يهود أوروبيون يشكلون جماعة ضغط لدفع إسرائيل لقبول حل الدولتين

قالوا إن الخطر على إسرائيل يأتي من استمرار الاحتلال والاستيطان

TT

بعد J Street، هل جاء زمن J Call؟ الأولى منظمة يهودية ناشئة غرضها إسماع صوت الاعتدال لدى الجالية اليهودية الأميركية على اعتبار أن منظمة الإيباك اليمينية المتشددة تدعم بشكل مطلق سياسات بنيامين نتنياهو وحكومته.والثانية، تعكس مسعى لتكوين هيئة ضاغطة انطلقت من «نداء يهودي أوروبي من أجل العقل» ومن عريضة أطلقت على الإنترنت وينتظر أن تعلن بشكل رسمي في بروكسل في الثالث من مايو (أيار) المقبل.وحتى الآن، استطاع النداء أن يجمع توقيعات كثيرة بلغت حتى مساء أمس، وفق الموقع الإلكتروني الذي أنشئ لهذه الغاية، 2319 توقيعا، من بينهم أسماء معروفة فرنسية وبلجيكية وسويسرية، منها المحامي والوزير الفرنسي الأسبق جورج كيجمان، والفيلسوف برنار هنري ليفي، والمخرج أيلي شوراكي، وزعيم الخضر دانيال كوهين بنديت، وإيلي برنابي سفير إسرائيل السابق في باريس وأحد مهندسي «منتدى باريس» للحوار في المتوسط الذي انعقدت أعماله هذا العام قبل أسبوعين.

النداء مختصر ويعكس التوجهات السياسية الأساسية للموقعين عليه الذين يقدمون أنفسهم على أنهم «مواطنون أوروبيون يهود» متمسكون بعلاقاتهم مع إسرائيل التي يرون فيها جزءا مكونا من هويتهم ويشعرون أن وجودها في «خطر» مصدره ليس فقط «أعداء الخارج» بل يرون أنه موجود «في الاحتلال الإسرائيلي والاستمرار غير المنقطع للاستيطان في الضفة الغربية والأحياء العربية في القدس الشرقية».ويعتبر النداء ذلك بمثابة «خطأ سياسي» لا بل «غلطة أخلاقية» فضلا عن أنه يعزز مسعى نزع الشرعية عن دولة إسرائيل.

ويؤكد النداء أن مستقبل إسرائيل «يمر بالضرورة في إقامة دولة فلسطينية» ترجمة لمبدأ «شعبان ودولتان» وإلا فإن أمام إسرائيل أحد أمرين: إما أن يتحول اليهود إلى أقلية في بلدهم أو أن «يقوم نظام مخز يفضي إلى حرب أهلية».

ويدعو النداء الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي إلى «ممارسة الضغوط» على الطرفين والدفع باتجاه حل سريع، مذكرا بـ«مسؤوليات أوروبا» في هذه المنطقة من العالم.

ويشدد النداء على أن واجب يهود الشتات، رغم اعترافهم بسيادة دولة إسرائيل، الدفع باتجاه تحقيق هذا الهدف لأن «الاصطفاف المنهجي وراء الحكومة الإسرائيلية خطير ويعمل ضد المصالح الحقيقية لدولة إسرائيل».

وأخيرا، يؤكد الموقعون أنهم يسعون إلى إيجاد حركة أوروبية قادرة على «إسماع صوت العقل للجميع» تكون فوق الانقسامات السياسية وتسعى لهدف «بقاء إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية» وهو أمر مرهون بإقامة «دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة وتكون قابلة للحياة».

وكما كان منتظرا، أثارت هذه الدعوة القريبة من مواقف اليسار الإسرائيلي حفيظة الهيئات الداعمة لمواقف الحكومة الإسرائيلية مثل المجلس التنفيذي للمؤسسات اليهودية في فرنسا الذي يرأسه جيرار براسكيه.وسارع الأخير إلى الإعلان عن عدم موافقته على بعض ما جاء في البيان، معتبرا أن بعض صياغاته «لا يمكن أن تكون مقبولة».

واختبأ الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام وراء أعذار غريبة ليرفض التوقيع على النداء، بحجة أن الفلسطينيين «مغيبون» عنه. وندد الاتحاد المذكور بمواقف المجلس التمثيلي «المتعجرفة والمصطفة وراء السياسة الإسرائيلية».