مصادر في فيينا: عرض إيران النووي الجديد محاولة لكسب الوقت

دبلوماسيون: نجاد قد يرأس وفد بلاده إلى مؤتمر نيويورك

الرئيس الإيراني أحمدى نجاد لدى لقائه مبعوث الرئيس البرازيلي أول من أمس (إ .ب. أ)
TT

قالت مصادر في فيينا التي زارها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي هذا الأسبوع إن إيران قدمت عرضا فيما يتعلق بوقودها النووي من أجل تخفيف التوتر مع القوى الغربية ولكن من غير المرجح أن يلقى هذا العرض الجديد قبولا، وفقا لـ«رويترز».

وأشارت المصادر إلى أن متقي قدم العرض إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكايا أمانو وتجاهل فيه العرض الذي قدمته الدول الكبرى الست بتبادل اليورانيوم منخفض التخصيب الموجود في طهران (1200 كيلوغرام) مقابل تزويد مفاعل الأبحاث الطبية بوقود نووي كامل.

وكانت إيران بعد أن وافقت على العرض عادت واشترطت أن يتم التبادل على أراضيها وهو ما رفضته القوى الست. وفي العرض الجديد لمتقي عرض مبادلة كمية أقل من اليورانيوم المنخفض التخصيب ولكن أيضا على الأرض الإيرانية، وتبادل ذلك مع نصف كمية الوقود النووي للمفاعل على أن يأتي الجزء المتبقي بعد ذلك. وقالت المصادر إن العرض الجديد مجرد محاولة من طهران لكسب الوقت ولن تقبله القوى الست (الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن + ألمانيا). وحسب المصادر فإن متقي أبلغ مدير الوكالة الدولية أن طهران ستواصل التخصيب بنسبة 20%.

إلى ذلك، قال دبلوماسيون أمس إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد يحضر مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي الذي يبدأ في مقر الأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

وقال دبلوماسي: «سمعنا أنه يعتزم أن يرأس الوفد الإيراني»، مضيفا أنه لا يعرف ما إذا كان أحمدي نجاد قد تقدم بالفعل رسميا بطلب الحصول على تأشيرة دخول أميركية. وقال مسؤول في بعثة إيران في الأمم المتحدة إنه ما زال من غير الواضح ما إذا كان أحمدي نجاد أو وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي سيقود وفد إيران في الاجتماع الذي يدوم شهرا ويبدأ يوم الاثنين.

وبوصفها البلد الذي يستضيف مقر الأمم المتحدة، من المعتاد أن تمنح الولايات المتحدة تأشيرة لأحمدي نجاد بوصفه رئيسا لدولة أجنبية على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين وهما طرفا مواجهة بسبب برنامج إيران النووي.

وفي بكين قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لنظيره الصيني هو جين تاو إن وقت فرض عقوبات على إيران يقترب. واستند في ذلك إلى الافتقار للحوار البناء حول الطموح النووي لإيران.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصيني في العاصمة الصينية: «تأمل الصين أن تمنح الحوار كل فرصة ممكنة. فرنسا تفهم هذا». وأضاف: «المسألة كلها تكمن في بحث أي مرحلة يجب أن يؤدي عندها الافتقار إلى الحوار البناء إلى العقوبات من أجل تعزيز مثل هذا الحوار. الجميع مقتنعون بأن هذه اللحظة تقترب». وقال ساركوزي إنه أبلغ الرئيس الصيني بأن تقدم إيران نحو التسلح النووي ربما يضر بالاستقرار العالمي.

في غضون ذلك عرضت البرازيل أن تجري عملية تبادل اليورانيوم المخصب على أراضيها، وكانت تركيا هي الأخرى عرضت ذلك من أجل حل الأزمة. وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم إن بلاده تسعى إلى منع فرض عقوبات على طهران، مطالبا إيران بأن تقدم ضمانات تثبت أن برنامجها النووي «لا أهداف عسكرية له».

وخلال زيارة لطهران دعا وزير الخارجية البرازيلي إيران والدول العظمى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) إلى إبداء مرونة أكبر للتوصل إلى تسوية لتبادل الوقود النووي.

وقال اموريم الذي تشغل بلاده منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن «يجب أن تتمكن إيران من القيام بأنشطة نووية سلمية لكن على الأسرة الدولية أيضا أن تحصل على ضمانات بأن تلك النشاطات لا تنتهك (القوانين الدولية) وأنها لا تستغل لأغراض عسكرية».

وأضاف: «في بعض الأحيان هناك شكوك وتؤكد البرازيل أنه يجب إزالة كل جوانب الغموض».

وتابع: «إننا نولي أهمية بالغة لتبادل اليورانيوم ونأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق يكون هاما لإحلال الثقة، وكما هو الحال في كافة المفاوضات يجب أن تتحلى كافة الأطراف بالمرونة».

من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق قريبا. وأضاف: «إذا أثبتت كافة الأطراف حسن نوايا جدية يمكننا وضع آلية لتبادل الوقود في مستقبل قريب». وأكد اموريم من جانب آخر، أن بلاده مستعدة لدراسة اقتراح محتمل لتبادل الوقود على أراضيها.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن اموريم قوله «لم نتلق أي اقتراح بهذا المعنى في الوقت الراهن لكننا في حال تلقينا طلبا فإننا نعتبر أنه يمكن بحثه». وتابع: «نبحث عن وسيلة لمنع فرض عقوبات على إيران. ونعتقد أن العقوبات لن تكون ناجعة ولن تطال إلا السكان وخصوصا الطبقات الفقيرة».

وأضاف: «نريد حلا للخروج من الطريق المسدود. تريد البرازيل أن تقوم بدورها.. استمعت إلى توضيحات إيران خلال لقاء مطول مع متقي. كان اللقاء بناء».

والبرازيل دولة غير دائمة العضوية في مجلس الأمن وسيتعين عليها اتخاذ موقف قريبا حول فرض عقوبات جديدة على إيران التي يشتبه الغربيون بأنها تسعى إلى امتلاك السلاح النووي.

وأجرى اموريم الذي وصل إلى إيران الاثنين، محادثات مع سعيد جليلي المسؤول عن الملف النووي، ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني.

ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اموريم قبل الزيارة المقررة للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في 16 و17 مايو(أيار) المقبل.

وقال اموريم إن البرازيل، وتركيا العضو غير الدائم أيضا في مجلس الأمن، تحاولان منذ أسابيع إيجاد حل تفاوضي للملف النووي الإيراني وتجنب فرض «عقوبات جديدة على إيران».