مسؤول أمني: ساعي بريد البغدادي أوصلنا إلى مخبأ زعيمي القاعدة

زوجة أبو أيوب المصري: تزوجنا في صنعاء عام 1998 وسبقني إلى بغداد والتحقت به في 2002

جنديان عراقيان يبحثان عن أدلة وسط أنقاض مخبأ زعيمي «القاعدة» أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري في منطقة الثرثار غرب تكريت (أ.ب)
TT

أفاد مسؤول أمني عراقي رفيع أن التعرف على ساعي بريد أبو عمر البغدادي الذي قضى مع وزير حربه أبو أيوب المصري في عملية أميركية عراقية مشتركة كان وراء الوصول إلى مكانه في الصحراء النائية شمال بغداد.

وأكد المسؤول أن البغدادي لم يكن يستخدم أي وسيلة اتصال أو هاتف جوال للتواصل مع قادته الميدانيين، بل كان يتم كل ذلك عبر ساعي بريد وهو رجل عادي يأتي بين فترة وأخرى يجلس في أحد المقاهي لفترة محددة ليسلم ويستلم من القادة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه أن العملية بدأت بعد اعتقال مناف الراوي أو ما يسمى بوالي بغداد في مارس (آذار) الماضي في منزل في منطقة نفق الشرطة (غرب بغداد). وأوضح أن «الراوي اعترف أنه كان يتلقى بريده من البغدادي من خلال شخص يلتقيه في ساعة محددة من كل أسبوع في أحد المقاهي العامة في بغداد». وأضاف الضابط «على أساس هذه المعلومات بدأنا مراقبة المقهى بالاستعانة بطائرات مراقبة تحمل كاميرات ذات قابلية تصوير عالية، وتم التقاط الصور للشخص الذي قدم لتزويده بالبريد».

وتابع الضابط أن «الراوي قام بالتعرف على صورة الشخص، وبدأت متابعة الرجل الذي انتقل في اليوم نفسه إلى ثلاثة منازل، خرج من المنزل الأخير وهو يحمل حقيبة». وأضاف: «استمرت المراقبة حتى وصوله إلى المنطقة النائية في الثرثار، وتمت عملية المداهمة». وأكد الضابط العراقي أن قيادات تنظيم القاعدة في بغداد تتنقل بحافلات أجرة صغيرة بسبب عدم تركيز قوات الأمن عليها وتركها تمر في أغلب الحالات.

إلى ذلك، قالت زوجة أبو أيوب المصري القائد العسكري لتنظيم القاعدة في العراق الذي قتلته القوات الأميركية والعراقية الأسبوع الماضي مع البغدادي إنه وصل إلى بغداد عن طريق الإمارات العربية المتحدة عام 2002 أي قبل سقوط نظام صدام حسين. وقالت حسنة اليمنية التي اعتقلت في المنزل الذي دهمته القوات المشتركة في منطقة الثرثار الصحراوية (10 كلم جنوب غربي تكريت) إنها تزوجت من المصري في صنعاء عام 1998 ولها منه ثلاثة أطفال. وجاءت تصريحات المرأة خلال اعترافات حصلت عليها صحيفة «البيان» العراقية التي يرأسها ياسين مجيد مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي.

وأكدت حسنة أن اسمه الحقيقي هو عبد المنعم عز الدين علي البدوي لكنه دخل اليمن بجواز مصري باسم يوسف حداد لبيب ومارس التعليم في إحدى القرى خارج العاصمة، وذكرت أنه كان يبقى في القرية أكثر من شهر ويتردد عليها ليوم أو يومين. وأضافت أنه سبقها في الوصول إلى بغداد عبر دولة الإمارات ولحقت به قادمة من عمان عام 2002 ومكثا في منطقة الكرادة لمدة تزيد على سبعة أشهر وفي العامرية ستة أشهر ثم انتقلا إلى منطقة بغداد الجديدة. وفي هذا الوقت من عام 2003 سقط نظام صدام ودخلت القوات الأميركية إلى بغداد. وأكدت حسنة أنها لم تعرف أن زوجها هو أبو أيوب المصري إلا بعد مقتل الزرقاوي عام 2006. ووصفت زوجها بـ«المتشدد والغامض»، موضحة أنه «اتهمها مرة بأنها عدوة الدولة الإسلامية لأنها سألته أين دولة العراق الإسلامية التي تتحدثون عنها ونحن نسكن هنا في الصحراء».

والمصري المعروف كذلك باسم أبو حمزة المهاجر حل محل أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في ضربة جوية في يوليو (تموز) 2006 وكان المسؤول المباشر عن التفجيرات الدامية التي تستهدف المدنيين في العراق.

وأكدت حسنة أنها «كانت تستمع إلى الأخبار من راديو صغير وتسأله عن أسباب قتل الناس والأطفال فلا يجيبها». وأضافت في اعترافاتها أنه «عندما خرج من بغداد استأجر بيتا في أحد بساتين محافظة ديالى وبعد شهر واحد انتقل منه إلى بيت في مكان تجهله وهو عبارة عن منزل من طابقين وأن القوات الأميركية هاجمت المنزل وقتلت الشخص الذي يقيم في الطابق العلوي وقبضت على زوجته (يمنية الجنسية أيضا) ثم أطلقت سراحها بعد يوم واحد فقط». وأكدت الزوجة أن زوجها «نجا من الهجوم وهربنا إلى الفلوجة أنا وهو وزوجة القتيل». وتابعت: «بعد أحداث الفلوجة الثانية غادرنا إلى منطقة زوبع في أبو غريب وفي 2007 سكنا منطقة الثرثار وتنقلنا في أكثر من مكان إلى أن تم اكتشاف المكان ومهاجمته وقتله مع أبو عمر البغدادي».