إيتو: ميسي هو الأفضل.. والآن علينا تحدي ملك كرة القدم

الإنتر يستعد لمواجهة برشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال.. ومورينهو يعد مفاجأة

TT

كما جرت العادة من قبل، بحلول الربيع يبدو النجم الكاميروني صامويل إيتو كما لو كان يرتدي ثياب التألق من جديد، ويشتم عطرا جديدا في الجو حيث يستنشق هواء الأهداف بشدة.

فمنذ عودة إيتو من كأس الأمم الأفريقية في نهاية يناير (كانون الثاني) في 7 فبراير (شباط)، وخلال شهر، لعب أساسيا 4 مباريات من أصل سبع مع الإنتر (مباراة واحدة فقط بأكملها)، ولم يسجل أي أهداف، ثم جاء لقاء كاتانيا في 12 مارس (آذار) حيث تلقى الإنتر ثلاث صفعات، بالإضافة لصفعات مورينهو صباح اليوم التالي. ومن ذلك الحين، وبالتحديد منذ مباراة إنتر مع بولونيا، لعب النجم الكاميروني أساسيا في 10 مباريات من إحدى عشرة مباراة خاضها الفريق إلى الآن، ونجح في تسجيل 6 أهداف خلال شهر واحد بالتمام والكمال، منها ثلاثة في اللقاءات الثلاثة الأخيرة، اثنان في مرمى فيورنتينا (في الدوري وفي كأس إيطاليا) وآخر أمام يوفنتوس يوم الجمعة.

ويبلغ معدل إيتو التهديفي 0.60 هدف في كل مباراة، وهو ما يعيد إلى الأذهان المواسم الخمسة التي لعبها مع برشلونة الذي سجل معه، في مجمل المسابقات، من مارس وحتى نهاية الموسم 42 هدفا في 72 مباراة، أي بمعدل 0.56 هدف في كل مباراة. ونحن الآن في هذا المعدل تحديدا. وإذا ما عدنا للوراء أكثر، حينما، حينما كان إيتو لاعبا في صفوف مايوركا الإسباني، نجد أن المعدل هو ذاته تقريبا، فقد سجل 11 هدفا في الفترة ما بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) من موسم (2002/2003)، وفي العام التالي سجل 9 أهداف في شهري مارس ومايو (أيار).

ولا يمكن أن يكون الأمر مجرد صدفة، وهو ليس كذلك، فهي مسألة تتعلق بالجانب البدني والدوافع أو بالأحرى الاستعداد المسبق للمباريات ذات الأهمية عندما يقول الموسم كلمته. ومن السهل للغاية أن نجد في الأهداف التي سجلها في مباراتي نهائي دوري الأبطال اللتين فاز بهما عامي 2006 و2009 مبررا للقول بأوج الاستعداد والتألق في فترة الربيع. وبالطبع كل ما يفعله الآن يروق للإنتر أيضا لأن اللاعب الكاميروني وميليتو يظهران أنهما ثنائي يمكن الوثوق به، ومتفاهم للغاية في هذه الظروف. فقد انتقلت عدوى التهديف لإيتو من دقة المهاجم الأرجنتيني الذي سجل هدفا وحيدا في المباريات الخمس الأخيرة بعدما ظل لشهور هو قاطرة الانتصارات لفريقه، وذلك على الرغم من كم الفرص التي ما كان ليهدرها أبدا لفترة طويلة.

ربما تكون هناك فقط لحظة من تراجع المستوى، لكن على أي حال يسير إيتو بخطى ثابتة نحو أفضل مستوى له، وقد اعترف بذلك هو نفسه، مساء الجمعة عقب الفوز على يوفنتوس، حينما قال «إنني أركض، وألعب من أجل الآخرين، وأسجل، فغاية ما هناك أنني أشعر بحالة جيدة حتى إذا لم تسمعوني أبدا أقول إنني في أفضل حالاتي، لأن هناك دائما طريقة للتحسن، وبالنسبة لي لا يوجد سقف للتألق.. يوجد التحليق عاليا». لكنه يضيف «إذا كان هناك ملك لكرة القدم فقد يكون ميسي في الوقت الحالي، وإذا كان يوجد الفريق الأقوى في العالم فهو برشلونة الآن، إلا أن كل شيء قد يحدث، وما يريده الإنتر هو أن يتحول حلمه لحقيقة. ولحسن الحظ الأحلام عمل مشروع في الحياة».

