المغرب والجزائر يواصلان التراشق اللفظي حول أسباب تدهور علاقاتهما

الناصري: أتفق مع بلخادم في أن علاقاتنا ليست جيدة

TT

واصل المغرب والجزائر التراشق اللفظي بينهما، في مؤشر على أن انفراجا في علاقات البلدين لا يزال بعيد المنال، حيث ينحي كل طرف باللائمة على الطرف الآخر، ويحمله مسؤولية تدهور علاقاتهما.

وعقب خالد الناصري، وزير الاتصال (الإعلام)، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، على تصريحات أدلى بها مؤخرا عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، قائلا: «أطلعت على تصريحات بلخادم، الذي قال إن علاقات البلدين ليست جيدة، واتفق معه على صحة ما ذهب إليه، وكنت أتمنى أن تكون علاقاتنا أفضل». وقال بلخادم في وقت سابق: «العلاقات بين البلدين ليست متميزة، ولا رديئة. إنها عادية. لكن المفروض أن لا تكون عادية، وإنما متميزة». ورد الناصري عليه بالقول: «على الرغم من مجهوداتنا، فإن علاقات البلدين لم ترقَ إلى ما يربط بينهما من وشائج وصلات»، وزاد الناصري قائلا: «إنه يقول: لا توجد مشكلة للجزائر مع المغرب. ونحن نقول إن جبهة البوليساريو لا قيمة لها لولا الدعم القوي الذي تقدمه لها الجزائر». وكان بلخادم قد صرح أن «المسؤولين المغاربة لا يعرفون ما يريدون بالضبط». وقال الناصري، الذي كان يتحدث للمراسلين الأجانب الليلة قبل الماضية في الرباط، تعقيبا على ذلك: «نحن نعرف ما نقول، ونتمنى أن يرفع الجزائريون أياديهم عن جبهة البوليساريو حتى يتسنى لها التفاوض مع المغرب، وأن يكفوا عن دعم أطروحة الانفصال (انفصال الصحراء عن المغرب)».

وبشأن موضوع فتح الحدود بين البلدين، التي ظلت مغلقة منذ أغسطس(آب) 1994 عقب اعتداء نفذه فرنسيون من أصول جزائرية على فندق في مراكش، قال الناصري: «نتمنى أن تنهج الجزائر سياسة التعقل، وتقبل دعوة المغرب إلى فتح هذه الحدود». وكان بلخادم قال إن «إغلاق الحدود مسألة سيادية». من جهته، شدد الناصري على أن مسألة الحدود يجب أن تعالج بالتعقل، مؤكدا أن مشكلة المغرب هي مع الجزائر وليست مع جبهة البوليساريو، وعندما تنأى الجزائر عن توجيه جبهة البوليساريو والوصاية عليها، والكف عن مضايقة المغرب في المحافل الدولية سيحل نزاع الصحراء.

وانتقد الناصري موقف «البوليساريو» من التقرير الذي قدمه بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، مؤخرا، إلى مجلس الأمن، حول نزاع الصحراء، وقال إنهم «تعمدوا تجريح الأمين العام للأمم المتحدة».

في سياق ذي صلة، قال الناصري إن الأوروبيين محقون عندما يقولون: «نريد محاورا مغاربيا»، وإن السبيل إلى ذلك هو فتح حدود المنطقة، وتحقيق وحدة المغرب العربي. وعبر المسؤول المغربي عن اعتقاده بصحة ما يقوله الأوروبيون، وقال إن المغرب أيضا مقتنع بما يقوله الأوروبيون، متسائلا في الوقت نفسه: «هل المغرب هو الذي أغلق الحدود؟». وزاد قائلا: «الحلال بين والحرام بين».

وفي الوقت الذي كرر فيه المغرب، في أكثر من مناسبة، دعوته إلى فتح الحدود، تضع الجزائر عدة شروط؛ من بينها محاربة التهريب والمخدرات، وتنظيم استفتاء في الصحراء، وهي مسألة يقول المغاربة إن الأمم المتحدة نفسها لم تعد تتمسك بها، حيث تطرح الرباط مشروعا بمنح الصحراء حكما ذاتيا موسعا. وكان المغرب عبر عن استيائه من موقف الجزائر بشأن عدم توجيه الدعوة للرباط لحضور اجتماع عقد في وقت سابق في الجزائر حول الإرهاب. وقال الناصري إن الجزائر تتعامل باستخفاف مع قضية مثل قضية الإرهاب. يشار إلى أن البلدين يرتبطان بعلاقات دبلوماسية، لكن ذلك لم يؤد إلى تحسين علاقاتهما، التي ظلت متردية منذ عام 1975.