مكة المكرمة: الدفاع المدني يطالب بإيقاف تصاريح البناء في 43 مخططا لمنع أخطار السيول

فيما يشكل وادي نعمان الخطر الأكبر لارتباطه بجميع أودية مكة

مطالب بإيقاف تصاريح البناء في بعض المخططات لمنع اخطار السيول التي تسببها الأمطار («الشرق الأوسط»)
TT

طالبت الإدارة العامة للدفاع المدني بإيقاف تصاريح البناء في ثلاثة وأربعين مخططا في العاصمة المقدسة حتى تنتهي جميع الدراسات المتعلقة بإنشاء السدود وتكوين المصدات، بغية فرض طوق أمان لسد وادي نعمان الشهير جنوب شرقي مكة لصد السيول «المنقولة» التي يتشابك فيها مع أودية مترابطة، وأن صافرات الإنذار سيتم استخدامها لطمأنة قاطني مكة وزوارها في حال ارتفاع منسوب السيول في بطون الأودية.

وأكد العميد جميل أربعين أن وادي نعمان الشهير يعتبر من أخطر الأماكن تهديدا جراء السيول التي تنصب منه، وهو امتداد للوادي الذي يصب في «الحسينية» حيث تم رصده، وهناك أمر سامٍ يمنع إقامة أي منشآت ومزارع في بطون الأودية، بحجة أن الوادي له حرم ولا بد أن يحترم.

وأبان أربعين أن رفع التوصيات في هذا الإطار ليس متأخرا ولا مربكا نظير وجود مخططات تم إقامتها في تلك الأماكن، وأن إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة تقوم بعملية رصد وتوثيق بعد هطول الأمطار برصد للحركة الجوية ومدى تأثير السيول على بطون الأودية والضرر الناجم جراء تأثر الأودية والأحياء السكنية من ذلك، وأضاف: «نقوم كذلك برصد جميع الحوادث وتوثيقها بالصور، وتبيان الإحصاءات المتعلقة بالأضرار أولا بأول، ومن ثم رفعها للجهات الرسمية، وكثير من تلك الأضرار يتم التعاون معها فوريا وبعضها يؤجل لأسباب أخرى».

وأشار العميد جميل أربعين أن التقرير الأخير الذي تم رصده أوضح مجمل الأشياء التي كنا نريد مناقشتها بوضوح مع المسؤولين حيث عمد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، إلى سرعة معالجة تلك الإشكاليات بعد أن أبدى الموافقة عليها.

وكشف مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة أنه تم رصد ثلاثة وأربعين مخططا وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام، الأولى تختص بمخططات غير معتمدة من الأمانة أو ما كان منها تحت الإشراف، وطالبنا بإيقافها حتى يتم استكمال دراسة بطون الأودية من قبل الجهات المعنية وفي مقدمتها هيئة تطوير مكة، وهيئة المساحة الجيولوجية، والقسم الآخر يختص بمخططات سكنية معتمدة لكن لم تسكن بعد كباقي مخططات ولي العهد، والمخططات الواقعة في طريق الطائف - السيل، وتنقصها أعمال الإنشاءات لأسباب كثيرة تأتي ضمن عدم إيصال الخدمات، وفيها طالبنا بإيقاف تراخيص البناء حتى تتم دراستها وإيجاد حلول هيدرولوجية تضمن عدم تعرضها لمخاطر السيول.

وقال أربعين إن القسم الثالث يختص بمخططات سكنية تم اعتمادها وبها منشآت سكنية وفيها تم توجيه أوامر الأمير خالد الفيصل بضرورة اجتماع الجهات المختصة على وجه السرعة من الأمانة وإدارة الطرق وهيئة المساحة الجيولوجية وهيئة تطوير مكة بضرورة وضع مصدات أو زيادة عدد شبكات تصريف السيول، وتوسيع العبارات المائية لنقلها من مكان لآخر، وهذه المشكلة حصلت في عبارة الجاز، ومخطط قريش وتمت المعالجة بناء على مطالبات الدفاع المدني، مؤكدا أن مخطط النسيم من المخططات التي يهددها السيل ونعمل على معالجة مشكلته بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة.

وأضاف أربعين أنه سيكون هناك اجتماع عاجل في العاصمة المقدسة لوزارة الزراعة ووزارة المياه وهيئة المساحة الجيولوجية لاختيار أفضل المواقع لإنشاء السدود وتحديد الأماكن المناسبة لذلك وإنشاء صافرات إنذار تحذر الأهالي من سيول محتملة منقولة، فالأمطار ليست بحد ذاتها مشكلة لكن المعضلة تكمن في السيول المنقولة التي تأتي من مناطق شرق مكة من جهة الطائف، وتتجمع في أودية متصلة مع بعضها البعض، ويعتبر وادي نعمان من أكبر الأودية في مكة المكرمة ويعتبر الوادي «الفحل» ووادي فاطمة وعرنة وتتداخل وتتشابك معها مجموعة أودية، كإجراءات وقائية يكفل سلامة أهل مكة قاطنين وزوارا.

وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد جميل بن محمد عمر أربعين أن من أهم التوصيات أن تقوم الجهات ذات العلاقة بإزالة المنشآت والعوائق والمزارع التي في بطون مجاري الأودية والتي تشكل خطورة في بقائها في الوقت الحالي أو التي تغير من اتجاه جريان السيول إلى مواقع أخرى قريبة منها وتكليف الجهات ذات العلاقة بوضع حلول تكمن في معالجة تلك المخططات بما يكفل بمشيئة الله تعالى درء المخاطر وفق المعالجات العلمية وتنفيذها على الواقع الظاهري والتأكيد على الجهات ذات العلاقة بوقف المخططات غير المعتمدة لحين الانتهاء من نتائج الحلول التي تكفل درء المخاطر عنها.

وقال: نعمل على إيقاف منح رخص البناء في المخططات التي اعتمدت وغير مأهولة بالمساكن وخلافه وتقع في مجاري الأودية وتشكل خطورة عليها مستقبلا وعدم إنشاء أي مخطط سكني أو تجاري في مجاري الأودية وممرات السيول والأخذ بالاعتبار تأثير تلك المشاريع على مجاري السيول مستقبلا وذلك لمنع تكرار مخاطر السيول الجارفة والتأكيد على الجهات ذات العلاقة بصيانة الطرق والشوارع والعبارات وشبكة وقنوات تصريف مياه الأمطار والسيول الحالية.

واختتم بالقول: تقوم الجهات ذات العلاقة على وجه السرعة في الوقت الحالي بعمل الحماية اللازمة لمنع دخول مياه السيول الجارفة داخل الأحياء السكنية المأهولة الواقعة في مجاري الأودية وممرات السيول من خلال عمل المصدات المائية وقنوات التصريف والتأكيد على تفعيل دور لجنة التعديات لمنع إقامة المزارع والاستراحات في مجاري الأودية إضافة إلى إزالة العقوم الترابية الواقعة ببطون الأودية ومجاري السيول مع إبراز لوحات توعوية إرشادية بمنع رمي المخلفات في بطون الأودية.

أكد الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة لـ«الشرق الأوسط»، الاستعانة بالأقمار الاصطناعية و«غوغل إيرث» إضافة إلى «الأرصاد» لرصد طبوغرافية مكة المكرمة ليساعد ذلك على الرسم الخرائطي لطبيعة مكة ومعرفة السيول التي قد تنبثق من شعابها، مؤكدا أن الأمانة وعت مبكرا دروس الماضي حين اجتاح سيل الأربعاء الحرم المكي وأحياء مكة قبل 42 عاما.