كما أنه يلعب مثلما يلعب الإنتر بل أكثر، حيث يتابع «لم يكن سهلا التأقلم مع طريقة لعب مختلفة هكذا، وقد واجهت بعض المشكلات خصوصا في البداية، لكن الآن الوضع أفضل، فعندما نهاجم نكون أربعة لاعبين على الأقل، وهذا يساعد كثيرا». لقد أدرك صامويل إيتو ذلك في مباراة ستامفورد بريدج، ولم يتوقف بعد عن التسجيل.

من جهة أخرى، بدأت في معسكر التدريب الخاص بالإنتر عملية التحضير لمواجهة برشلونة في مناخ من التفاؤل، وقد انقسم لاعبو مورينهو إلى مجموعتين، فقد قام من شارك أمام اليوفي بتدريبات خفيفة، بينما كان الأمر أشد وطأة كثيرا بالنسبة لكل من ماتيراتزي، كوردوبا، كواريزما، ماريغا، مونتاري، بالوتيللي وأرناؤتوفيتش. فمن بين هؤلاء قد يختار المدير الفني البرتغالي مفاجأة الثلاثاء المقبل أمام برشلونة. ويتحدث البعض عن تغييرات في طريقة اللعب مقارنة بمواجهة تشيلسي واللقاءات الأخيرة، وقد يسعى المدرب البرتغالي لزيادة كثافة وسط الملعب بإعادة مايكون إلى الجناح الأيمن كما حدث أمام فيورنتينا في كأس إيطاليا، وحينها بدا القرار ارتجاليا، لكن ذلك في واقع الأمر كان بمثابة تجربة حقيقية لمباراة الشامبيونزليغ. وبالتالي فإن طريقة اللعب الثلاثاء المقبل قد تكون (4/1/4/1) من خلال كوردوبا، لوسيو، صامويل، زانيتي في خط الدفاع، وأمامهم كامبياسو، ثم مايكون، ستانكوفيتش، موتا، شنايدر خلف إيتو وميليتو. وكبديل هناك طريقة (4/3/2/1)، من خلال ستانكوفيتش - كامبياسو - موتا في الوسط، ومايكون ظهيرا وشنايدر صانع ألعاب.

وبالنظر للقاءي 2 و5 مايو (أمام لاتسيو ونهائي كأس إيطاليا في الاستاد الأوليمبي) هناك اتجاه لإمكانية إقامة معسكر مطول في روما.

من جهة أخرى، ثمة مفاجأة سارة لجماهير الإنتر، حيث خطت إدارة ماسيمو موراتي أولى خطواتها نحو سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، واضعة عينيها على المدافع أندريا رانكويا - الذي أوشك على صفوف المنتخب الإيطالي منذ ما يقرب من شهر، إلا أن الإصابة منعته من ذلك - فضلا عن اهتمامها الملحوظ ببونوتشي. ويعد باباستاتوبولوس، لاعب جنوا، هو البديل الأول لبونوتشي في حال تعذرت مسألة استعادته.

جدير بالذكر أن الإنتر كان قد عقد اتفاقا مبدئيا مع جنوا بشأن رانكويا، الذي يلعب حاليا في باري. وعلى الرغم من الإصابة التي مني بها في الركبة في الشتاء الماضي، فإن إدارة موراتي أكدت على التزامها بالاتفاق، مبدية استعدادها لدفع 15 مليون يورو مع الإبقاء عليه في صفوف باري على سبيل الإعارة إلى حين عودة اللاعب إلى مستواه المعهود قبل الانطلاق مع الإنتر.

من جهة أخرى، يواصل الإنتر مساعيه للحصول على بونوتشي، الذي التحق بصفوف المنتخب أيضا، مقابل 15 مليون يورو. وفي هذه الأثناء، يسعى جنوا لإنهاء الصفقة مع باري، حيث إن رانكويا يخضع لعقد ملكية مشتركة بين الفريقين، فيما تقدم الأول بعرض لشراء اللاعب بشكل نهائي مقابل 4 ملايين يورو، بالإضافة إلى تجديد عقد الإعارة الخاص بميجوريني والمهاجم دييغو أنجيلو الذي قام جنوا بشرائه مؤخرا. وفي حال تعذر الوصول لاتفاق بشأن بونوتشي، يضع الإنتر عينيه على باباستاتوبولوس كبديل فوري للمهاجم الجنوي. كما يسعى الإنتر للتعاقد مع راميريس، ظهير بنفيكا، فيما أبدى بيشكتاش اهتمامه بكواريزما في ظل منافسة قوية مع سبورتنغ لشبونة.