اليمين الإسرائيلي يطالب بمحاكمة نواب فلسطينيي 48 على زيارتهم إلى ليبيا

اعتبرهم «خونة وجهوا طعنة إلى ظهر إسرائيل»

TT

شهد الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، هجمة شرسة على النواب العرب الذين يمثلون فلسطينيي 48، أمس، بسبب قرار اليمين بالمطالبة بمحاكمة ستة نواب قاموا بزيارة ليبيا والتقاء رئيسها العقيد معمر القذافي، بصفته رئيسا للقمة العربية. فبناء على طلب من النائب اليميني المتطرف، ميخائيل بن آري، قررت لجنة النظام إجراء بحث الأسبوع المقبل حول سحب الحصانة البرلمانية منهم تمهيدا لمحاكمتهم. وخلال جلسة عادية للكنيست، راح نواب اليمين يقاطعون عضو الكنيست، أحمد الطيبي، رئيس كتلة «القائمة العربية الموحدة»، ومنعوه من إكمال إلقاء كلمته حتى انتهى وقته. فطلب منه رئيس الجلسة أن ينزل عن المنصة، لكنه أصر على حقه في إكمال خطابه. فاستدعى الحرس وأجبروه على النزول عن المنصة بالقوة.

وكان وفد من نحو 30 شخصية سياسية وصحافية زار ليبيا، بناء على دعوة القذافي، ليوم واحد مطلع هذا الأسبوع. ومنذ عادوا، واليمين المتطرف يهاجمهم. وقال بن آري، ممثل المستوطنين المتطرفين، والنائب عن حزب اليمين المعارض «الاتحاد القومي»، إن هؤلاء الأشخاص هم «خونة طعنوا إسرائيل في ظهرها وحقروها أمام أعدائها». واعتبر هذه الزيارة بمثابة «فرصة تاريخية لسحب حصانة النواب ومنعهم من التنقل بحرية في إسرائيل وخارجها وفرض إجراءات ضدهم تسحب منهم كل الامتيازات التي يحصل عليها عضو الكنيست، وفرصة أيضا لإزالة البسمة عن محيا كل منهم». وأضاف بن آري: «الحصانة البرلمانية ليست تصريحا للعمل ضد الدولة والتعاون مع أعدائها أمثال القذافي، الذي يعتبر كبير الإرهابيين في العالم»، وزاد قائلا: «زيارتهم تعتبر استهتارا بالدولة والجمهور والقوانين».

ورد النواب العرب بقرار مقاطعة الجلسة التي ستعقدها لجنة النظام البرلمانية الأسبوع القادم. وفسر النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، هذا القرار بالقول: «نريد أن نتركهم يتمتعون بهذه الحفلة الجنسية الشائنة، التي تظهر حقيقة أن اليمين الإسرائيلي يضم كثيرا من الفاشيين الذين تلقوا ثقافتهم في السياسة من النازية». وأضاف بركة أن النائب بن آري هذا يعارض كل شيء يقوم به النواب العرب من منطلق عنصري مريض. وقال: «إنه اعترض حتى على مشاركتي في وفد برلماني قام بزيارة معسكر الإبادة النازية (أوشفيتس)، الذي يعتبر رمزا للمحرقة اليهودية التي نفذتها النازية. ولذلك، فإننا لا نتأثر به. ولكن المشكلة تكمن في نواب آخرين يفترض أنهم ديمقراطيون يعرفون ويحترمون حقيقة انتمائنا إلى أمتنا العربية، ويدركون أن من حقنا، بل من واجبنا، أن نتواصل مع أمتنا العربية».

وقال النائب الطيبي إن اليمين الإسرائيلي «يعاني من مرض الملاحقة. كل ما يفعله النواب العرب يخيفهم. ولكننا نعمل في إطار نشاطنا السياسي المشروع. وكممثلين للجمهور العربي الفلسطيني في إسرائيل، سنواصل التواصل مع أمتنا العربية. ولن نتأثر بهذه الهجمة العنصرية ضدنا وسنعبرها كما عبرنا سابقاتها».

وقال النائب طلب الصانع من «القائمة العربية الموحدة» (التي تضم ثلاثة أحزاب هي: الحركة الإسلامية، والحزب الديمقراطي العربي، والحركة العربية للتغيير)، وهو أيضا شارك في الوفد، إنه يستغرب من أن يحاول نواب الأحزاب الإسرائيلية - اليهودية انتقاد ومعاقبة النواب العرب على زيارة ليبيا: «فإسرائيل تقيم علاقات سرية وعلنية وتقدم السلاح والخبرات الأمنية لأسوأ الأنظمة الفاشية في العالم، فهل يحق لها الاعتراض على زيارة ليبيا التي لا يعتبرها القانون الإسرائيلي دولة معادية؟!».