أوباما يلتقي برواد ومبتكرين من العالم الإسلامي ضمن جهود إطلاق «بداية جديدة»

وكيل وزيرة الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: نريد تشجيع أوجه متعددة في علاقاتنا مع العالم الإسلامي

أوباما خلال صعوده إلى طائرته في ميريلاند أمس (أ.ف.ب)
TT

يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما غدا بعدد من رواد الأعمال والمبتكرين من العالم الإسلامي خلال «قمة رواد الأعمال الرئاسية» التي يرعاها أوباما هذا الأسبوع. ويقول مسؤولون أميركيين إن القمة، التي تجمع 250 موفدا من أكثر من 50 دولة، تعتبر «التزاما مباشرا» من الإدارة الأميركية لـ«بداية جديدة» مع العالم الإسلامي التي أعلن عنها أوباما في خطابه للعالم الإسلامي من القاهرة في يونيو (حزيران) الماضي. وقال وكيل وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الاقتصاد والطاقة والزراعة روبرت هورماتس: «الفكرة الأساسية هي كيف يمكن دعم التنمية الاقتصادية والفرص الاقتصادية حول العالم، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تفعل ذلك بمفردها بل في مناطق كثيرة في العالم مثل السعودية ومصر هناك الكثير من رواد الأعمال وريادة الأعمال تزداد كظاهرة وما يمكننا فعله هو جلب أكثر من 200 رائد عمل من العالم مع 70 مشتركا أميركيا لدعم العملية الحالية من خلال التواصل بين المشاركين وبين شخصيات مثل (المدير التنفيذي لشركة غوغل) غاري ينغ وآخرين خطوا خطوات كبيرة لتطوير قدراتهم في ريادة الأعمال». وأضاف هورماتس في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» حول قمة رواد الأعمال أن القمة ستكون «عملية تواصل وتعارف» بين الأطراف المختلفة، موضحا: «بينما هذه القمة الأولى من نوعها، فإنها لن تكن الأخيرة ونأمل أن تكون بداية عملية طويلة تشهد عقد فعاليات مشابهة في دول ومناطق مختلفة». ومن المرتقب أن يتم الإعلان قريبا عن لقاء مماثل يجمع بين رواد عمل من العالم الإسلامي ورواد عمل أميركيين في إحدى الدول ذات الغالبية الإسلامية. وشدد هورماتس على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لتنمية ريادة الأعمال والابتكار، قائلا: «إحدى المشاكل في الدول والجاليات الإسلامية حول العالم هي قضية خلق فرص العمل ومن الصعب خلق فرص العمل بشكل مستدام من دون ابتكار مستدام، ودعم عملية ريادة الأعمال تدعم الابتكار والإبداع مما يخلق فرص العمل». وأضاف هورماتس أن الابتكار موجود في العالم الإسلامي «ونحن نحاول أن نجمعه ونجمع رواده معا وخلق الروابط». وتابع: «رواد العمل يتعلمون بعضهم من بعض وهذا ممكن خلال القمة بين رواد العمل من العالم الإسلامي والولايات المتحدة». وتهتم الإدارة الأميركية بإنجاح القمة، معتبرة أنها تجسيد لنداء أوباما بفتح صفحة جديدة للعلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي. ودليلا على اهتمام الإدارة الأميركية بالقمة، لقد ساهمت وزارتا الخارجية والتجارة الأميركيتان مع البيت الأبيض لتنظيمها. كما يشارك كبار المسؤولين الأميركيين، ابتداء بأوباما في اليوم الأول من القمة ووزير التجارة غاري لوك ومستشارة أوباما فالري غاريت والمندوبة الأميركية للعالم الإسلامي فرح بانديث ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي تختتم أعمال القمة. وبينما يركز المسؤولون الأميركيون على أن القمة فرصة لتبادل الأفكار فإن الهدف الأبعد للقمة هو الابتعاد عن الإطار السياسي والأمني البحت في العلاقات مع المسلمين وتوسيعها إلى مجالات مختلفة، تجاوبا لنداء أوباما في خطاب القاهرة.

واعتبر هورماتس أن «الفكرة وراء القمة هي القول بأن هناك أوجها متعددة وراء العلاقات مع العالم الإسلامي، وليس فقط في السياسة الصلبة بل أيضا الاقتصاد والتبادل الثقافي»، مضيفا: «نريد رؤية التبادل الاقتصادي المبني على الفائدة المشتركة وهذا ما نتوقع رؤيته». وأقر هورماتس بوجود مشاكل في ما يتعلق بمنح تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة، قائلا: «علينا العمل على أن تكون عملية منح تأشيرات الدخول أكثر كفاءة بالإضافة إلى العمل على أن نكون مرحبين عند وصول الناس من العالم الإسلامي هنا». وأكد: «نريد أن يشعر المسلمون بأن وجودهم هنا مرحب به، ونحن نعمل على ذلك وقد حققنا بعض التقدم ولكن أمامنا الكثير من العمل، فمن مصلحتنا زيادة التواصل مع العالم الإسلامي». وفي ما يخص التبادل التجاري، شدد هورماتس على أهمية توسيع نطاق الاستثمارات الأميركية في العالم الإسلامي، قائلا: «على سبيل المثال، في الخليج هناك الكثير من الاستثمار الأميركي في قطاع النفط ولكن نريد أن نرى استثمارا في مجالات أوسع وعلى إطار أوسع وهذا ما نتوقع أن تشجعه القمة». ومن جهته، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للتواصل الاستراتيجي بين رودز إن خطاب أوباما في القاهرة كان «حول عدد من القضايا السياسية والأمنية المهمة جدا التي هيمنت على تركيز الولايات المتحدة والكثير من الدول والمناطق حول العالم. فقد تطرق الخطاب، على سبيل المثال إلى جهودنا لهزيمة (القاعدة) والحرب في العراق وسعي إيران لبرنامج نووي وبالطبع النزاع العربي - الإسرائيلي». ولكنه أردف قائلا إنه قال أيضا في خطابه: «بينما نواصل عملنا الشديد لمعالجة هذه القضايا وحل النزاعات، فإن الولايات المتحدة تريد أيضا بناء وتعميق عدد من الشراكات مع الجاليات المسلمة حول العالم حول القضايا الأساسية لحياتنا في ما يخص التعليم والفرص الاقتصادية والعلوم والتكنولوجيا والصحة». واعتبر رودز أن «من خلال بناء هذه الشراكات يمكننا خدمة مصالحنا المشتركة ودفع علاقة أكثر إيجابية بين الولايات المتحدة والدول ذات الغالبية المسلمة حول العالم». وقال رودز إن دعوة المشاركين من إسرائيل تأتي بناء على أن «إسرائيل بالطبع دولة ديناميكية وتؤمن بريادة الأعمال ونعتقد أن لديها رأيا نادرا في دفع ريادة الأعمال وذلك واضح في النمو الاقتصادي للبلد». وأضاف: «هذه ليست قمة تركز على القضايا السياسية، بل على قضايا ريادة الأعمال التي نعتقد أنها تشكل مجالا يمكن للناس العمل معا فيه لخدمة المصالح المتبادلة».