مسلسلات الثراء أغرت لاعب كرة قدم لخوض تجربة التمثيل

فنان سعودي: حان الوقت ليتفرج المجتمع على أثريائه وكيف يعيشون حياتهم

الفنان أحمد الصالح والفنان عبد الله العامر والمنتج محمد الغامدي
TT

المال.. اتخذته الأعمال الدرامية في الخليج أيقونة تدغدغ بها مشاعر المشاهدين وتستجلب به متابعتهم ليدخلوا ضمن حسابات تسويق هذه الأعمال، بعد أن ظلت ردحا من الزمن، كما يقول الفنان عبد الله العامر، تدغدغ مشاعر المشاهدين بحياة الفقر، وتستجلب به دموعهم.

واعتبر العامر هذا الاتجاه في الإنتاج الدرامي، الذي يغالي في تصوير حالة البذخ والثراء الفاحش، نوعا من التعويض في تصوير حالات الفقر والفقراء والبؤس لسنوات، وقال: «لعشرات السنين ونحن نستدر الدموع بأعمال تصور والواقع الاجتماعي للفئات المهمشة من المجتمع»، وأضاف: «حان الوقت ليرى المجتمع كيف يعيش الأثرياء حياتهم الخاصة»، إلا أنه أكد أن ما يشاهد على شاشات التلفزيون لا يتجاوز 10 في المائة من واقع حياة الأثرياء في الخليج.

هذه الموجة أغرت لاعبا دوليا سعوديا سابقا، سعيد العويران، صاحب الهدف الشهير في مرمى منتخب بلجيكا في مونديال كأس العالم 1994، لدخول عالم التمثيل، حيث يخضع في الفترة الحالية، وبحسب الفنان عبد الله العامر، لدورات مكثفة في التدريب على أداء الأدوار الدرامية والتعامل مع الكاميرا في القاهرة، حيث قال العامر إن العويران وقع عقدا مع الشركة المنتجة لمسلسل «هوامير الصحراء»، للمشاركة في الجزء الثاني من العمل، الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل.

فيما أكد العامر، الذي يملك شركة إنتاج، لـ«الشرق الأوسط» أن شركات الإنتاج تشترط موافقة ولي أمر الفنانات السعوديات للمشاركة في الأعمال الدرامية التي تنتج محليا، وقال: «قانونا، تجب موافقة ولي أمر الفنانة السعودية حتى تشارك في عمل فني»، وبحسب معلمات توافرت لـ«الشرق الأوسط»، فإن شركات الإنتاج تضع هذا الشرط حتى لا تتعرض للملاحقة القضائية، أو إيقاف العمل، أو حذف أجزاء منه عند عرضه على شاشات التلفزيون.

من جانبه، أكد محمد الغامدي، رئيس جمعية المنتجين والموزعين السعوديين، أن 80 في المائة من الأعمال الفنية التي يتبناها المنتج السعودي في حاجة إلى دعم لوجيستي كإصدار تصاريح وأذون تصوير، وغيرها من المسائل الإدارية والتنظيمية، نافيا أن يكون المنتجون في حاجة إلى الدعم المالي.

وأوضح الغامدي أن حصيلة الأعمال الفنية العربية في العام الماضي كانت 150 مسلسلا، تم تصوير 12 منها في مدينة الرياض، وتابع الغامدي أن التوقعات تشير إلى تصوير نحو 20 مسلسلا داخل السعودية.

وكشف الغامدي عن وفرة في شركات الإنتاج، حيث قال إن عدد التراخيص لشركات الإنتاج الفني في السعودية بلغ 13000 ترخيص.

وكان العامر والغامدي يتحدثان في مؤتمر صحافي، عقد في مدينة الدمام مساء أول من أمس، على هامش توقيع العقود مع الفنانين المشاركين في الجزأين الثاني والثالث من مسلسل «هوامير الصحراء»، وهم الكويتي أحمد الصالح، والسعوديان سمير الناصر وسعيد قريش، والفنانات من البحرين أميرة محمد وفي الشرقاوي وابتسام عبد الله. ونفى العامر أن تكون شركته، التي تنتج العمل، خفضت أجور الممثلين، حيث داعب الصحافيين بالقول إن تكلفة المسلسل بلغت 70 مليون ليرة تركية.

ودافع العامر عن المسلسلات التي تصور حالة الثراء الفاحش، ومن بينها مسلسل «هوامير الصحراء»، بأنها تصور حياة شريحة من المجتمع من الصعب الوصول لها، مضيفا أن كثيرا من الناس يريدون أن يعرفوا كيف يعيش الأثرياء حياتهم الخاصة، وقال: «نحن لم نصور إلا 10 في المائة من الحياة التي يعيشها الأثرياء وراء الأبواب المغلقة». وقال: «حان الوقت لنرى الدموع في عيونهم عندما يرون حياتهم تعرض على الشاشات»، معتبرا أن الثراء هو لب القصة وهو الموضوع، ويمكن أن تبنى عليه فكرة العمل، وبقية التفاصيل.

وبيّن العامر أن العمل في جزئه الثاني خضع لتعديل مهم في كتابة الحلقات، حيث تم تشكيل لجنة لكتابة الأدوار، تتكون من سبعة شخصيات بينها العامر، وكاتب الجزء الأول الأديب عبد الله بن بخيت، كما تضم اللجنة شخصية كانت تشغل منصبا رفيعا وتتمتع بحياة الأثرياء، وتبلغ من العمر 70 سنة، كما كتبت الأدوار النسائية بعد استقصاء عن تفاصيل حياة سيدات ثريات في المجتمع السعودي.