السودان: «الطلاق» مصلحة للطرفين

>

TT

تعقيبا على خبر «استمرار التوتر في مناطق التماس بين جنوب السودان وشماله مع بدء ترسيم الحدود»، المنشور بتاريخ 29 أبريل (نيسان) الماضي، أقول: إن الاهتمام الدقيق بترسيم كل ملليمتر من الحدود، أقوى مؤشرات الانفصال. ونحن في الشمال لا يهمنا انفصال الجنوب بقدر ما يهمنا أن تتم العملية بسلام، وأن يلتزم كل طرف بحدوده، وأي حديث عن وحدة جاذبة هو إما مجاملات سياسية أو تضليل إعلامي وتخوف من ذكر الحقائق. مشكلتنا في الشمال ليس انفصال الجنوب، المشكلة هو أن يصبح الجنوب مثل «الأميبا»، يعاود الانقسام في داخله، حينها لن يكون انقسامه سلميا وبالتراضي، ونحن لا نريد أن نصبح دولة مأوى لملايين اللاجئين الجنوبيين. فما الفائدة إن كنا سنودعهم باليسار لنستقبلهم باليمين؟ على حكومة الجنوب، في حال وقوع الانفصال، أن تعلم أنه ليس من مصلحتها أبدا معاداة الشمال. فنحن كنا وسنظل الملجأ الوحيد للآتين من الجنوب. ولو تعلم المعنيون الدروس من التاريخ، ونظروا حولهم لتيقنوا أنهم يقدمون على الانتحار طواعية. ما يهمنا في الشمال إذن هو أن يكون الطلاق نهائيا.

عمار محمد أحمد [email protected]