أوباما يواجه منتقديه.. عبر «فوكس»

18 ألف مشاهد قدموا أسئلتهم للرئيس الأميركي عبر القناة المعارضة له

أوباما يعود للمكتب البيضاوي بعد توقيعه على مبادرة لخلق مزيد من الوظائف في حديقة البيت الأبيض أمس (رويترز)
TT

بعد أشهر من مواجهة علنية بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وقناة «فوكس» التلفزيونية اليمينية، منح أوباما مقابلة خاصة للقناة مساء أول من أمس، في حدث شغل الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية. وبينما كانت مساعدة سابقة لأوباما، أنيدا دان، قد وصفت «فوكس» بأنها جناح تابع للحزب الجمهوري، بسبب انتقادها المتواصل للرئيس الديمقراطي، كان أوباما يسعى إلى مواجهة منتقديه تحديدا من خلال منح اللقاء الخاص لـ«فوكس».

كانت المقابلة، التي استمرت نحو 18 دقيقة، وبثت أول من أمس، متشنجة، إذ ظهر أوباما غير مرتاح، بينما وجه إليه المذيع بريت باير أسئلة صعبة ومتسارعة. وكان من اللافت أن المذيع قاطع أوباما 16 مرة خلال المقابلة القصيرة، مما أدى إلى مطالبة أوباما بإعطائه حق الرد.

وبينما كان أوباما يحاول توضيح وجهة نظره حول طريقة تمرير قانون إصلاح الرعاية الصحية الأميركية في الكونغرس، قاطع باير أوباما مرات عدة، مما دعا أوباما على أن يقول له: «دعني أكمل إجابتي». إلا أن باير قاطعه مباشرة، وقال له إن الوقت ضيق، مما يستدعي المقاطعة، ليرد أوباما مجددا: «إنني أحاول أن أرد على أسئلتك، وأنت تواصل المقاطعة، فدعني لأكون واضحا».

وعلى الرغم من تطرق أوباما إلى قضايا أخرى، مثل الخلاف الأميركي - الإسرائيلي الدائر، ونفيه وجود «أزمة» بين البلدين، فإن الهدف الأساسي من المقابلة كان الحديث عن مشروع إصلاح الرعاية الصحية، الذي مازال يراوح مكانه في الكونغرس، وينتظر جمع أصوات كافية لمعالجة الملف الأكثر تعقيدا للسياسة الداخلية منذ تولي أوباما الرئاسة.

ولفت باير إلى أن «فوكس» طلبت إلى مشاهديها تقديم أسئلة إلى أوباما عبر البريد الإلكتروني، فرد 18 ألف مشاهد بأسئلتهم، التي تركزت على إصلاح نظام الرعاية الصحية. ورد أوباما عليه قائلا: «تصلني 40 ألف رسالة يوميا»، في تعليق بدا كأنه للتقليل من شأن الـ18 ألف مشاهد الذين كتبوا لـ«فوكس». وأجابه باير بأن هؤلاء أميركيون «عاديون»، وليسوا معلقين سياسيين، ليرد أوباما مجددا: «اقرأ الرسائل نفسها»، في محاولة لإظهار قربه من الاطلاع على نبض الرأي العام الأميركي.

وحملت قناة «فوكس» على الصفحة الرئيسية لموقعها الإلكتروني، أمس، خبرا يقول، إنها المرة الأولى منذ توليه منصبه «يصير عدد الأميركيين غير الراضين عن عمله (أوباما) أغلبية». وبحسب إحصاء لمعهد «غالوب»، فإن 47 في المائة من الأميركيين يعارضون عمل أوباما، مقابل 46 في المائة يؤيدونه. أما بالنسبة إلى المقابلة الخاصة مع الرئيس الأميركي، فقالت «فوكس» إنها جاءت في «أهم أسبوع من رئاسة أوباما»، إذ ينتظر نتيجة تصويت الكونغرس على أهم سياساته الداخلية.

وانشغل الإعلام الأميركي، أمس، بتحليل مقابلة أوباما، ليس من حيث مضمون ما طرحه من سياسات، بل من حيث علاقته بقناة «فوكس»، والمواجهة مع مذيعها. ووصف عدد من وسائل الإعلام مقابلة «فوكس» بأنها أقرب إلى دخول «عرين الأسود». واعتبر مقال رأي على موقع مجلة «تايم» الأميركية أن قرار أوباما الظهور على قناة «فوكس» كان «خطأ»، مضيفا أن المقابلة «تدل على يأس أوباما» من الحصول على أصوات كافية لتمرير قرار إصلاح نظام الرعاية الصحية. أما صحيفة «واشنطن بوست»، فاعتبرت أن أسئلة باير كانت خالية من المضمون الحقيقي، الذي يسهم في تثقيف المشاهدين حول قضية الرعاية الصحية. أما موقع «هافينغتون بوست» فاعتبر أن «فوكس» هي التي فشلت في المقابلة، إذ لم تثر القضايا التي تهم الناخب الأميركي بطريقة لائقة.

وبغض النظر عن تقييم المقابلة نفسها، فإن اختيار أوباما التحدث عبر قناة «فوكس» اعتبر ضمن سياسته للجلوس مع الخصوم ومد اليد إليهم للتفاهم. وفي نهاية المقابلة، اعتذر باير لأوباما بسبب مقاطعته المستمرة، قائلا: «أعتذر لمقاطعتك سيدي.. أردت أن أوصل الأفكار»، فرد أوباما بأنه يتفهم دور الصحافي وعمله.