الأزمة تكسر ظهر آلاف العائلات اليونانية

رب أسرة كاراديمتريو أصبح عاطلا بعد 20 عاما قضاها في عمله

TT

تعيش أسرة كاراديمتريو مأساة الأزمة المالية التي تتعرض لها بلاد الإغريق حاليا، ونتجت عن سوء الإدارات في الحكومات السابقة، لكن من يدفع ثمنها هم طبقات الشعب الوسطى والفقيرة، وما تتعرض له أسرة كاراديمتريو يتعرض له مئات، بل آلاف العائلات اليونانية، التي كسرت الأزمة الطاحنة ظهرهم.

ومعاناة أسرة يورغو كاراديمتريو (45 سنة)، الذي يقطن في منطقة كاتو بيترالونا الشعبية وسط أثينا، بدأت قبل نحو عام عندما كان يعمل في ورشة أخشاب لصناعة الأثاث، ونظرا للتراجع في المبيعات وكثرة الديون على صاحب الورشة قرر الأخير إغلاقها وسرح العمال، ويورغو الذي كان يعمل فيها منذ عشرين عاما بات عاطلا عن العمل، ولا يجد قوت يومه في ظل هذه الأزمة.

وتتكون أسرة كاراديمتريو من 5 أشخاص، هو وزوجته ووالدته المسنة وطفلان، عمر الأول فيهما وهو ولد 12 سنة، بينما شقيقته الصغرى 10 سنوات، ويدرسان في مرحلة التعليم الابتدائي.

يروي يورغو قصته لـ«الشرق الأوسط» فيقول: «أنا منذ يوليو (حزيران) العام الماضي وأنا أبحث عن عمل، دون جدوى، وأتعايش ببدل البطالة الذي أتقاضاه من الحكومة 500 يورو شهريا، وسوف يتم منعه الشهر القادم لأنني أكملت عاما، وما أتقاضاه بالضبط قيمة إيجار المنزل الذي أقطن فيه مع تكاليف المياه والكهرباء، ومعنى أنه ينقطع عني هذا البدل ولم أجد عملا فهذا يعني أنى سوف أسكن في الشارع بعد ذلك». وعن كيفية المعيشة ذكر كاراديمتريو أنه يتعايش هو أسرته على المعاش الذي تتقاضاه والدته العجوز وقيمته نحو 450 يورو شهريا، يتم إنفاقها على المأكل فقط، حتى لا يشعر الأطفال بأن هناك أزمة في الطعام، مشيرا إلى أن هناك من يوجد من أهل الخير الذين يساعدونه بقدر الإمكان في احتياجات طفليه من الأدوات المدرسية. ويتساءل يورغو: «إلى أين هذه الأزمة؟.. ما هو مستقبل أولادي؟ ما هو مستقبلي؟ ما هو مستقبل بلادي بعد الأزمة؟» وطبعا الإجابة ما زالت غامضة بعد على هذه الأسئلة.

أما كاترينا كاراديمتريو وهي زوجة يورغو فقالت إنها كانت لا تعمل في السنوات الماضية لأنها انشغلت في تربية أولادها، ولكن بعد أن عطل زوجها عن العمل قبل نحو عام، تذهب لتنظيف درَج لمبنيين بجوار منزلها مرتين أسبوعيا، حتى يكون هناك متنفس في شراء لوازم المنزل من المأكل والمشرب، موضحة أن الحالة أصبحت صعبة للغاية ولا «تطاق»، على حد قولها.

ولا يخفى على أحد أن المواطن اليوناني في الأيام الأخيرة بدأ بالفعل يتجرع كأس مرارة الإجراءات التقشفية، حيث عم الركود الشارع اليوناني وبدأ المواطنون يشتكون من قلة الأموال، كما علت أصوات المسؤولين في المصارف بنقص السيولة، واتحدت النقابات للإعلان عن إضرابات عامة ومظاهرات ضمن سلسلة الاحتجاجات الشعبية ضد الإجراءات الحكومية القاسية، التي تطال كل شيء في البلاد، بما فيها الممتلكات والسيارات والودائع والمرتبات.