فضيحة التجسس تلقي بظلالها على القمة الهندية - الباكستانية اليوم

الدبلوماسية الهندية المعتقلة تواجه تهمة عقوبتها السجن 10 سنوات

TT

يُجري رئيسا وزراء الهند وباكستان محادثات مباشرة اليوم على هامش قمة جنوب آسيا التي تعقد في مملكة بوتان، في الوقت الذي تلقي فضيحة التجسس بظلالها على الاحتمالات الضعيفة لاستئناف محادثات السلام بين البلدين. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية فيشنو براكاش للصحافيين في تيمفو، عاصمة مملكة بوتان، أن «رئيسي وزراء الهند وباكستان سيعقدان لقاء ثنائيا» اليوم الخميس.

ويأتي ذلك بعد أن أعلن مسؤولون في نيودلهي أن دبلوماسية هندية تعمل في سفارة بلادها في إسلام آباد اعتقلت للاشتباه بأنها نقلت أسرارا إلى الاستخبارات الباكستانية. وتواجه الدبلوماسية المعتقلة تهمة تسريب معلومات سرية، قد تكلفها في حال الإدانة السجن 10 سنوات. ويرجح أن هذه القضية قد تزيد من توتر الجو بين البلدين قبل الاجتماع المنتظر بين رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني. وشارك الرجلان أمس في افتتاح القمة التي تستمر يومين بين الدول الثماني الأعضاء في مجموعة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك) التي تعقد في تيمفو. وذكرت مصادر أن سينغ سيناقش مع نظيره الباكستاني قلق بلاده من أن إسلام آباد لا تبذل جهودا كافية لقمع الجماعات المسلحة المتمركزة في باكستان.

وكان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي قال للصحافيين في تيمفو أول من أمس إن أية محادثات يجب أن تركز على ضرورة استئناف العملية السلمية. وأضاف: «لقد آن للهند أن تقرر ما إذا كانت ترغب في الحوار أم لا. الحوار هو السبيل الوحيد للمضي إلى الأمام». وقال قريشي أيضا: «يجب أن نتجاوز مجرد المصافحة»، في إشارة إلى المجاملات التي جرت بين سينغ وجيلاني في قمة الأمن النووي التي عقدت في واشنطن مطلع الشهر الحالي.

ووقفت الهند كل أشكال الحوار مع باكستان بعد تفجيرات مومباي 2008 التي أسفرت عن مقتل 166 شخصا على الأقل، وألقيت مسؤوليتها على مسلحين متمركزين في باكستان. وأعيدت الاتصالات بين الجانبين بشكل مؤقت في اجتماع لمسؤولين كبار من وزارتي الخارجية في نيودلهي في فبراير (شباط) الماضي، إلا أن الهند تؤكد أن استئناف الحوار يعتمد على مقاضاة باكستان للمسؤولين عن تفجيرات مومباي.

وأكد قريشي أن الوقت قد حان لأن تتحرك الهند إلى الأمام وتتوقف عن انتقاد باكستان. وقال: «يجب أن نقبل بأن الإرهاب يشكل تحديا مشتركا، وعلينا أن نبذل جهدا مشتركا». وشارك قريشي في اجتماع لوزراء خارجية دول رابطة «سارك» أول من أمس إلى جانب نظيره الهندي إس إم كريشنا، الذي حث الدول الأعضاء في الرابطة على «العمل المشترك ضد قوى الإرهاب»، مؤكدا أن «منطقة جنوب آسيا متضررة بشكل خاص من هذه الآفة».

وفي ضوء الحساسيات المحلية الشديدة في البلدين يستبعد المحللون اتخاذ الزعيمين خطوات جريئة إلى الأمام. وقال عدي باسكار رئيس المؤسسة البحرية الوطنية، وهي مركز بحوث مقره نيودلهي: «لن تكون هناك انفراجة، ولكنهما سيتجنبان حدوث انهيار. إنه توجه مألوف، ولا سيما بعد هجمات مومباي».

وتضم رابطة «سارك» كلا من أفغانستان وبنغلاديش وبوتان والهند والمالديف ونيبال وباكستان وسريلانكا. وتستضيف بوتان، الواقعة في جبال الهملايا بين الهند والصين، القمة لأول مرة، وترغب في أن يتم التركيز هذا العام على التغير المناخي. وتشكلت المجموعة عام 1985 لتعزيز التنمية ورفع مستوى المعيشة للسكان الفقراء في المنطقة التي تضم خُمس عدد سكان الكرة الأرضية، لكن وبعد 25 عاما من تأسيسها و15 قمة عقدتها، لم تحقق هذه المجموعة الكثير. ويعود ذلك في معظمه إلى العلاقات المتوترة بين الدولتين النوويتين الهند وباكستان، بحسب ما يرى المراقبون.

وتدور فضيحة التجسس الحالية حول الدبلوماسية مادهوري غوبتا، 53 عاما، السكرتيرة الثانية في السفارة الهندية بإسلام آباد. واستدعيت الدبلوماسية الأسبوع الماضي إلى نيودلهي بدافع التشاور، ثم اقتحمت الشرطة منزلها. وقال ضابط في الشرطة إنه تم اعتقال الدبلوماسية لتسريبها معلومات سرية، وهي تهمة قد تعرضها لعقوبة السجن 10 سنوات. وقالت الشرطة إن غوبتا كانت تخضع للمراقبة منذ ستة أشهر.