المالكي: البعض قدم لنا إغراءات للتخلي عن الفرز اليدوي.. وهدد بضرب المنطقة الخضراء

انتقد المطالبات بتدخل عربي ودولي في الأزمة ودعا الجامعة العربية لـ«الوقوف مع القانون»

TT

وصف نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أمس ذهاب السياسيين إلى الجامعة العربية بـ«الظاهرة الغريبة»، مؤكدا أن على الجامعة العربية أخذ الأمور بطبيعتها وأن تكون إلى جانب القوانين. كما تحدث المالكي عن ما وصفه بـ«إغراءات» قال إن بعض السياسيين قدموها له من أجل التنازل عن عملية العد والفرز اليدوي وإنهم هددوا بضرب المنطقة الخضراء إذا جرت هذه العملية.

وفي إشارة إلى طلب إياد علاوي رئيس القائمة العراقية بعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بتدخل الجامعة والأمم المتحدة لإخراج العراق من أزمته السياسية الراهنة، قال المالكي في حفل افتتاح «جسر فاطمة الزهراء» في مدينة كربلاء إن «الظاهرة الغريبة أن يذهب لفيف من السياسيين إلى الجامعة العربية ويطلبوا منها أن تتدخل في الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن من أجل تفعيل بنود الفصل السابع، يعني من أجل إبقاء السيادة العراقية تحت أحكام الوصاية الدولية». وتابع: «أي سياسة هذه التي نتحدث عنها ونقول نريد إصلاحا سياسيا؟». مؤكدا: «ماذا سيقولون للشعب العراقي وهم يطالبون بإلغاء السيادة، بل بدعوة الآخرين للتدخل في الشؤون العراقية وبشكل صريح غير خجول؟».

ووجّه المالكي نداء إلى الجامعة العربية وقال: «أتوجه بندائي إلى كل المؤسسات والمنظمات وبالذات إلى الجامعة العربية أن تأخذ الأمور بطبيعتها وأن لا يكون هناك خرق بالتحرك لأن الجامعة العربية ينبغي أن تكون إلى جانب القوانين والقضاء وأن لا تخطو خطوة في الاتجاه الذي دعا إليه بعض العراقيين ممن يشعرون بأن إعادة الفرز والعدّ ستأتي بنتائج قد تغير وقد لا تغير».

وفي ما يخص عملية العد والفرز اليدوي للأصوات، قال المالكي: «الانتخابات حصلت في البلد بموجب قانون ونفس القانون أعطى حقا للذين يشعرون بالظلم أن يقدموا طعونا وتقدم الناس على هذا الأساس حينما شعروا بوجود ظلم وتوفرت لديهم معلومات عن وجود تلاعب بهذه الانتخابات». وأضاف: «76 كيانا فرديا وجماعيا وائتلافا تقدموا بشكاوى عبر القنوات الأصولية الطبيعية إلى المفوضية والقضاء العراقي من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بالطريقة التي يحميها ويضمنها القانون». واستغرب الضجة المثارة حول الفرز اليدوي، وتساءل: «لماذا لم تحصل ضجة حينما حصلت عملية إعادة العد والفرز في أميركا؟». وقال: «هذا يعطينا وضوحا بأن هنالك مشروعا إقليميا دوليا أرادوا أن يحدث عبر صناديق الاقتراع».

وقال المالكي إن «بعض السياسيين يقدم لنا إغراءات من أجل التنازل عن عملية إعادة العد والفرز، وبعضهم يقول: والله سنضرب المنطقة الخضراء بالصواريخ إذا تمت عملية العد والفرز»، مضيفا: «هذا يدعونا إلى ضرورة التشدد وضرورة مطالبة المفوضية المستقلة بأن تنفذ ما أقره القضاء العراقي بشكل دقيق ودون أي عملية تحوير أو تغيير». وأكد المالكي: «وضعنا أصبعنا على الجرح حينما قلنا هناك تلاعب». وأوضح: «نحن لا نعتقد أن تغيير النتائج بمقعدين أو خمسة مقاعد سيؤثر على عملية تشكيل الحكومة لأننا نبقى بحاجة إلى تحالف مع الآخرين، ولكن هي أولا عملية امتصاص لنقمة شعبية وتوتر شعبي»، مؤكدا: «ما تأتي به نتائج العد والفرز سيكون ملزما حتما لنا ولغيرنا ولكل الذين شاركوا في العملية الانتخابية، وننتهي من هذه الأزمة».