إيمان ابنة بن لادن وصلت إلى دمشق

عادت بصحبة والدتها على متن طائرة تجارية * عمر بن لادن لـ«الشرق الأوسط»: لا أعرف كيف أوفي دين الأمير سعود الفيصل.. والإيرانيون أوفوا بالوعد

عمر بن لادن شقيق إيمان وبجواره زوجته زينه («الشرق الأوسط»)
TT

وصلت إيمان ابنة زعيم «القاعدة» إلى دمشق بصحبة والدتها نجوى الغانم، أولى زوجات أسامة بن لادن، من العاصمة الإيرانية طهران على رحلة تجارية صباح أمس، حيث كانت في ضيافة السفارة السعودية لأكثر من ثلاثة أشهر، منذ فرارها من الحراسة المفروضة عليها في مجمع سكني بطهران.

وقال شقيقها عمر، النجل الرابع لابن لادن، 29 عاما، الذي كشف للمرة الأولى لـ«الشرق الأوسط» في 23 ديسمبر الماضي، وجود 6 من أشقائه وزوجة والده أم حمزة و11 من أحفاد ابن لادن في العاصمة طهران منذ نهاية 2001، «إنه لا يعرف كيف يوفي دين الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، الذي بذل الجهد الغالي لتأمين خروج شقيقته إيمان من طهران»، مضيفا «إنه أمير بألف أمير».

وتابع عمر «لقد تحدثت إلى الأمير سعود الفيصل عدة مرات بشأن شقيقتي إيمان، وكان يجيبني في التو واللحظة، ويطمئنني ويشد من أزري، ويقول لي: ضاقت وستفرج إن شاء الله، كنت أشعر أنه نعم الوالد أو الأخ الكبير الحنون، كان يغسل همنا بكلماته الهادئة مثل بلسم الشفاء، وكان يوصينا بالصبر، مؤكدا أن فرج الله قريب ورحمته وسعت كل شيء، وأن بعد العسر يسرا إن شاء الله، وأن إيمان ستعود إلى حضن أمها في القريب العاجل». ويضيف «كان الأمير سعود الفيصل يرد على استفساراتنا بأسلوب راق، وعبارات رقيقة حانية غاية في السمو والرفعة، إنه «وزير بألف وزير»، لم أر أو أتعامل في حياتي مع شخص بمثل هذا السمو والرفعة.

فيما قالت زينة، زوجة عمر بن لادن، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأمير سعود الفيصل «جنتلمان حقيقي» بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث الاهتمام بآلام وهموم الغير وسعيه للتخفيف عنا في محنة وجود أولاد صغار بعيدا عن والدتهم في بلد غريبة عنهم.

وأضافت: كان الأمير سعود الفيصل يخفف عن زوجي بكلماته الرقيقة أحزانه على شقيقته إيمان وبقية أشقائه الموجودين في إيران.

وكانت «الشرق الأوسط» كشفت وتابعت منذ 23 ديسمبر (كانون الأول) قصة لجوء ابنة أسامة بن لادن إلى السفارة السعودية في طهران بعد أن نجحت في الفرار من الحراسة المفروضة عليها، وتناقلت وسائل الإعلام العالمية القصة، حتى إقرار وزير خارجية إيران بوجودها في بلاده، بعد أن كان مسؤولون إيرانيون قد نفوا في البداية علمهم بوجود أفراد من أسرة بن لادن في البلاد.

وكشفت «الشرق الأوسط» منذ ثلاثة أيام أن إيمان ابنة أسامة بن لادن تستعد لمغادرة طهران (الأربعاء) إلى سورية، حيث أكدت مصادر مطلعة ومتطابقة في إيران أن ابنة أسامة بن لادن الموجودة هناك قامت بمراجعة الدائرة المختصة بالأجانب في طهران استعدادا لإنهاء إجراءات سفرها.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الدائرة المعنية برعاية الأجانب تعاملت بشكل إيجابي مع ابنة أسامة بن لادن. وكشفت مصادر إيرانية أنه تم نقل إيمان بن لادن، ووالدتها نجوى غانم التي وصلت إلى طهران لتكون بصحبة ابنتها إلى فندق الاستقلال في طهران، استعدادا لمغادرتهما إيران إلى سورية.

وبحسب مصادر إيرانية مطلعة، فإن والدتها وصلت إلى إيران قبل قرابة عشرة أيام، وفور وصولها إلى هناك سحبت السلطات الإيرانية جواز سفرها، وهاتفها الجوال، إلا أن تقارير أخرى أكدت أن السلطات الإيرانية قامت بإعادة جواز سفر السيدة نجوى، وهاتفها الجوال مساء أمس.

من جهته شكر عمر بن لادن معاوني الأمير سعود الفيصل وبعثة السفارة السعودية في العاصمة طهران، وقال «نشكرهم على شهامتهم ورجولتهم وأصالتهم العربية في استضافة شقيقتي إيمان لأكثر من مائة يوم، لم تكن تشعر هناك بأنها غريبة عن أهلها وذويها».

وأوضح «بدون معاوني الأمير سعود الفيصل الذين كانوا على تواصل شبه يومي معنا، ربما لم نكن توصلنا إلى الإفراج عن إيمان في مثل هذا الوقت».

وأوضح نجل بن لادن أن الإيرانيين «وفوا بالوعد» الذي قطعوه على أنفسهم بالإفراج عن شقيقتي إيمان، وأدعو الله عز وجل أن يكون فرجه أيضا قريبا بتأمين خروج بقية أشقائي الخمسة من طهران وزوجة أبي السيدة أم حمزة وأولادهم، حتى يلتئم شمل العائلة بعد طول غياب وتشتت لأكثر من ثمانية أعوام.

وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي قد أكد بعد نشر «الشرق الأوسط» قصة هروب إيمان من الحراسة المفروضة عليها نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن إيمان بإمكانها مغادرة إيران بعد التأكد من هويتها. وقال: «نحن غير قادرين على التأكد من هويتها، إلا أن السفارة تؤكد أنها هي».