مصر تنفي مزاعم إسرائيلية جديدة بانطلاق صاروخين موجهين لإيلات من سيناء

«معاريف»: تنظيم فلسطيني يقف وراء العملية

TT

نفت مصر مجددا أن تكون الصواريخ التي سقطت على مدينة العقبة الأردنية قد أطلقت من أراضي شبه جزيرة سيناء. وقال اللواء مراد محمد موافي محافظ شمال سيناء، الذي شغل منصب مدير المخابرات الحربية والاستطلاع المصري، إن إطلاق صواريخ من سيناء بحسب المزاعم الإسرائيلية هو أمر مناف للعقل والمنطق، حيث إن عملية إطلاق الصواريخ يسبقها نقل وتركيب منصات لإطلاقها، وهذا لم يحدث. كما أنه ليس من المنطقي نقل صواريخ من غزة إلى مصر لإطلاقها.

وأضاف أن «نقل مثل هذه المنصات ونصبها يحتاج إلى وقت، والدوريات الأمنية على الحدود بين مصر وإسرائيل تتواصل بشكل دائم بسبب طبيعية هذه المنطقة ونشاط عصابات التهريب فيها»، مؤكدا أن حدود مصر الشرقية في رفح آمنة ومؤمنة تماما، وأنه لا تهاون في حماية حدود مصر الدولية.

وتابع أن شمال سيناء هي المحافظة الوحيدة التي تقع على الحدود مع دولتين (إسرائيل وفلسطين)، بما قد يترتب على ذلك من مشكلات حدودية تنعكس على المحافظة ومصر بالكامل من عمليات تهريب وتسلل وأنفاق، وما تمثله تلك المشكلات من مخاطر على الأمن القومي.

ونفت مصادر أمنية مصرية في شمال سيناء أن يكون قد تم إطلاق الصواريخ من عناصر فلسطينية، حيث إن المنطقة مؤمنة تماما من الجانب المصري، وإن الحدود بين مصر وغزة مؤمنة بشكل كامل، خصوصا ضد عمليات تهريب الأسلحة بالإضافة إلى أن حركة حماس لا يمكن أن تسمح بدخول مثل هذه المنصات إلى مصر لمنع المزيد من التوتر في علاقاتها.

وفي جنوب سيناء قالت مصادر أمنية وشهود عيان من مشايخ القبائل إن الأوضاع الأمنية في المنطقة هادئة جدا، وإن هذه الصواريخ لو أطلقت من سيناء لأعلنت مصر حالة الاستنفار الأمني.

وقالت المصادر الأمنية إنه تم تمشيط بعض المناطق الحدودية بين مصر وإسرائيل، خصوصا في مدينتي طابا، ونويبع، التي تقع في مثلث حدودي مع إيلات الإسرائيلية والعقبة الأردنية.

التي سقطت الصواريخ فوقها، إلا أنه لم يتم حتى الآن العثور أو رصد أي محاولات قد تمت لإطلاق الصواريخ.

وقالت مصادر محلية في جنوب سيناء إن الادعاء الإسرائيلي لم يؤثر على حركة السياح القادمين إلى الأراضي المصرية عبر معبر طابا، وأن الحركة تسير بشكل طبيعي.

لكن رغم النفي المصري القاطع، أصر مصدر أمني إسرائيلي على أن الصاروخين، أطلقا من سيناء.

وقال المصدر إن الصاروخين وجها نحو إيلات ولكن مطلقيهما أخطأوا الهدف. فسقط الأول في المياه الإقليمية الأردنية والثاني في مستودع تبريد شمال مدينة العقبة. وأضاف أنه بسبب نوع الصاروخين محدودي الدقة وقلة خبرة مطلقيهما، لم يصيبا الهدف.

وذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، أن الإسرائيليين يفهمون الموقف المصري والأردني، فكل منهما يريدان إبعاد التهمة عن نفسه. وأضافت، بالاعتماد على مصدر أمني فلسطيني، رفض الإفصاح عن هويته، فإن «معلومات وصلت قبل شهرين عن أن حركة حماس وعناصر أخرى مرتبطة بـ(القاعدة) تمكنت من إدخال صواريخ متوسطة المدى إلى سيناء بهدف إطلاقها نحو البلدات الإسرائيلية الجنوبية».

وأكدت مصادر إسرائيلية أمنية للإذاعة الرسمية، أمس، أن إسرائيل واثقة من أن مصر والأردن غير معنيتين بإدخال هذه المنطقة السياحية للدول الثلاث في الصراع الحربي، لأن ذلك سيؤدي إلى ضرب أهم مصدر دخل فيها. ولذلك، فإن أجهزة الأمن فيها ستكون «مضطرة إلى تعميق التعاون والتنسيق بينها لمواجهة خطر إغراق هذه المنطقة بالإرهاب».