جميل يا كيث هيل.. ولكن!

عادل عصام الدين

TT

يؤكد خبير التحكيم الإنجليزي، كيث هيل، سعادته بالمشاركة في عملية تطوير أداء حكام كرة القدم في الملاعب السعودية، حيث قدم هيل بناء على رغبة سعودية للاستفادة من اتفاقيات التعاون الرياضي بين السعودية وبريطانيا. ويتشعب دور الخبير الإنجليزي ويصب في النهاية، حسب تصريحه المطول لجريدة «الوطن»، في دائرة الوقوف على أهم أسباب تراجع الأداء والعمل على تطويره.

وكان كيث هيل قد أشرف على الحكام الذين أداروا مباريات دورة الصعود التي أقيمت بالأحساء، وألقى عدة محاضرات وراقب الحكام واستخدم الفيديو في محاضراته، مبينا حالات الإخفاق والإجادة، وحاول كما يقول تنبيه الحكام وإرشادهم إلى أخطائهم والسعي لتعديل مسارهم بطرق فنية وعلمية متقدمة. وقد صنف الخبير الإنجليزي الحكام المشاركين من خلال مشاهدة بعض المباريات لتقييم مستوى كل حكم في اللقاءات التي أدارها، وتقديم تقرير فني حول مستوى كل حكم يتضمن إمكان مواصلة المشوار بتفوق ومدى قابليته للتطوير وكيفية الحفاظ على مكانه مستقبلا.

يجيب كيث هيل عن سؤال وجهه الزميل عثمان حبيب حول ما إذا كانت دورة الصعود ستكون نقطة الانطلاقة بالقول: «نعم، فكان أداء حكام الدورة متميزا ويبشر بالخير على مدار مبارياتها الـ16، ولا سيما في الدور نصف النهائي»، ويضيف: «سنسعى لتحقيق خطوات إلى الأمام في مهنة الحكم والتحكيم، وأولى الخطوات تكمن في حث الحكم على البحث عن المعرفة والنقاش الذي يتجلى في مراجعة كل مباراة في اليوم التالي من خلال الحلقات الدراسية التدريبية لتطوير الإيجابيات وتلاشي السلبيات، وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى خوض وتيرة التحسين المستمر لحكام المباريات».

أقول: جميل يا كيث هيل.

الرقابة مطلوبة.. والأداء في دورة الصعود كان جيدا، والقادمون يبشر مستواهم بالخير.. والحلقات الدراسية مفيدة، ومناقشة الأخطاء بطرق علمية مثمرة، والإطلاع مفيد، وبث الحماس ورفع معنويات الحكام وتثقيفهم أمر جيد، لكن مشكلة التحكيم في الملاعب السعودية ليست في المستوى.. ولا في الدروس.. ولا الأداء في دورات الصعود.

أعرف أن الحكام الذين تحدثت عنهم كان مستواهم جيدا، وهل هناك من يمكنه أن يقوم أداءهم ويعرف إمكاناتهم أكثر منك.

مشكلتنا التي بدأت منذ عقود ولا تزال قائمة تتمثل في انعدام الثقة بالحكام، بسبب عدم نجاح اللجان الرئيسية للحكام منذ أن عرفناها.

مشكلتنا في وضع الحكم في المباراة غير المناسبة.

مشكلتنا في التعصب الذي تعاني منه كل الأطياف.. وكل أطراف «اللعبة»، الذي لم تسلم منه لجان التحكيم أيضا.

اختيار حكام المباريات بغض النظر عن كفاءة بعضهم يختلف كثيرا عما يحدث في إنجلترا.

ثمة «محسوبيات» و«حسابات»، ومن هنا سيتم الضغط.. وتتوالى الأخطاء وبالتالي يفرض الحم الأجنبي نفسه حتى لو كان أداء حكام دورة الصعود جيدا، وحتى لو كنت سعيدا بنجاحاتهم ومتفائلا بمستقبلهم.

قد تكون «المقدرة» موجودة.. ولكن المشكلة تنحصر في «العطاء»، ولن يتحسن العطاء ما دامت الظروف غير المساعدة قائمة!

[email protected]