كانت مباراة غريبة تلك التي جمعت الهلال بأهلي دبي.. لا شيء يذكر فيها سوى هدف حسني عبد ربه الذي قتل فرحة الهلاليين.. لا أدري، ينتابني شعور بأن فريق الثمانينات والتسعينات الذي كان يحقق البطولات الآسيوية لم يظهر بعد، حتى وإن صرفت إدارته مئات الملايين لا عشراتها!
صحيح الهلال يتصدر مجموعته، وصحيح أنه قد يتأهل إلى الدور ثمن النهائي، لكن الحقيقة تقول إن هذا الفريق لا يملك مؤهلات البطل الآسيوي بدليل أنه يفشل في مباريات أقل ما يقال عنها سهلة جدا ولن أقول «تافهة».
بعد مباراة ميس كرمان الإيراني تحدثت مع مسؤول هلالي كبير، قال لي حينها «أتدري يا عبد العزيز.. كنت خائفا جدا من هذه المباراة.. لم يظهر في خيالي سوى تلك المواجهة المشئومة التي جمعتنا بأم صلال.. كان اللاعبون في غاية اللامبالاة، وهو ما جعلني خائفا لدرجة تكرار حادثة أم صلال، ولكن الله ستر، وخرجنا فائزين، ووالله بل كأننا مهزومون»!.
قلت له «في تلك المواجهة لم يفز الهلال، ولم يخسر، لكنه حصل على 3 نقاط رغم أن أي فريق آخر، لو قابل هذا الفريق، وأقصد بالطبع فريق ميس كرمان الإيراني، لخرج بسداسية أو سباعية أو حتى بعشرة، المهم أن تكون النتيجة وقتها قياسية، أما الهلال فلم يعتد هذه الأرقام خاصة في السنوات الأخيرة»!.
لا يكفي أن تصرف مئات الملايين بقدر أن تخلق روحا عالية وتضعها في قلوب اللاعبين، وأعتقد وبصراحة أن هذا ما ينقص الهلال.. ليس من المنطق أن يربط غياب فيلهامسون بتعادل الفريق الأزرق، خاصة إذا كان المنافس ضعيفا لا يقوى على شيء كحال أهلي دبي..!
مخجل جدا أن تتساقط أنديتنا أمام هكذا فرق.. لا أقلل من قيمة هذه الأندية، لكنني في الوقت ذاته لا يمكنني أن أستوعب سقوط أندية أرجنتينية أمام أندية بيرو وكولومبيا وبوليفيا.. هكذا أرى الأمر، ومن حقي أن أفعل بموجب الفارق الفني الكبير بيننا وبينهم، وبالطبع لا أقصد الأندية الإماراتية فقط، وإنما كل الخليج وبعض آسيا (باستثناء العين)!
مؤسف جدا أن يكون فريق الهلال محليا «صرفا»، ولا يقوى على المواجهة آسيويا، ويخرج فور مواجهته أضعف الفرق بدءا من الشارقة ووحدة أبوظبي ومرورا بالكويت الكويتي وانتهاء بأم صلال وأهلي دبي.. لا يمكن أن يفعل ذلك هلال بندر بن محمد، وهلال سعود بن تركي، وهلال خالد بن محمد، أما هلال السنوات الثماني الأخيرة فالحقيقة تقول إنه لم يعد «يجمل» جماهيره التي تطمح للكثير والكثير ولكن!.