سعوديات يضفن لغة الإشارة إلى سيرهن الذاتية

طالبن بإدخالها ضمن المواد العامة في المدارس والجامعات

لغة الإشارة
TT

دورة تدريبية واحدة فقط في تعلم لغة الإشارة خضعت لها مجموعة من السعوديات وطالبات جامعة الملك عبد العزيز في جدة، كانت كافية لاتخاذ المشاركات فيها قرار إضافة تلك اللغة ضمن خبراتهن في سيرهن الذاتية، وذلك على غرار المهارات الأخرى كإتقان اللغات وإجادة استخدام الحاسب الآلي وغيرها، كما طالبن باعتماد لغة الإشارة كمادة علمية تدرس في المدارس والجامعات.

دورة لغة الإشارة التي جاءت ضمن «مشروع تدريب وتطوير القدرات الإعلامية الوطنية» برعاية الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز عضو المجلس الأعلى لنادي الصم للنساء في جدة، بالتعاون بين مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية وصحيفة «المدينة»، استمرت لمدة 5 أيام متتالية لتخضع المشاركات بها إلى ما يقارب 4 ساعات يوميا لتعلم أساسيات لغة الإشارة.

وترى مشاعل باعبد الله إحدى المشاركات في الدورة أن ضرورة تعلم هذه اللغة تنبع من أهمية التواصل مع فئة الصم في المجتمع، عدا عن كونها اختصاصية نفسية تحمل على عاتقها مسؤولية معالجة المشكلات النفسية لكافة أفراد المجتمع.

وطالبت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» بضرورة نشرها في المجتمع ككل أسوة باللغات الأخرى المختلفة، التي من ضمنها الإنجليزية والفرنسية، وقالت: «إذا لم أتعلم هذه اللغة، فإنني لن أستطيع خدمة هذه الفئة».

وأضافت «لم تضف لي الدورة شيئا فحسب، وإنما تعتبر في مجملها تجربة جديدة ورائعة، الأمر الذي سيجعلني ألتحق بعضوية نادي الصم لتطوير لغة الإشارة لدي عن طريق التواصل الحي معهم».

فيما أكدت لـ«الشرق الأوسط» فاطمة الشيخي «تهميش» المجتمع لأصحاب الإعاقات بشكل عام، إلى جانب وجود بعض الأهالي الذين يسيئون التعامل مع أبنائهم من تلك الفئة، مشددة على ضرورة تعليم هذه الأسر للغة الإشارة من أجل التواصل مع ذويهم ومراعاة نفسياتهم وتلبية احتياجاتهم.

حمدة الغامدي إحدى طالبات الماجستير في علم النفس الجنائي أشارت خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها تقابل الكثير من فئة الصم، غير أنها كانت تتلافى الاحتكاك بهم كونها لا تعرف كيفية التواصل معهم.

وأضافت «من المفترض إدخال تعلم لغة الإشارة منذ الصفوف المبكرة في المدارس، وذلك من أجل إعداد كوادر مؤهلة أسوة باللغات الأخرى»، لافتة إلى أنها ستبدأ في ممارسة ما تعلمته من خلال أحاديثها اليومية مع من حولها.

أما دانيا بابكير التي لفتت إلى أن دورة تعليم لغة الإشارة كانت سببا في تغيير نظرتها لفئة الصم باعتبارها كانت تنحصر في إطار «الشفقة»، غير أنها فوجئت بجرأة هؤلاء الأفراد وانطلاقهم نحو الحياة.

بينما ذكرت زران عشّي أن لغة الإشارة لم تنتشر حتى الآن بين الناس، ما يجعل الكثير منهم يجهلونها، مؤكدة أن تأهيل فئة الصم في المجتمع يعد مسؤولية الجميع.

وقالت: «لغة الإشارة هي طريقة للتعامل مع الصم، وذلك بهدف مساعدتهم على التواصل مع أفراد المجتمع وتأهيلهم لممارسة الحياة العامة بشكل طبيعي، عدا عن تعليمهم الاستقلالية والاعتماد على الذات».

من جهتها أوضحت لـ«الشرق الأوسط» فائزة نتّو رئيسة مجلس إدارة نادي الصم النسائي في جدة أن أهمية لغة الإشارة لا تقل عن أي لغة أخرى للتواصل مع الآخرين، خاصة أنها الوحيدة التي تتيح فرصة التحدث مع فئة الصم، مشددة على ضرورة نشرها في كافة المرافق المهمة كون هذه الفئة جزءا من المجتمع.

وقالت: «من المعروف أن الأجهزة السمعية التي يستخدمها بعض الصم تعد باهظة الثمن، وتحتاج إلى إمكانيات مادية عالية للأسرة، الأمر الذي يحتم ضرورة تعليمها والاهتمام بها».

وأشارت إلى أن النادي انتهى من تدريب نحو 150 متدربة في القطاع الصحي، لا سيما أن تلك الدورات التي ترعاها الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز تستهدف جميع القطاعات، موضحة أن إطلاقها يعتبر مبادرة من قبل النادي.

وأضافت «تم تدريب مجموعة من موظفات إمارة مكة المكرمة، إضافة إلى عدد من الإعلاميات خلال هذه الدورة، غير أننا سنستمر في كافة القطاعات من ضمنها الجوازات ومكتب العمل والمدارس»، مؤكدة أن لغة الإشارة لا تقتصر على فئة معينة وإنما يحتاج إليها المجتمع بأكمله.

ولفتت إلى أن نظام التعليم يمنع استخدام لغة الإشارة في الدمج بين أصحاب الإعاقات والأسوياء، إلا أن فئة الصم لا تجد نفسها سوى في وجودها بين المجتمع، عدا عن إصرارها على التخاطب بتلك اللغة.

واستطردت في القول: «سيتم البدء في تدريب الرجال خلال الأسبوع المقبل، خصوصا موظفي الخطوط الجوية السعودية والمصانع والشركات وغيرها، وذلك من منطلق انتشار فئة الصم في المجتمع، ما يحتم ضرورة تعلم الموظفين من حولهم للغة الإشارة».