زيادة الفرق عاطفيا!

مسلي آل معمر

TT

ما إن تأكد هبوط الرائد ونجران إلى دوري الأولى، حتى بدأنا نسمع التصريحات العاطفية من الجانبين، التي تطالب بزيادة عدد فرق دوري المحترفين، ليتمكن الفريقان من البقاء ضمن الكبار عاما آخر.

كانت أغلب الآراء من محبي الفريقين وبعض النقاد نابعة من صعيد عاطفي، ولم ألاحظ عليها أي مبررات موضوعية، على الرغم من أن هناك ما هو واضح من هذه المبررات. أكثر ما قيل أو أبعد ما وصل إليه هؤلاء النقاد هو أن الفريقين قدما مستويات جيدة خلال الموسم المنصرم، ولا يستحقان الهبوط إلى الدرجة الأولى.

اعتقد أنه كان في إمكان المطالبين بزيادة الفرق أن يشيروا إلى أنه رفع عدد فرق دوري المحترفين سيتيح فرصة أكبر لعدد اللاعبين المشاركين في الدوري، أي بدلا من أن يبرز دوري المحترفين 396 لاعبا يمثلون 12 فريقا، فإن المساحة ستتسع لتشمل 462 لاعبا يلعبون لـ14 فريقا، وهذا ما سيتيح المجال لإبراز مواهب جديدة ربما لن تظهر في حال بقاء العدد كما هو حاليا. وتجربة مشابهة لهذه أراها حققت نجاحا باهرا، وهي تقليص عدد اللاعبين المقيدين في كشوف الأندية إلى 33 لاعبا، وهي (أي التجربة) التي أتاحت للاعبين مثل أحمد الحضرمي وفيصل الجمعان ومنصور النجعي ووليد الجيزاني وماجد المرشدي وسلطان البرقان، الفرصة أن يعيدوا اكتشاف أنفسهم في فرق أخرى، والإسهام في رفع مستويات هذه الفرق، وبخاصة الفتح والحزم، اللذان استفادا من هذا القرار كثيرا.

تعالوا معي نتخيل زيادة الفرق ليضاف إلى «ديربيات» الكرة السعودية، ديربي القصيم بين التعاون والرائد، وتخيلوا أن الفيصلي ونجران يستقبلان لاعبين شبانا من الهلال والنصر والاتحاد والأهلي لم يجدوا الفرصة في فرقهم الكبيرة ليبرزوا مع هذين الفريقين الطامحين.

أعلم أن هناك من يقول إن أسبابا اقتصادية قد تمنع قرار الزيادة، لكنني أرى هذا المبرر غير مقنع، فالعدد الحالي لم يتغير منذ عصر الهواية حينما كانت مداخيل الدوري تقارب الصغر، أما الآن فإن المداخيل السنوية من النقل التلفزيوني ورعاية الدوري تتجاوز المائتي مليون ريال. وفي ظل وجود هذا الرقم، أظن أن الأسباب الاقتصادية لا يمكن أن تكون حائلا موضوعيا.

في النهاية، أود أن ألفت الانتباه إلى أن عدد فرق الدوري في دول شقيقة نفوقها كثيرا بالكثافة السكانية والمساحة، مثل قطر والإمارات هو العدد نفسه لدينا، وهناك بلدان متوسطة المستوى آسيويا مثل ماليزيا وسورية لديها 14 فريقا، بينما يوجد لدى إيران المقاربة لنا في المستوى الكروي والمساحة والسكان، 18 فريقا في الدوري. أما حجم مداخيل الدوري السعودي من النقل التلفزيوني والرعاية، فلا أعتقد أنها توجد في أي دوري آسيوي آخر.. فماذا لو رفعنا العدد؟ ألن ترتفع هذه الأرقام؟!