أشتون: نناقش مع الصينيين عقوبات ضد إيران

مصادر أوروبية: بكين لا تمانع فرض «عقوبات ذكية» .. ومستشار لخامنئي: سنكون سذجا إذا قبلنا اتفاقا لمبادلة اليورانيوم في الخارج

رجل دين إيراني يقرأ القرآن الكريم خلال صلاة الجمعة أمس (رويترز)
TT

أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس في بكين أنها بحثت مع القادة الصينيين قضية العقوبات الاقتصادية التي تأمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في فرضها على إيران.

وقالت أشتون إن المحادثات الأوروبية مع الزعماء الصينيين انتقلت من مسألة هل ينبغي فرض عقوبات إلى مرحلة كيفية تحديد العقوبات. وأضافت أنها أبلغت رئيس الوزراء الصيني وين جياباو بأن هناك حاجة إلى العقوبات لمواصلة الضغط على إيران بشأن أنشطتها النووية، وأنها شعرت بأن الصين قبلت ذلك الموقف. وقالت للصحافيين «رئيس الوزراء وين بدا واضحا أنه يقول إنها (العقوبات) ينبغي أن تكون لدينا، لكنه يريدها أن تكون محددة».

وقالت أشتون إن مفاتحات صدرت عن إيران مؤخرا بشأن محادثات لا تعني أنه ينبغي التخلي عن العقوبات. وأضافت أنها تعتقد أن هناك حاجة إلى نهج من مسارين للحوار والعقوبات من أجل مواصلة الضغط. واتفق موقف رئيس وزراء الصين مع بيان صدر عن الخارجية الصينية يوم الأربعاء، جاء فيه أن الصين «لا تعارض استراتيجية المسارين» الحوار والعقوبات. وصدر هذا البيان في أعقاب لقاء بين الرئيس الصيني هو جينتاو، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والذي كررت فيه بكين أيضا أملها مجددا في أن تحسم المسألة من خلال الحوار. وصرح ساركوزي بعد الاجتماع بأن الوقت حان لفرض العقوبات.

وصرحت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي للصحافيين إثر لقائها رئيس الوزراء الصيني وين جياباو «أردت تحديدا أن أعزز الرسالة التي نحتاج إلى مقاربتها على جبهتين: مواصلة الحوار مقرونا بالعقوبات». وقالت إن «العقوبات وحدها لا تحل المشكلة، لكن من أجل حل المشكلة ثمة حاجة إلى العقوبات». وأضافت أن «الإقرار بالعقوبات هو عنصر مهم».

ولاحظت أشتون أن «عددا من الرسائل وصلت من إيران خلال الأيام الأخيرة مفادها أنهم (الإيرانيون) يريدون البدء بالتفاوض»، في وقت تتصاعد فيه التهديدات بفرض عقوبات. وتابعت أن «الإحساس بان العقوبات يمكن أن تنفذ جعلهم يريدون البدء بالتفاوض.. إنه خبر جيد». ولم يصدر تعليق رسمي صيني، بشأن العقوبات ضد إيران، لكن مصدرا قريبا من الملف أفاد بأن الرد الصيني كان «إيجابيا». وقال هذا المصدر إنه بعد اللقاء بين أشتون ووين جياباو «شعرنا بان لديهم التزاما أكبر نحو تأييد العقوبات إذا كانت (ذكية) وفاعلة، وليس عقوبات ضخمة تؤثر في الشعب».

وتقدمت الولايات المتحدة مدعومة من الأوروبيين وروسيا بمشروع يلحظ فرض عقوبات دولية جديدة على إيران المتهمة بالسعي إلى حيازة سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، الأمر الذي تنفيه طهران. ووافقت بكين، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، على مناقشة هذه العقوبات، لكنها لا تزال تبدي ترددا في الموافقة عليها، مؤكدة أنها تعطي الأولوية للحوار. ووصلت أشتون أول من أمس إلى بكين إثر قمة الاتحاد الأوروبي واليابان التي عقدت في طوكيو.

وفي طهران، قال مستشار كبير للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمس إن إيران لن تقبل أبدا بأن تتم في الخارج مبادلة اليورانيوم منخفض التخصيب بوقود نووي، مبرزا موقف طهران الذي يتسم بالتحدي في نزاعها مع قوى عالمية. وعرضت بعض الدول مثل تركيا التوسط لدى الغرب لتهدئة التوترات مع إيران وأن تتم المبادلة على أرضها.

وقال علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري خامنئي في الشؤون الدولية، لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «سنكون سذجا إذا وثقنا في الغرب.. لماذا يصرون على مبادلة الوقود النووي في الخارج؟.. هذا يظهر أن نواياهم شيطانية.. إيران لن تثق في الغرب أبدا لترسل اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج». وسئل ولايتي عن إمكانية إجراء المبادلة على أرض تركية فقال «الغرب يمكنه أن يحنث بعهوده بسهولة.. وتركيا لن تستطيع إجباره على الوفاء بتعهداته وتسليم الوقود لإيران».