رئيس اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي: الاستثمار في الأردن «نوع من الجهاد»

بدء أعمال مؤتمر العقبة الاقتصادي

صورة جوية لميناء العقبة («الشرق الأوسط»)
TT

أكد رئيس اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي ورئيس مجلس الغرف التجارية السعودية، صالح كامل، أن «الاستثمار في الأردن هو نوع من الجهاد».

وأضاف في كلمة له في افتتاح أعمال مؤتمر العقبة الاقتصادي الذي بدأت فعالياته أمس السبت «ولكن في الأردن هناك عبادتان، عبادة الإعمار وأيضا الأردن في رباط».

وأوضح أن «الاستثمار في الأردن هو نوع من الجهاد لكي نقوي به هذا البلد حتى لا يقل قوة عن جيرانه في شيء».

وتابع «ونحن الآن في الأزمات الاقتصادية عندما ندعو إلى الاستثمار الطويل يقال لنا ليس الوقت مناسبا».

وأكد صالح كامل أن «العلاج للأزمات الاقتصادية هو الإقدام نحو الاستثمار أكثر فأكثر»، مشيرا إلى أن «مناخ الاستثمار في الأردن يعد من أفضل المناخات في عالمنا العربي»، داعيا «القطاع الخاص إلى إحياء القيم الأخلاقية في التعاملات التجارية».

ولكنه قال «هذا لا يعني أننا وصلنا إلى درجة الكمال، فنحن بحاجة إلى المزيد من الاستثمار في الأردن لأن هناك أكثر من 220 ألف طلب في ديوان الخدمة المدنية تنتظر الحصول على وظائف في القطاع العام».

ودعا صالح كامل القطاع الخاص إلى «مساعدة هؤلاء الشريحة من الشباب وإيجاد فرص عمل لهم وخاصة أن هناك خريجين جددا قادمين لسوق العمل من خلال المزيد من الاستثمارات في الأردن».

وتابع أن «الأردن من أقل الدول التي يوجد بها فساد إداري ويكاد أن يكون فيها منعدما»، مستعرضا تجربته في استثماراته في عدد من الدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن «الرشوة أصبحت ثقافة متفشية في مجتمعاتنا».

ودعا صالح كامل الحكومة الأردنية إلى «الإسراع في إصدار قانون الصكوك الإسلامية لأنه بهذه الصكوك القابلة للتداول نخلق سوقا ثانوية للمنتجات الإسلامية لتشجيع البنوك الإسلامية على استثمار أموالها في الأجل الطويل طالما أن هناك أداة لتسييلها عند الحاجة».

من جانبه قال وزير الصناعة والتجارة الأردني عامر الحديدي الذي افتتح فعاليات مؤتمر العقبة الاقتصادي تحت شعار «إنجازات وفرص» إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي ترجمه لرؤية الملك عبد الله الثاني بأن القطاع الخاص شريك أساسي للقطاع العام في التنمية وكونه يمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني والمحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية ولتعريف هذه النخبة المميزة من رجال الأعمال والمستثمرين بأهم التطورات الاقتصادية والفرص المتاحة والمشاريع المعروضة للاستثمار في المملكة، إضافة إلى استعراض تجارب الاستثمار العربية الناجحة في المملكة على ضوء التحسن الملموس في البنية الاستثمارية وما رافق ذلك من تطوير على السياسات التجارية والصناعية وتعديلات على البنية التشريعية والبنية التحتية.

وقال رئيس غرفة تجارة الأردن، العين نائل الكباريتي، إن منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة استفادت من نعمة الأمن والاستقرار في الأردن مما عزز دورها في المساهمة في استقرار الاقتصاد الوطني متجاوزة التحديات المتجددة من حولها وأصبحت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة رافدا قويا للاقتصاد الوطني خلال مدة قياسية ودفعت العقبة ببواكير ثمارها في أكثر من قطاع وحثت الخطى سريعا تجاه خارطة الاقتصاد العالمي، منوها إلى وجود فارق واضح بين واقع المدينة عام 2001 وما هو قائم حاليا على مختلف الصعد.

