نائب الرئيس الإيراني: سنقطع أرجل من يفكر في الاعتداء على سورية ولبنان

عطري: تعاهدنا أن نظل صامدين ونقاوم كل الضغوط على طهران ودمشق

النائب الأول للرئيس الإيراني خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء السوري في دمشق أمس (رويترز)
TT

توعد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي أمس «بقطع أرجل» إسرائيل في حال هاجمت سورية أو لبنان، ووصف التهديدات الإسرائيلية بأنها «ليست ذات قيمة»، خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده في دمشق مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري، في ختام أعمال الدورة الثانية عشرة للجنة العليا المشتركة السورية - الإيرانية.

وقال رحيمي محذرا بلهجة متشددة: «من يفكر في الاعتداء على سورية ولبنان.. هذه المرة ستقطع أرجلهم بمقدار ما يعتدون». مؤكدا وقوف إيران إلى جانب سورية، وقال «إيران ستكون بجانب سورية من كل النواحي وبكل ما تملك من قوة.. سورية بلد قوي ومقتدر ولديه الاستعداد للتصدي لأي تهديد». واعتبر رحيمي بأن التهديدات الإسرائيلية «ليست لها قيمة»، وقال «إذا ما وضعنا الدعم الإيراني لسورية فلن يتمكن أحد من الجرأة عليها، سنكون بجانب سورية في مواجهة الأعداء الذين يفكرون في الاعوجاج ولن نتأخر عن دعمها ولن نغفل عن هذا الدعم.. لقد ولى اليوم الذي كانوا يعربدون فيه». ورأى أن إسرائيل ذاقت طعم الفشل في عامي 2006 و2009». في إشارة إلى حرب تموز والعدوان على غزة.

وحول مباحثات الوفد الإيراني في دمشق، قال بأنها كانت بناءة وجرى خلالها إجراء مباحثات مكثفة بين الجانبين للنهوض في العلاقات بين البلدين في كل المجالات الاقتصادية والصناعية، مشيرا إلى أن «العلاقات الاقتصادية بين البلدين ليست على مستوى العلاقات السياسية، ومن هذا المنطلق وبناء على عزم المسؤولين في البلدين، وبناء على توصية مؤكدة من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي قررت إيران الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية». وأكد رحيمي سعي الجانبين لرفع مستوى التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار.

من جانبه اعتبر رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري أن ما تم التوصل إليه يمكن تسميته «خارطة طريق للمرحلة القادمة نعطي فيها رسالة لشعبينا ورسالة للآخرين الذين يراهنون مراهنات خاسرة بأن المستقبل لنا وأننا تعاهدنا أن نظل صامدين ونقاوم كل الضغوط التي تمارس علينا سواء في سورية أو إيران بقوة شعبي البلدين، وهذه القاعدة هي مكمن القوة». وأضاف «استطاع البلدان أن يقفا الموقف الحازم أمام جميع محاولات النيل من آفاق هذا التعاون والعلاقة الوثيقة بينهما».

وأوضح رئيس الوزراء السوري أن «هذه الدورة تميزت بالوقوف عند كافة الاتفاقيات وطريقة تفعيلها» مشيرا إلى أن بعض هذه الاتفاقيات «انطلق وبدأنا نلمس الآثار الكبيرة لها، والبعض منها يحتاج إلى متابعة وإيجاد الحلول اللازمة». ودعا عطري إلى وجوب ارتقاء العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، وقال «هذه العلاقات السياسية المتميزة جعلت سورية وإيران في خندق واحد كون التحديات واحدة»، وتابع عطري «بعناوين عريضة، ما تحتاجه سورية تأخذه من إيران والعكس.. هذا هو التوجه»، مشيرا إلى أن الرئيسين بشار الأسد وأحمدي نجاد دفعا هذه العلاقات دفعات قوية إلى الإمام و«كانت مسؤوليتنا في الحكومتين أن نترجم هذا التوجه». وفي رده على سؤال حول إمكانية إنشاء مصرف سوري - إيراني مشترك، قال عطري «هذا الموضوع تمت مناقشته بعد صدور القانون الأخير في سورية، الذي رفع رأسمال المصارف»، وقال إن «المصرف التجاري السوري كان مقررا أن يكون الشريك في هذا المصرف، ولم يستطع التجاري السوري أن يسدد التزاماته نظرا لوجود التزامات أخرى ذات أهمية مباشرة.. وقد تم الاتفاق مع الجانب الإيراني أن يكون الحل من خلال إشهار مصرف إيراني على أن تكون نسبة الاكتتاب للسوريين سواء أكانوا شخصيات عادية أم اعتبارية بنسبة 40%». وفي رده على سؤال آخر حول الربط السككي بين دول سورية وإيران وتركيا والعراق، أوضح عطري أن «هذه الدول تشكل تكتلا إقليميا واحدا، والتنسيق بينها ضروري وملح لأن المصالح المشتركة تملي هذا التعاون الجغرافي».

وأضاف «تم التطرق للربط الطرقي والسككي والنفطي والكهربائي، والغاز» مشددا على أن «العلاقة بين هذه الدول يجب أن تعزز». وأعرب عطري عن أمله أن «تنتج العملية السياسية في العراق حكومة وحدة وطنية تؤمن بمصالح العراق. من المهم أن يمارس العراق دوره العربي».