نقص الهلال والنصر..!

منيف الحربي

TT

يغضب بعض الهلاليين ممن يتحدث عن النقص الهائل الذي يعانيه النصر في مواجهة الغد، ويعتبرون هذا الحديث نوعا من التخدير الساذج الذي يأتي من خارج زمن الاحتراف.. على الطرف الآخر يصر بعض النصراويين على استحضار النقص وتضخيمه فقط كي يكونوا في مأمن بعد اللقاء، فإن فاز الفريق قالوا فزنا رغم النقص، وإن خسر الفريق فالعذر المنطقي جاهز..!

بعيدا عن هذا التحضير النفسي خارج الميدان يخبرنا واقع الحال بأن الهلال يعيش أفضل حالاته الفنية والمعنوية مع استقرار عناصري وإداري مشهود، بالمقابل ظل النصر يخرج من مشكلة ليقع في أخرى.. من خطأ تسريح ايدير، لهروب الكوري، لإيقاف غالي، وليس انتهاء بسيل الإصابات التي طالت جميع مراكز الفريق، ثم أخيرا غياب غالب والدوخي.. غير أن اللافت هنا هو نجاح الجهازين الإداري والفني وقدرتهما على رتق الثغرات وتجاوز العثرات وصياغة شخصية فريق منافس، حقق (بالمجمل) نتائج مقبولة وبقي داخل دائرة المنافسة الشرسة رغم تكالب الظروف وسخونة الأجواء وتداخل الدوائر داخل اللون الواحد..!

القراءة داخل الميدان ستكون مختلفة لأنها رهن عطاء اللاعبين وانضباطهم التكتيكي وروحهم، وقد جرت العادة أن الفرق التي تدخل بثقة ووسط ترشيحات الفوز لا يتحقق لها ما أرادت، بينما يكون النقص حافزا قويا لإثبات الذات.. هذا ليس دائما، فهناك فرق متمكنة ربما وقعت في فخ الثقة يوما لكنها لا تقع فيه دوما.

لقاءات الهلال والنصر عادة ما تكون حافلة بالتنافس المثالي ودروس اللعبة، وإذا كان النقص الأصفر الكبير هو العنوان الأبرز لهذا اللقاء، فإن توقع فوز الأزرق لا يعد نوعا من التخدير أو التمويه خاصة أن غيريتس يتطلع للمراحل المقبلة بنشوة بينما يستعد دا سيلفا للملمة أمتعته وهو يقتعد المدرجات..!

* بركان غالي

* إذا كانت السحب البركانية تسببت في احتجاز رئيس لجنة مكافحة المنشطات الدكتور صالح قمباز في أوروبا، فإن ما ينتظره في الرياض ربما يكون بركانا تملأ سحبه أجواء الوسط الرياضي خلال الصيف لتبقى آثارها شهورا طويلة.

بركان غالي خمد أسابيع ليعاود قذف حممه بمفاجأة لم تكن متوقعة سوى من اللاعب الذي كان على يقين من براءته، وهو في كل الأحوال يستحق التحية لعزيمته وإيمانه بقضيته وإصراره على المضي فيها حتى النقطة الأخيرة.

ستنتهي قضية غالي، وربما ننسى الكويكبي والمولد وغيرهما.. غير أن ملف لجنة مكافحة المنشطات سيبقى مفتوحا للكثير مما يمكن قوله، وربما حتى لما لا يمكن قوله..!!