لأنك فيصل بن تركي..!

منيف الحربي

TT

حتى الآن، ربما تكون السلبية الوحيدة الظاهرة للعيان في العمل الإداري النصراوي هي بعض تصريحات رئيس النادي، الذي عقّب قبل أيام على ردود الفعل الأخيرة بذكر اسمه كاملا..! وإن كان من تعليق بهذا الجانب، فإن المنطق يقول: لأنك فيصل بن تركي بن ناصر بن عبد العزيز يستغرب الكثيرون النغمة المنفعلة والاستعجال، الذي يكاد يصبغ معظم تصريحاتك، وخاصة أن المعلومات المتوافرة تتحدث عن خلفية دبلوماسية وتجربة يفترض أن تنعكس إيجابيا على العمل في وسط ملتهب يشتكي تفاعلات مشتعلة لا ينقصها التأجيج.

إن من السهل إثارة العواطف في الشارع الرياضي، لكن التحدي الصعب هو إحداث تغيير في موازين القوى مع المحافظة على ثوابت اللغة الجميلة والتعامل الراقي، وحينما نتطلع إلى هذا الدور الفاعل فذلك لأن النصر أحد أركان الرياضة السعودية المهمة التي يعول عليها في إرساء قيم التنافس الشريف، وتطوير أنماط التعاطي الموروثة من أيام ما قبل ثورة الاتصالات الحديثة، فزمن النت والفضائيات لا يمكن تمرير التبريرات خلاله من دون فلترة دقيقة واعية.

نعم في الأصفر بوادر نقلة تاريخية، وإن كان الوقت لا يزال باكرا على إعطاء حكم ناضج حولها، غير أن ما يخيف أيضا أن هناك بوادر قناعات واهية واستسلام لأوهام قديمة تحتاج لمن يجتثها بشجاعة، متقدما نحو صياغة بيئة خلاقة تستوعب لغة اليوم وشروطها.

لأنك فيصل بن تركي بن ناصر يتطلع الجمهور الرياضي إلى إعادة تشكيل الهوية النصراوية من جديد وإخراجها من شرنقة التوجس إلى فضاءات البناء الحضاري عبر مساحات الوطن.. العقول كثيرة والتغيير مطلب، فهل يكون ما ينبغي أن يكون؟!!

بيوت هلالية

* الشاعر الجميل عبد الله الصيخان تحدث إلى الزميلة جريدة «الرياض» حول حقبة التسعينات الهجرية وتجربته في مجلة «اليمامة»، وتطرق إلى القسم الرياضي آنذاك، الذي كان يضم أسماء كبيرة كالدكتور عزام الدخيل، والسفير محمد العمرو، والأستاذ عبد العزيز الشدي، عندما كانوا في بداياتهم الصحافية.

* شاعر خديجة قال إن القسم حينها كان (غرفة نصراوية داخل بيت هلالي) حسب تعبيره.. وأضيف من عندي أنه تم هدم الغرفة وتغيير ألوانها، وصارت الغرفة بيتا ثم حيا ثم مدنا تعج طرقاتها بالسالكين..!

* أحد الأصدقاء تساءل: لماذا لم تهتم تلك الأسماء الكبيرة بالمحافظة على الغرفة وحمايتها وتوسعتها لتصبح على الأقل بيتا شعبيا.. أجبته: ربما لأن تلك الأسماء أكبر من أن تضمها مدينة، وربما لأن ألوان الشمس لا يحصرها حيز محدود.. وربما...!

* لقد تغيرت المعطيات واختلف الزمن، لكن الغريب أن هناك حتى الآن من لم يستطع مغادرة غرف الألوان إلى ساحات التعاطي الحر والكون الإعلامي الهائل المليء بالمجرات والكواكب.