أبو الغيط في بيروت ينفي نقله «رسائل أميركية أو إسرائيلية».. ويصف قصة الـ«سكود» بالكذبة الكبيرة

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: قلل من أهمية التهديدات الإسرائيلية.. وتحدث عن «اتجاهات مشجعة» مع سورية

الحريري مستقبلا أبو الغيط في بيروت أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

قام وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بزيارة قصيرة لبيروت أمس التقى خلالها عددا من المسؤولين، نافيا قيامه بحمل رسائل «إسرائيلية أو أميركية إلى لبنان»، وواصفا الكلام الإسرائيلي عن نقل صواريخ «سكود» سورية إلى حزب الله بأنه «كذبة كبرى». ونفت مصادر لبنانية شاركت في لقاءات أجراها أبو الغيط أن يكون حمل أي تحذيرات، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه قلل أمام من التقاهم من أهمية التهديدات الإسرائيلية، معتبرا أن الإسرائيليين عاجزون عن القيام بحرب جديدة في المنطقة حاليا. أما في ما يتعلق بالعلاقات السورية - المصرية، التي ربطت بعض المصادر اللبنانية زيارة أبو الغيط بها، فقد نقلت المصادر نفسها عن أبو الغيط «إشارات إيجابية»، ناقلة عنه قوله إن العلاقات بين البلدين تسير في «اتجاهات مشجعة ومريحة».

وكان أبو الغيط وصل إلى مطار بيروت صباح أمس في زيارة أعلن عنها بشكل غير رسمي أول من أمس في زيارة إلى لبنان ليوم واحد واضعا الزيارة في إطار «التعبير عن المودة والصداقة والدعم لهذا البلد ولهذا الشعب»، مشيرا إلى أن «مصر تهتم بالشأن اللبناني وتدعم لبنان خصوصا في هذه الظروف الحساسة». ونفى أبو الغيط بشدة أن يكون حاملا «تحذيرات للبنان من إمكان شن عدوان إسرائيلي على لبنان» قائلا: «نحن لا نحمل رسائل إلى شقيق عربي من طرف عدو، ولا يمكن أن تتصور أنني آتٍ برسالة إلى لبنان لكي أحذر. أما القول عن صواريخ سكود وغيرها، فمن يعلم بهذه الصواريخ يعلم أن هذه كلها أكاذيب تدعو إلى الضحك». وأضاف: «في حال شنت إسرائيل عدوانا على لبنان وسورية سوف ندعم البلدين والشعبين». وأكد أن القمة المصرية - السورية لم تتأخر لأنه لم يتقرر لها موعد، ولكنه شدد على أن «الرئيس بشار الأسد مرحب به دائما في مصر». وفور وصوله إلى بيروت، توجه أبو الغيط للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري، وقال إن «الهدف من الزيارة هو التعبير عن دعم لبنان في ظروف نرصد أنها حساسة، وإجراء لقاءات مع مختلف القيادات اللبنانية». وكرر القول بأن «صواريخ سكود في تقديري كذبة كبرى لا معنى لها، ومن تحدث عنها يهدد في ما لا يعلم. من يعرف هذا الصاروخ يعلم أنه لا يمكن إخفاؤه وتسريبه ويحتاج إلى كثير من الإعداد والتجهيز.. الأمر كذبة كبرى». وأضاف: «أنا أتحدث عن الـ(سكود) بمعرفة وثيقة، وبالتالي عندما أقول إن هذا الصاروخ لا يمكن أن يتسرب بقطع أو في كتلة متكاملة، فإنني أعلم عما أتحدث». مشيرا إلى أنه ليس لديه تفسير لإثارة الموضوع «أكثر من الاستفزاز»، معلنا في الوقت نفسه أنه لا يخشى حربا على لبنان.

وردا على سؤال عن الربط بين زيارته وبين الزيارة التي كانت محددة للرئيس بشار الأسد إلى القاهرة، أجاب: «الرئيس الأسد مرحب به دائما في مصر، ومن تابع اللقاءات بين الرئيس الأسد ورئيس الوزراء المصري ووزير الخارجية المصري بسرت في ليبيا، رأى أنها كانت لقاءات دافئة والحديث كان طيبا للغاية، وكانت مشاعره تجاه الرئيس مبارك وما زالت مشاعر دافئة، وكان يسأل عن صحة الرئيس باهتمام شديد، وبالتالي فإن الرئيس الأسد مرحب به دائما في القاهرة». وأكد أن «صحة الرئيس مبارك جيدة للغاية وهو يمارس الكثير من نشاطاته وأعماله، وليس هناك أي مشكلة». واستبعد أبو الغيط بعد زيارته رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري «احتمال إقدام إسرائيل على أي عمل عدواني ضد لبنان في ضوء التهديدات التي تطلقها»، مؤكدا أن مثل هذه الأعمال تعقد الوضع وتزيد من التوتر وليس لها داعٍ ولا يمكن السماح بها، مجددا الرفض والتصدي لأي عدوان ضد لبنان. نافيا أن تكون أميركا قد أرسلت من خلاله رسائل إلى المسؤولين اللبنانيين. من ناحية أخرى، أدان وزير الخارجية المصري، بعد لقائه نظيره اللبناني علي الشامي، الموقف الأوروبي خلال مؤتمر وزراء المياه في دول الاتحاد من أجل المتوسط الذي عقد في برشلونة في 13 أبريل (نيسان) معتبرا إياه تغييرا ملحوظا في السياسة الأوروبية في المنطقة.

ولفت إلى أن «الدول العربية فوجئت بأن دول الاتحاد الأوروبي ترفض الإشارة إلى كلمة الأراضي المحتلة الفلسطينية وحقها في مياه الإقليم»، معلنا: «إننا لن نسمح على الإطلاق أن تعقد مؤتمرات في إطار الاتحاد من أجل المتوسط ثم نكتشف أن هناك تآكلا في المواقف الأوروبية»، مؤكدا: «إننا مصممون على أن ندافع عن حقوق الفلسطينيين».