الشركات اللبنانية تعرض أوراقها على الشركات الأميركية

وزيرة المال: الدين العام سينخفض إلى 145% من الناتج المحلي

TT

شددت وزيرة المال اللبنانية ريا الحسن على الحفاظ على الاستقرار الماكرواقتصادي وخفض نسبة الدين العام إلى إجمالي الناتج المحلي، بحيث تصل إلى 145 في المائة في سنة 2012. بالتزامن مع إصلاحات مالية عامة وإصلاحات اقتصادية واجتماعية وإصلاحات البنية التحتية وتحديث أسواق رأس المال في لبنان، من خلال وضع البنية التحتية القانونية المتمثلة في قانون الأسواق المالية الذي يناقش حاليا في مجلس النواب، والذي ينظم الأسواق المالية ويستحدث هيئة مستقلة لها ومحكمة خاصة بها.

وأبلغت مديري وممثلي بنوك ومؤسسات مالية وصناديق استثمار أميركية شاركوا في «يوم أسواق رأس المال في لبنان»، الذي انعقد أمس في نيويورك، أن التوجه الرئيسي لمشروع موازنة العام الحالي يقوم على تجديد البنية التحتية، بعد سنوات من الاستثمار غير الكافي فيها. خصوصا لجهة ما يتعلق بالزيادة الكبيرة في الإنفاق الاستثماري، من 1.6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، إلى 3.5 في المائة. وتخصيص اعتمادات إضافية بقيمة 765 مليون دولار لتمويل إنشاء السدود ولتأمين 600 إلى 700 ميغاوات إضافية من التيار الكهربائي وإعادة بناء خزانات الوقود، وتوسيع قدرة شبكة استيراد الغاز الطبيعي، ولإنشاء الطرق وصيانتها والاستملاكات اللازمة لذلك.

وشددت على أهمية «وجود حكومة وحدة وطنية قادرة على اتخاذ القرارات وتنفيذها»، مشيرة إلى أن «اتخاذ تلك القرارات قد يتطلب بعض الوقت أحيانا ولكن الالتزام بتنفيذها يكون قويا»، واعتبرت أن «الملاءة المالية والسيولة الكبيرة التي وفرتها التدفقات المالية من اللبنانيين المغتربين عززت الودائع المصرفية واحتياطات المصرف المركزي، وجعلت الاقتصاد اللبناني يصمد في وجه الأزمات». وانعقد «يوم أسواق رأس المال في لبنان»، أمس، في نيويورك بدعوة من غرفة التجارة الأميركية - اللبنانية و«بنك أوف نيويورك - ميلون»، بحضور الحسن والسفير اللبناني في واشنطن أنطوان شديد وعدد من أعضاء غرفة التجارة اللبنانية الأميركية برئاسة سليم الزعني ورجال أعمال ومصرفيين لبنانيين وممثلي لمؤسسات ومصارف وصناديق استثمارية أميركية. ولفت ديفيد غرايسون، ممثل الشريك المنظم «أوروباخ غرايسون»، إلى النشاط اللافت للبنك في السوق اللبنانية لسنوات عدة، وأكد استمراره «في تقديم التسهيلات والخدمات المصرفية التي تساعد المستثمرين المهتمين بقطاع الشركات النامي في لبنان».

وقدمت المؤسسات اللبنانية المدرجة في بورصة بيروت عروضا عن أنشطتها، فقدم المستشار الاستراتيجي لرئيس مجلس إدارة بنك «عودة» فريدي باز عرضا لتطور الوضع الاقتصادي في الأعوام الثلاثة الماضية وكيف أثرت التطورات النقدية في النمو، الذي كان له تأثيره في استقطاب الرساميل وعلى السيولة. ثم عرض لتطور بنك «عودة»، الذي استحوذ على 25 في المائة من زيادة الودائع المحلية و20 في المائة من التسليف الإضافي، مما جعله أول مصرف في لبنان.

وأشار رئيس مجلس إدارة بنك «لبنان» والمهجر سعد الأزهري إلى النمو المستدام الذي يحققه المصرف بحيث لم يشهد أي تراجع رغم الظروف المالية العالمية بفعل السياسات المحافظة التي ينتهجها والتي أتاحت له الحفاظ على موقعه. وقدم مقارنة للنتائج التي حققها مع المصارف المحلية والإقليمية، مبينا أن العائد على الأموال الخاصة وعلى الموجودات أفضل بكثير من تلك التي حققتها المصارف الأخرى المحلية والإقليمية، مما جعل معظم المراجع تصنفه كأفضل بنك في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، متوقعا نموا قويا في لبنان وأسواق سورية ومصر والأردن والدول التي له وجود فيها.

وتحدث رئيس مجلس إدارة بنك «بيبلوس للأعمال»، الوزير السابق سامي حداد، عارضا كذلك نشاطات المصرف والنتائج التي حققها، مسلطا الضوء على المناخ الاستثماري الجاذب في لبنان.

بدوره، تحدث رئيس مجموعة «ماليا غروب»، جاك صراف، عن عمل المجموعة والتطور الذي شهدته في الأعوام الأخيرة ووضعها في مرتبة المجموعات الكبرى وما تتطلع إليه من خطط توسعية ورغبة في استقطاب الاستثمارات.

وقدم المدير العام لشركة «سوليدير»، منير الدويدي، عرضا للمناخ الاستثماري في لبنان والإمكانات الاستثمارية التي توفرها «سوليدير» لتشجيع المستثمرين، لافتا إلى أن «سوليدير» تميزت عن الشركات الأخرى المثيلة لها في المنطقة «من حيث قدرتها على تلافي تداعيات الأزمة المالية، وذلك بفعل قدراتها المالية من حيث السيولة العالية وعدم وجود أي مديونية فضلا عن موجوداتها من الأصول والعقارات، مما سمح لها بالاستمرار والتوسع في سوق عقارية متطورة». وأكد أن الشركة مستمرة في تحقيق أرباح ونتائج إيجابية.

وأكدت المديرة الإقليمية لمنطقة المشرق وشمال أفريقيا في «بنك أوف نيويورك -ميلون» بانا عقاد أزهري «الالتزام التام بلبنان والمنطقة كما هو ظاهر من خلال انعقاد مثل هذه اللقاءات». وإذ ذكّرت بوجود البنك في لبنان منذ عام 1961 «مقدما خدمات الإصدار والمراسلة والحفظ وإدارة الأصول»، قالت «إننا ننظر إلى لبنان كأحد أهم المناطق التاريخية بالنسبة إلينا كرواد في مجال شهادات الإيداع والخدمات الائتمانية، ونحن نطمح إلى العمل مع المصدرين اللبنانيين مستقبلا».

ويواصل الوفد اللبناني لقاءاته في نيويورك، بعدما شارك في اجتماعات نظمها «سيتي بنك» حول الطاقة المتجددة، قبل أن يتوجه إلى واشنطن، حيث ستكون له سلسلة لقاءات في وزارتي التجارة والخارجية الأميركية.