هل يسمح بتناول المنشطات؟

عبد الرزاق أبو داود

TT

سؤال طرحه أحدهم علي عبر الإيميل عن تناول «المنشطات الرياضية»، وكنت قد قرأت عنها، مع تفاوت مسمياتها وهل يسمح بتناول هذه «المواد الممنوعة» في بعض البلدان. برر أحدهم «تساؤله» حول الموضوع بأن «الغش» «التنشيطي» يجتاح الألعاب الرياضية عالميا وخاصة رياضات المحترفين. عدد من الأصدقاء الرياضيين تفاعلوا.. وكانت الإجابات متباينة وساخرة. أحدهم اقترح أن «يترك الأمر للاعبين ليقرروا بأنفسهم إن كانوا يريدون استخدام المنشطات باستشارة طبية أو من دونها لكي يتمكن اللاعب من تقديم مستوى وأداء أفضل؟». وأضاف آخر: ما دخل لجنة المنشطات فيما يتناوله اللاعب من أدوية أو فيتامينات؟ منتهى الوضوح من «خبير» كما يبدو. إيميل غاضب يقول «ألا يكفينا ما نحن فيه من مشكلات حتى تطرح هذا السؤال؟»، مضيفا: «لا للمنشطات، فهي تدمر الصحة وستؤدي إلى الإدمان، وهي غش وتحايل؟»، يقول أحدهم: «اضمن لي وجود فريق في العالم لم يتناول فيه بعض اللاعبين منشطات لأقول لك رأيي الحقيقي»!، معظم المنشطات، يقول أحدهم، هي «أدوية»؟ طورت لتحسين الصحة العامة.. منتهى «المنطق».. وبالتالي فما المانع من أن يستخدمها الرياضيون؟ إنهم سيلعبون بصورة أكثر إمتاعا.. هذا هو أهم ما في الأمر! ربما يتذكر بعضنا أننا نلجأ إلى العلاج الطبيعي كخيار بديل، ومع الرياضة الحديثة فإن اللاعبين مطالبون ببذل جهود تفوق طاقاتهم مما يدفع ببعضهم نحو خيار المنشطات الخطر.

إيميلات تركز على: أن فحوصات المنشطات الرياضة موضوع شديد التعقيد والحساسية، وينبغي التعامل معه بحذر وموضوعية.

من أطرف ما يتعلق بالموضوع أن الغالبية تجهل ما هو المقصود بالمنشطات، أهي أدوية مشروعة أم منشطات محظورة أو مخدرات مدمرة. آخر يخبرنا أن هناك جهات كثيرة تعمل في الـAnti Doping في بلدان كثيرة، وأن تجربتنا ما زالت تحبو. ويضيف أن كما هائلا من المعلومات توفرت لجهات غربية عن الموضوع وكيفية التعامل معه، بحيث تكونت حصيلة ثقافية عن مكافحة هذا الداء وكيفية التعامل معه بحرفية. يؤكد «متحمس» أن نجاح مكافحة المنشطات في الرياضة مستحيل 100% لأسباب كثيرة لأنها تقوم أساسا على «الشك»، ولو أخذنا بهذا فإن الاختبارات والفحوصات تتم بصورة «عشوائية ارتجالية» والمستويات الاحترافية لأداء الرياضيين المميزين الذين يتقاضون أجورا هائلة تدفعهم إلى الاستعانة بالمنشطات للوصول إلى هذه المستويات ملايين اليوروهات؟

يضيف آخر أن النتائج الإيجابية لاختبارات تعاطي المنشطات لا تعني بالضرورة الإدانة الكاملة، ولكنها تشير في الحقيقة إلى تحليلات كيميائية وإحصائية وهي جزء من بلايين جزئيات مكونات المادة التي تأخذ من الرياضيين ويتم تحليلها، وبالتالي فالفحوص ليست حاسمة تماما - في رأيه - ولكنها مؤشرات تحتمل الخطأ والصواب.

الخوض في قضية مكافحة المنشطات الرياضية طويل وعميق ومتشعب، وما زلنا في بداية التعرف على «ثقافة» مكافحة المنشطات الرياضية ونفتقر إلى الأدوات والأساليب الأساسية، وعلينا الحذر من التسرع وإعلان النتائج قبل التأكد منها من جهات محايدة محترفة في هذا المجال الحيوي الذي يتسبب في كثير من الإشكاليات والإساءات.