فشل استثمار الحدائق والمتنزهات العامة يرفع نسب الوعي بالمحافظة في نفوس السعوديين

أمانة الرياض خاضت التجربة قبل أعوام وألغتها سريعا

TT

تدني مستويات بعض المتنزهات في السعودية، وفي العاصمة الرياض بشكل خاص، ربما يقود للتفكير في إيكال مسؤولية صيانة تلك المواقع إلى مستثمرين عبر شركات أو مؤسسات متخصصة في صيانة المسطحات الخضراء.

لكن هذا التوجه بالفعل لم يثبت نجاحه، فخلال الأعوام القليلة الماضية اتخذت أمانة العاصمة خطوة سعت من خلالها لإدراج القطاع الخاص في تشغيل وصيانة المتنزهات والحد من تكاليف الصيانة الباهظة.

تلك التجربة أفرزت تدهورا في مستويات أعمال الصيانة التي تحتاجها الحدائق العامة والمتنزهات، وقادت إلى إلغاء وإيقاف استثمار تلك المواقع، واقتصرت على تشغيل أكشاك البيع الخاصة في تلك المتنزهات.

وهنا انقاد المهندس توفيق الحماد، مدير إدارة الحدائق في أمانة العاصمة الرياض، لشرح بعض الآليات التي تسير وفقها عمليات الصيانة التي تخضع لها المتنزهات تلك، فتوفير عقود التشغيل والصيانة من أهم أهداف تسيير تلك المشاريع بالصورة السليمة، لا سيما أن ذلك يكفل استمرار تلك المشاريع بكل كفاءة.

ويسترسل الحماد في الشرح ويقول «نحن في أمانة الرياض عملنا على توحيد عقود التشغيل والصيانة، وإعادة النظر في احتياجات أعمال التشجير من صيانة وخدمة، وأخذنا في اعتبارنا الحد الأدنى من الاحتياجات الفعلية، فيما لا يخل بأداء الخدمات الأساسية والضرورية، والاستمرار في دمج المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم، سعيا لتخفيض الأعباء الإدارية، وإثارة التنافس بين المقاولين للدخول في مشاريع مجزية والاستمرار في المشروع نفسه بعد انتهائه، وهو ما يؤدي إلى تخفيض تكاليف الإعداد والتجهيز التي يحملها المقاول الجديد عادة على أسعاره».

فالمشاريع تلك، التي فاقت 20 مشروعا، تفوق تقديراتها السنوية بأكثر من 100 مليون ريال، وأوجدت هذه المشاريع نقلة نوعية وحضارية في فهم المجتمع لأهمية التشجير وآثاره الإيجابية، التي تعمل على زيادة الثقافة البيئية.

وهنا يؤكد الحماد «نسبة الوعي زادت في الحقيقة بشكل ملحوظ، خصوصا عمليات الإتلاف، التي كنا نعاني منها في بعض المرافق، الآن نحن أصبحنا نرى آلاف المتنزهين في حدائق وساحات وميادين الرياض من مواطنين ومقيمين على حد سواء، وهو ما يعكس نسبة الوعي التي زادت في نفوس مرتادي تلك المواقع، فالوضع من حيث المحافظة عليها ليس كما كان في السابق».

وفي سعي جاد من أمانة منطقة الرياض لجعل الرياض أكثر جمالا، كان لا بد أن يكون لتنسيق المواقع الدور الكبير في ذلك، وذلك حتم إعادة تأهيل وتنسيق عدد كبير من المواقع الرئيسية بالمدينة، عبر تطبيق معايير ومحددات التنسيق الحديثة للمواقع، بما يحدث نقلة إيجابية نوعية في مظهر تلك المواقع وإمكانية استخدامها بالصورة المثلى، بما يتوافق مع متطلبات المواطن السعودي في الترفيه وطبيعة نمط عيشه.

وسبق لأمانة الرياض أن أجرت دراسة على تلك المواقع، تعرفت من خلالها على أهم خصائصها، وأخذت في اعتبارها في الوقت ذاته البساطة في التصميم، وتنفيذها كنظام مفتوح، مع إضافة بعض العناصر، مثل الساحات البلدية، وساحات التزلج، وممرات المشاة، وزيادة ألعاب الأطفال والنوافير، وبعض الأشكال الجمالية، مع زيادة القدرة الاستيعابية لمواقف السيارات.

وشمل البرنامج في تطبيقه عددا من الحدائق والمتنزهات، بالإضافة لعدد من الطرق والميادين، واستوجب برنامج المحافظة على منجزات مشاريع التشجير ورفع مستوى الأداء في مجال التشغيل والصيانة، دراسة وتطوير المواصفات الخاصة والعامة لعقود التشغيل والصيانة، بما يضمن التطبيق الأمثل وتحسين عمليات الصيانة، وتطبيق آلية متابعة خاصة بعقود التشغيل والصيانة، بما يكفل تطبيق العقود وفق المواصفات، مع دمج المشاريع الصغيرة الحجم مع وحدات التشجير، سعيا لتخفيض الأعباء الإدارية والإشرافية، بالإضافة إلى الاستمرار في تطبيق برنامج تطوير أساليب التنسيق حسب قائمة المحددات، وإعادة تأهيل وتطوير الحدائق وملاعب الأطفال القائمة.

وأخذت أمانة العاصمة على عاتقها في الوقت ذاته إعادة تأهيل الميادين والشوارع بما يتناسب مع التوجه العام لإبراز المدينة بالمظهر اللائق، مستفيدة من تكثيف زراعة الحوليات المزهرة على مدار العام، وإعداد خطة عمل لزراعة بعض المواقع المهمة بالمسطحات الخضراء.