وأولئك الذين يقدمون الخدمة هم من مسببات الشفاء عند الله عز وجل، ويتوقع أن الأيادي التي ترعاه هي من ترعى شفاءه.

وأضافت الدكتورة منيرة العصيمي، أن الجودة والكفاءة لا تأتي على حساب بنت البلد مطلقا، لأن الإبداع والكفاءة ليست غريبة عنها، وكان توجه وزارة الصحة واضحا وصريحا نحو الاهتمام بالكادر التمريضي و«تجسير» شهادات الدبلوم التي تعطى من قِبل الكليات الصحية، والمعاهد كذلك، وهي جادة في ذلك ومن شأن تلك الخطوة أن تحدث نقلة تطويرية في العمل المهني التمريضي، أما القطاع الذي هو أقل من البكالوريوس فيفترض من هيئة التخصصات السعودية الطبية البت في أمرهم وإعطائهم الرخصة الطبية والإجازة من عدمها، ووزارة الصحة غير معنية بترخيصهم.

واشترطت مديرة عام قسم التمريض، نجاح برنامج التجسير ومدى ما سيحدثه من نقلة تطويرية، إلى المدى التي ستتقدم به الجامعات السعودية في تهيئة تخصصات مختلفة تعنى بالتمريض وأقسامه المختلفة، وبدلا من التوجه إلى برامج الابتعاث سيكون الإيفاد، ومتى ما تم ذلك، فإننا نتوقع أعدادا كبيرة وغفيرة في هذا الشأن، وتلك الأعداد يتوقف نماؤها من عدمه استنادا على مدى قابلية وجاهزية الجامعات السعودية التي وصفت بأن لديها توجها حثيثا في هذا الصدد.

وحول ثقافة المجتمع السعودي في تعامله مع التمريض، قالت الدكتورة العصيمي، إن المفاهيم نحو التمريض تغيرت كثيرا والأمور اختلفت، بسبب ما وصفته بالحاجة للعمل كعمل، والتفوق في الناحية التعليمية وتطور أساليبه وطرائقه، وانخراط أفراد الأسرة في الشأن الطبي، ما أحدث تنويرا لدى الأسرة، وأكبر دليل على صحة القول، تلك الأعداد الكبيرة من المتوجهين إلى الجامعات في السعودية.

وحول المشكلة في عدم توفر أعضاء هيئة تدريس بدرجة كافية، تقول الدكتورة حسنة عرفان بنجر، أستاذ مساعد تمريض، وكيلة كلية العلوم الطبية التطبيقية، في حديث لوسائل الإعلام: «إن هذه مشكلة عالمية يعاني منها الجميع، وليست قاصرة على السعودية فقط، لأن هناك الكثير من الخريجين في مجال التمريض تخصصوا لكنهم ابتعدوا عن مجال التعليم، كونهم لم ينظروا إلى التعليم والتمريض كتخصص».

وأضافت كذلك أن أعدادا أخرى من الدارسين ستكون في حاجة لهم على المدى البعيد لتأسيس أجيال قادمة، وما ظهور المشكلات الكثيرة التي نراها اليوم إلا بسبب خريجي البرامج القديمة، ومعاناتنا في التعليم تعود بالدرجة الأولى لقلة الهيئة التعليمية، وعدم توفر أماكن فيها، لكن مع ظهور برامج التمريض المتعددة أصبحت لدينا برامج مختلفة على المستوى المهني أو المحلي، بالإضافة إلى تعدد برامج التمريض من ناحية المستويات، فلدينا برنامج لسنتين، وآخر لسنة ونصف السنة، وبرنامج لثلاث سنوات ونصف السنة، ثم أربع سنوات.

من جانبها أوضحت عبير المولد، خريجة للتو من أحد المعاهد التمريضية في مكة المكرمة، التي وصفت مقامها في منزلها بالكبير خصوصا أنها أمضت سنة منذ تخرجها، وتستغرب قيام وزارة الصحة في السعودية بالتعاقد مع أعداد كبيرة في المجال التمريضي من كافة الجنسيات والبلدان، في الوقت الذي يوجد كادر تمريض سعودي يبحث عن التميز والكفاءة والحصول على الفرصة المواتية، وزادت «في ظل المشاريع الصحية الضخمة التي تنفذها القيادة السعودية، نجد أعدادا كبيرة من الخريجات يتوجهن لكتب الطبخ في المنازل عوضا عن المراجع الطبية».

إلى ذلك، احتفلت وزارة الصحة السعودية أول من أمس بيوم التمريض الخليجي في كافة مناطقها، تحت شعار «التمريض الخليجي.. رعاية وتميز وعطاء» لإبراز دور وأهمية التمريض منذ عصر الإسلام وحتى اليوم.

وفي جدة، أكد الدكتور توفيق خوجه المدير التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي خلال تدشين المنتدى التمريض الأول في المملكة، الذي يأتي تزامنا مع يوم التمريض الخليجي الموافق لأول مشاركة للتمريض بالإسلام «أن مهنة التمريض تؤدي دورا مهما في منظومة الخدمات الطبية وهي مهنة تجمع أدبيات السلوك الراقي والبعد الإنساني، إضافة إلى المعرفة والخبرة الشاملة للتعامل مع المحتاجين للرعاية الطبية، وأنها المهنة التي تحمل عصب النشاط الصحي داخل وخارج المؤسسات الصحية على اختلاف أنواعها ومستوياتها».

وقال الدكتور خوجه: «نحن نجتمع اليوم لنحيي الممرض والممرضة، ونتناول بالحديث واقعنا التمريضي وسبل الارتقاء به وتطويره، وأن لا نغفل ماضينا».