مقتنيات محمد سعيد فارسي تحصد 8.7 مليون دولار

دبي: مزاد «كريستيز» للأعمال الفنية يحقق إيرادات تتجاوز 15 مليون دولار.. ويشهد أعلى سعر للوحة عربية

TT

فيما يمكن أن يعتبر مؤشرا أوليا على تراجع تأثير الأزمة المالية العالمية على دار «كريستيز» للمزادات العلنية العالمية، حقق مزاد الدار، مساء أول من أمس، 23 رقما قياسيا عالميا جديدا، وبلغت قيمة الأعمال الفنية المبيعة ثلاثة أضعاف القيمة التقديرية الأولية المعلنة قبيل انطلاق المزاد، فيما أبدى مقتنون حضروا المزاد دهشتهم عندما بيعت لوحة «الشادوف» لمحمود سعيد بمبلغ 2.43 مليون دولار، لتكون بذلك أول لوحة عربية تباع بهذا السعر في تاريخ هذا الفن، فيما كان لافتا أيضا أن تباع كل مقتنيات محمد سعيد فارسي، أمين جدة الأسبق، المؤلفة من 25 عملا، بمبلغ 8.7 مليون دولار أميركي، لتكون بذلك أول مجموعة تباع بهذا السعر في المزاد.

وأعلنت «كريستيز» أن «مزاد الأعمال الفنية العالمية الحديثة المعاصرة» الثامن الذي نظمته بدبي مساء أول من أمس حقق إجمالي مبيعات قدره 15 مليون دولار أميركي، بينما لم تتجاوز القيمة التقديرية الأولية المعلنة للأعمال المشاركة قبيل انعقاد المزاد 4.8 مليون دولار أميركي.

وتقول هالة خياط إخصائية الفن المعاصر في «كريستيز»: «كان المزاد مميزا جدا لأن الأسعار التي بيعت بها المعروضات تجاوزت القيمة التقديرية لها بثلاث مرات، كما حقق المزاد عدة أرقام قياسية عالمية، على رأسها تحقيق أعلى سعر للوحة عربية، حيث بيعت لوحة الشادوف للفنان المصري محمود سعيد بمبلغ يزيد على 2.4 مليون دولار أميركي، محطمة الرقم السابق لأغلى لوحة عربية وهو 600 ألف دولار».

ولوحة «الشادوف» (Les Chadoufs) التي تعود إلى عام 1934، تصدرت من حيث القيمة كل الأعمال المعروضة في المزاد من مقتنيات د.محمد سعيد فارسي، والتي بيعت كاملةً بقيمة 8.705.250 دولار.

وتشير خياط في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المزاد تمكن من حيث القيمة أن يبيع نحو 96% من معروضاته هذا العام، مشيرة إلى أن عملين فنيين حققا قيمة تجاوزت مليون دولار أميركي، فيما حقق 26 عملا فنيا قيمة تجاوزت 100.000 دولار أميركي».

وتعتبر هالة خياط أن مزاد أمس «كان حقا مهما للعرب»، مشيرة إلى أنها تلقت التهاني من شخصيات ثقافية وفنية عربية للأرقام التي بيعت بها بعض الأعمال العربية. وتعلل خياط هذا التضاعف في قيمة بعض الأعمال العربية التي تشارك للمرة الأولى بندرة بعض الأعمال والوعي بقيمتها التاريخية والنوعية، قائلة «إن هذا أمر يدعو للتفاؤل، وهو يؤشر إلى أن هناك إدراكا من العالم العربي بقيمة هذه اللوحات ومدلولاتها الثقافية.. فأن تباع لوحة للمصري الراحل محمود سعيد بقيمة 2.4 مليون دولار فهذا يعني أن هناك من يعرف قيمة هذا الفن وهو مستعد لأن يدفع لأجله».

وتؤكد الأرقام القياسية المسجلة في هذا المزاد فرادة الأعمال الفنية النخبوية المعروضة، وازدياد اهتمام المقتنين حول العالم بأعمال المبدعين من المنطقة، الأمر الذي ظهر جليا أيضا بعد أن سجلت أعمال فنية أخرى أرقاما قياسيةً، إذ سجل النحات الإيراني برويز تانافولي رقما قياسيا ثانيا متجاوزا حاجز مليون دولار أميركي، كما سجل الفنان الإيراني أفشين برهاشمي رقما قياسيا عالميا جديدا، فيما سجل فرهد موشيري رقما قياسيا عالميا لأحد أعماله المجسمة.

ويرى خبراء الدار أن المزاد كان «متميزا على كل الصعد.. وسيكون له صداه في كريستيز وفي أوساط المقتنين بمنطقة الشرق الأوسط طوال أعوام قادمة».

من جهته، قال يوسي بيلكانن، رئيس دار «كريستيز» في أوروبا والشرق الأوسط «من المؤكد أن هذا المزاد كان حدثا لافتا، ولا غرابةَ في ذلك، إذ تضمن المزاد روائع الأعمال الفنية الشرق أوسطية التي تستأثر باهتمام المقتنين حول العالم. ونحن واثقون من أن المزاد سيعطي مُقتني الأعمال الفنية الشرق أوسطية حول العالم الزخم اللازم والثقة المطلقة للمواظبة على عرض مقتنياتهم من الأعمال الفنية في مزادات (كريستيز) بدبي».

واعتبر رئيس دار «كريستيز» أن الأعمال الفنية المصرية لمبدعين من أمثال محمود سعيد ومحمود مختار وحامد ندا وعبد الهادي الجزار، خطفت الأضواء في المزاد.