حركة الشباب: الهجوم الانتحاري في مقديشو انتقام لمقتل زعيمي «القاعدة» في العراق

أوقع أكثر من 75 قتيلا وجريحا واستهدف قاعدة لقوات حفظ السلام

قراصنة صوماليون اعتقلتهم البحرية البريطانية في محكمة في مومباسا بكينيا أمس (رويترز)
TT

قالت حركة الشباب المجاهدين الصومالية المعارضة، إن الهجوم الانتحاري الذي استهدف، أول من أمس، الثلاثاء، قاعدة عسكرية لقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في العاصمة، مقديشو، كان انتقاما لمقتل زعيمَي تنظيم القاعدة في العراق، أبو عمر البغدادي، أمير ما يسمى بـ«دولة العراق الإسلامية»، وأبو أيوب المصري.

وقال الشيخ علي محمود راجي، المتحدث باسم حركة الشباب: «إن العملية التي نفذها بعض مقاتلي الحركة كانت انتقاما لمقتل أبو عمر البغدادي أمير دولة العراق الإسلامية، ووزير حربه أبو أيوب المصري، اللذين قتلا في غارة أميركية في العراق الأسبوع الماضي، كما أنها كانت ثأرا لقتلى المجاهدين والشعب الصومالي الذين قتلهم العدو في مقديشو».

وأضاف الشيخ راجي الذي كان يتحدث من خلال مؤتمر صحافي عقده في مقديشو: «إن العملية كانت ناجحة ومباركة، وأدت إلى مقتل نحو 20 من الجنود الصليبيين من بينهم ضباط»، في إشارة إلى قوات الاتحاد الأفريقي التي تعرضت للهجوم. وتابع قائلا: «الكُفر ملة واحدة، فنحن ننتقم من الكفار أينما وجدوا، فإذا قتلوا إخواننا المجاهدين في العراق أو في أي مكان آخر، فنحن أيضا نأخذ الثأر هنا في مقديشو».

ويأتي هذا الهجوم الانتحاري في مقديشو الذي استهدف قاعدة لقوات حفظ السلام الأفريقية، بعد أيام من تأكيد تنظيم القاعدة مقتل زعيميه في العراق، أبو عمر البغدادي، أمير دولة العراق الإسلامية، وأبو أيوب المصري، في عملية أمنية عراقية - أميركية مشتركة فجر الأسبوع الماضي. وذكر المتحدث باسم حركة الشباب أيضا أن الهجوم أدى إلى تدمير مباني القاعدة التي تم استهدافها، لكن المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي الميجور بريجي بهوكو نفى ذلك بشدة، وقال إن الهجوم أدى إلى إصابة جنديين أفريقيين فقط، ومقتل 3 انتحاريين كانوا يقودون شاحنة مفخخة ومحملة بالوقود، وأضاف: «أطلق حراسنا الذين كانوا موجودين في المدخل الأمامي للقاعدة النار على الشاحنة لصد المهاجمين قبل أن يصدموا القاعدة، وتمكنوا من تعطيلها قبل تفجيرها، وهذا ما قلل من الخسائر الناجمة عن الانفجار».

من جهته، قال الجنرال فليكس كولايجي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوغندية الذي تتولى بلاده قيادة قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال: «إن الهجوم الانتحاري أدى إلى إصابة 5 من الجنود الأوغنديين، حالة أحدهم خطيرة».

وأضاف كولايجي: «الهدف من هذا الهجوم كان لردع جهود (أميصوم) لمساعدة الشعب الصومالي، لكنه بدلا من ذلك سيزيد تصميمنا للوقوف إلى جانب الصوماليين». وذكر كولايجي أن نحو 36 جنديا (من أوغندا وبوروندي) قتلوا في الصومال منذ عام 2007 حينما تم نشر أول دفعة من قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في مقديشو في هجمات انتحارية مختلفة، من بينهم نائب قائد القوات الجنرال «جوفينال ييونغروسا» الذي كان يشغل أيضا قائد الوحدة البوروندية ضمن قوات الـ(أميصوم).

ميدانيا، لقي ما لا يقل عن 19 شخصا مدنيا مصرعهم، وأصيب أكثر من 60 آخرين بجروح في اشتباكات وقصف شهدتهما الأحياء الشرقية والجنوبية للعاصمة مقديشو بين قوات الحكومة الصومالية التي تدعمها قوات الاتحاد الأفريقي، ومقاتلي الفصائل الإسلامية المعارضة. وقال شهود عيان في حي حمر وين، شرق مقديشو، لـ«الشرق الأوسط» إن 9 أشخاص قتلوا في مكان واحد، وأصيب ما لا يقل عن 20 آخرين عندما سقطت قذيفة هاون في سوق مزدحمة هناك. وسقط آخرون في تبادل لإطلاق النار قرب سوق البكارو التي يعد محيطها ساحة للمواجهات المسلحة في مقديشو. وقد أطلق المقاتلون قذائف الهاون باتجاه قواعد القوات الحكومية شرق مقديشو، بينما ردت قوات الحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي المدفعية الثقيلة لضرب مواقع المقاتلين الإسلاميين شمال ووسط العاصمة.