من جانبه أكد رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، عدنان القصار، على القفزة النوعية والخطوات التطويرية التي يشهدها الأردن، منوها إلى جهود العاهل الأردني في تعزيز دور الأردن الإيجابي والمعتدل في العالم العربي والتوجه نحو تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نوعيه حياة أفضل لكافة المواطنين.

وأضاف القصار أن هذا المؤتمر يسلط الضوء على مدينة العقبة كجنة استثمارية وكذلك منطقتها الاقتصادية كنافذة للاقتصاد الأردني وبوابة رئيسية للاستثمار المحلي والعربي والدولي، لافتا إلى ما تتمتع به العقبة من مقومات استراتيجية ومزايا استثمارية وموقع مميز ضمن خطوط النقل والاتصال الدولية لتشكل مركز جذب سياحي واستثماري، إلى جانب كونها حلقة أساسية من حلقات التنمية الاقتصادية المتكاملة والمتعددة للنشاطات الاقتصادية ضمن الخطة الوطنية للسنوات العشر المقبلة.. مؤكدا أن الاقتصاد الأردني شهد العديد من الإصلاحات الهيكلية والسياسات الاقتصادية التحفيزية التي استهدفت تعزيز محركات النمو الداخلية كما استهدفت تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص بما ينهض بالكفاءة والتنافسية ويستقطب الطاقات المتنوعة للقطاع الخاص، الأمر الذي أبقى الأردن بمنأى عن تداعيات الأزمة المالية العالمية، حيث جاءت التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للأزمة قابلة للاستيعاب فيما استمر الاقتصاد بالتوسع والنمو خلال عام 2009 على عكس الكثير من دول العالم.

بدوره أكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، محمد صقر، أن العقبة ليست مقصدا سياحيا خلاقا فقط بل مقصدا استثماريا يمتلك تنافسية لا يمكن الاستهانة بها.

وقدم صقر إيجازا عن مشروع المنطقة الخاصة وأهدافها ورؤيتها والحوافز الاستثمارية التي تقدمها، مشيرا إلى أن عدد المؤسسات الجديدة المصرحة لدى السلطة الخاصة نحو 491 مؤسسة خلال العام الماضي بنسبة زيادة مقدارها 111% إضافة إلى ارتفاع عدد السياح القادمين إلى المنطقة بنسبه 9% بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.

وأكد العضو المنتدب في شركة «المعبر – مرسى زايد» يوسف النويس، أن شركة المعبر تعتمد على تأسيس شراكات من خلال اختيار الشريك الملائم لإنجاح مسيرة التطور لهذه الشركة، لافتا إلى أن الأردن تناغم مع الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد للشركة لامتلاكه مجموعة من المميزات التي تؤهله كمنطقة جاذبة للاستثمار. وأضاف النويس أن باكورة أعمال الشركة هو مشروع مرسى زايد والذي نحن بصدد وضع حجر الأساس له في العقبة، حيث يعد من أكبر المشاريع العقارية في المنطقة بكلفة 10 مليارات دولار، منوها إلى أنه سيتم تنفيذ أعمال المشروع بعدة مراحل على مدار 30 عاما.

ويناقش مؤتمر العقبة الاقتصادي على مدى يومين أوراق عمل حول إنجازات وفرص الاستثمار في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وموضوع النقل واللوجستيات والاستثمار في التعليم، والسياحة العلاجية، والصناعة والتجارة، إضافة إلى جولات ميدانية لعدد من المشاريع الاستثمارية العقارية والسياحية والصناعية التي أقيمت خلال السنوات الخمس الماضية والتي يقول المسؤولون إن قيمتها الإجمالية بلغت 15 مليار دولار.