وزير سعودي يطالب بتوسيع مفهوم العمل التطوعي

الشؤون الاجتماعية تدعو المستثمرين للاستثمار في قطاع الخدمات

TT

طالب وزير سعودي بتوسيع مفهوم العمل التطوعي، ليشمل جوانب حياتية أخرى غير الجوانب المادية، مبينا أن الحاجة تملي وجود أعمال تطوعية تتمثل في التبرع بالأعضاء، والنصيحة الفكرية وتقديم المعلومة والمساعدة على العلم، إلى جانب أمور تمس الحياة اليومية للناس.

واعتبر الدكتور يوسف العثيمين، وزير الشؤون الاجتماعية في السعودية، أن مفهوم العمل التطوعي في أذهان الكثيرين ما زال ضيقا، مطالبا بأن لا يقتصر هذا المفهوم على تقديم الصدقات، بل أن يتجاوزه إلى ما هو أوسع من ذلك. وقال العثيمين: «لقد ضيقنا بشكل كبير فيما يتعلق بمفهوم العمل التطوعي، فالتطوع ليس محصورا في دفع المال وإنما يجب أن يشمل التطوع الجسدي والفكري»، مناديا بتقديم زكاة العلم والصحة والرأي إلى جانب زكاة المال. وذكر العثيمين في تصريحات للإعلاميين أمس، عقب افتتاحه معرض الفرص التطوعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن وزارته تعمل على إعداد الوثائق الخاصة بدعوة المستثمرين في قطاع الخدمات الاجتماعية بعد أن أقر المجلس الاقتصادي الأعلى خطة تتعلق بخصخصتها، مشيرا إلى أنه سوف يتم الانتهاء من إعداد الوثائق قبل نهاية العام الحالي.

وكان الدكتور العثيمين قد افتتح يوم أمس (الأحد) معرض الفرص التطوعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الذي يأتي كمبادرة من الجامعة لنشر ثقافة العمل التطوعي، إلى جانب رعايته توقيع اتفاقية بين الجامعة وأمانة المنطقة الشرقية لنشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي في المنطقة.

ويأتي ذلك بعد أن نفذ 1700 طالب من طلاب الجامعة يوم الخميس الماضي 12 ألف ساعة عمل تطوعي في 30 موقعا بخمس مدن في المنطقة الشرقية ضمن تظاهرة اليوم التطوعي بالمنطقة، الذي استفاد منه أكثر من 7000 فرد وأسرة.

وناشد العثيمين مؤسسات التعليم العالي في السعودية، أن تنهج خطوات مشابهة لما قامت به جامعة الملك فهد في جعل العمل التطوعي جزءا من العملية الأكاديمية، مطالبا بأن يصبح التطوع متطلبا أكاديميا يضاف إلى السجل الأكاديمي للطالب قبل تخرجه، حيث قال «أعتقد بأن الوقت قد حان لفعل ذلك»، مشددا على الدور الرديف والمساند للعمل التطوعي في دعم المشاريع الحكومية وتوجهات الدولة نحو خدمة المجتمع.

وأكد العثيمين أن ما ينقص التطوع في السعودية ليس وجود الراغبين أو مجالات العمل، إنما الحاجة تكمن في إعادة ترتيب الأعمال التطوعية لتخرج بصورة مؤسسية متقنة. وكانت أكثر من 50 جهة تطوعية حكومية وأهلية قد شاركت في المعرض الأول للفرص التطوعية الذي افتتح يوم أمس (الأحد) بجامعة الملك فهد ويستمر على مدى ثلاثة أيام. وتشمل برامج المعرض مجموعة من المحاضرات والندوات وورش العمل يقدمها محاضرون محليون ودوليون من ذوي الاختصاص في مواضيع تتضمن دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في الارتقاء بالعمل التطوعي، والآثار السلوكية والاجتماعية للتطوع وأثر العمل التطوعي على النهضة الحضارية والتقدم المدني، كما يناقش المحاضرون مقترحا بإدراج العمل التطوعي ضمن متطلبات التخرج من مؤسسات التعليم العالي والعام في السعودية. ويهدف المعرض إلى توفير الفرصة أمام هواة العمل التطوعي للالتحاق بمؤسسات العمل التطوعي التي تناسب أهواءهم ورغباتهم، من خلال البرامج التطوعية، والتي سوف تقدمها الجهات المشاركة في المعرض. ويتوقع القائمون على المعرض أن تتمكن الجهات المشاركة من تسجيل المئات من المتطوعين الراغبين في الانضمام إلى برامجها.