نصر الله للبنانيين: لن تحدث حرب.. ولسنا معنيين بتأكيد أو نفي تملك أسلحة

أكد سعي الحزب إلى «التوافق» في انتخابات بيروت

TT

استبعد الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني السيد حسن نصر الله وقوع حرب قريبة في المنطقة، مبررا ذلك بأنه «إذا كان هناك مشروع سياسي كبير للمنطقة، فهو يمكن أن يأتي بالحرب، ولكن ملامح هذا المشروع لا تبدو موجودة الآن»، داعيا اللبنانيين إلى «أن يهدأوا ويرتاحوا ويشتغلوا (يعملوا) انتخابات بلدية». ورفض نصر الله تأكيد أو نفي وصول صواريخ سكود إلى الحزب من سورية، مشيرا إلى أن «حزب الله لا يعتبر نفسه معنيا على الإطلاق في أن ينفي أو يؤكد تملكه لأي سلاح».

وكرر نصر الله دعوته إلى «التوافق» في الانتخابات البلدية، مستغربا ما قال إنه «محاولة البعض أن يصور أن بيروت ذاهبة إلى معركة، وبدأ من الآن بعض الخطاب المذهبي والطائفي يظهر». مؤكدا الحرص على التوافق.. «وإن فشلنا في الوصول إلى توافق حينئذ سنقرر كيف نتصرف في الانتخابات البلدية، لأن لدينا خيارات عدة وسنرى ما هو الخيار المناسب الذي نلجأ له».

ونفى نصر الله في كلمة ألقاها في حفل تكريم العاملين في «هيئة دعم المقاومة الإسلامية» أن يكون حزب الله وحركة أمل، من خلال اتفاقهما على التحالف في الانتخابات «يصادران لا أهل القرى ولا العائلات ولا غيرها وإنما على العكس من ذلك فإن تدخل حزب الله وحركة أمل يقلّل أي تأزّم وأي تنافس حاد وأي صراع يمكن أن يحصل في أي بلدة لأسباب عائلية أو شخصية». وقال: «ما يجري في البلديات هو مصغّر عن المستوى الوطني، فهناك شخص من أجل أن يصبح نائبا فهو حاضر لأن يخرب البلد، كذلك هناك من - من أجل أن يصبح وزيرا - هو حاضر لأن يخرب البلد، وأيضا هناك واحد من أجل أن يصبح رئيسا حاضر أن يخرب البلد وليس لديه مانع في استخدام الوسائل والعصبيات المذهبية والطائفية وأن يأخذ البلد إلى الفتنة». وأضاف: «نحن لا نريد أن ندخل في نزاع مع أحد ولا في خصومة مع أحد، في الأيام القليلة الماضية حاول البعض أن يصوروا أن بيروت ذاهبة إلى معركة وبدأ من الآن بعض الخطاب المذهبي والطائفي يظهر. في بيروت نحن حريصون على التوافق، نعمل لمصلحة التوافق وأن تتشكل لائحة ائتلافية يتمثل فيها الجميع، وإن فشلنا في الوصول إلى توافق حينئذ سنقرر كيف نتصرف في الانتخابات البلدية، لأن لدينا خيارات عدة وسنرى ما هو الخيار المناسب الذي نلجأ له. نحن كل ما نريده في الانتخابات البلدية بكلمتين: أن يصبح للبلدات والمدن اللبنانية مجالس بلدية جديدة بأقل كلفة سياسية واجتماعية ممكنة، بأقل كلفة ممكنة، بأقل صراع ممكن بين القوى السياسية وبأقل نزاع ممكن بين العائلات والأشخاص والتيارات العائلية والاجتماعية المختلفة».

وأشار نصر الله إلى أنه «قبل عدة أشهر بقي المسؤولون الصهاينة يتكلمون ويرددون تهديدات للبنان على مدى ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر بشكل متواصل، ولم يبقَ أحد إلا وقام بتهديد لبنان، أحدهم هدد بتدمير الضاحية وأحدهم هدد بضرب البنى التحتية وتدميرها، وأحدهم هدد باجتياح الجنوب وأحدهم هدد باجتياح لبنان، يعني أن كل شيء يمكن أن يخطر في البال من تهديدات تم استخدامه من قبل المسؤولين الإسرائيليين والإعلام الإسرائيلي على مدى أربعة أو خمسة أشهر». وأضاف: «قبل مدة خرجت قصة السكود، أبرزها الأميركيون أو نُسبت للأميركيين في صحيفة خليجية، أخذها شيمعون بيريس وذهب بها إلى فرنسا، وهي تقول إن سورية قد سلّمت حزب الله صواريخ سكود، وقام الإعلام الإسرائيلي يتحدث بالقصة وتلقفها الأميركيون وصارت شغلهم اليومي من لحظتها إلى اليوم، وما زالت السيدة (وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري) كلينتون تتكلم بهذا الموضوع وتوجه خطابها لسورية وإيران، وعُمل من هذا الموضوع ضجة كبيرة. أنتم الذين تدعون أن سورية سلمت لحزب الله صواريخ سكود ما هو دليلكم؟ لم يقدم أحد دليلا على ذلك، لكن هناك معركة طويلة وعريضة تجري الآن بلا دليل، هذا أولا. أما ثانيا: سورية نفت نفيا قاطعا أنها سلمت شيئا من هذا لحزب الله. ثالثا، حزب الله لا يعتبر نفسه معنيا على الإطلاق في أن ينفي أو يؤكد تملّكه لأي سلاح، وهذه سياستنا ونؤكد على هذه السياسة. إنّنا غير معنيين لا أن نؤكد ولا أن ننفي هل وصلنا سلاح أم لا أو أتينا بسلاح أم لم نأتِ به وخصوصا إذا أردنا التحدث عن أنواع، هناك شيء عام نتحدث عنه له علاقة بمجمل القوة». وتابع: «نحن لا نقبل أن يناقشنا أحد في هذا العالم بحقنا، هذا حقنا، نمارس هذا الحق أو لا نمارسه فهذا شأن آخر(...) ولهذا أود أن أقول: أن نمتلك أي سلاح، أي سلاح «شو بيخطر ببالكم وبالهم»، أن نمتلك أي سلاح هو حقنا الشرعي والقانوني والأخلاقي والإنساني، لأنّ هذا السلاح نريده ليدافع عن الناس الشرفاء والمظلومين والمهددين بفعل الوجود السرطاني لدولة إسرائيل، وحيث يمكننا أن نمارس هذا الحق سنمارس هذا الحق ولن نتوانى على الإطلاق. وبصراحة أقول لكم، أنا لا أعتقد أنّ كل هذا الضجيج حول موضوع السكود وحول موضوع الصواريخ مقدمة لحرب وإن شاء الله أكون صائبا (...) هذه الحملة وهذا الضجيج طبعا له أهداف متعددة ومن جملة الأهداف هو الضغط على المقاومة وعلى الناس في لبنان وعلى لبنان وعلى سورية وعلى إيران وعلى الإخوة الفلسطينيين أن انتبهوا هناك سقف وخط أحمر وهناك سلاح ممنوع أن تتملكوه وأن تحصلوا عليه وهناك سلاح يكسر التوازن وهناك سلاح إذا تملكتموه يؤدي إلى الحرب... الهدف هو الضغط حتى لا نصبح أقوى أكثر، أقول لكم: هذا الهدف لن يتحقق، وكل هذا الضجيج لن يقدّم ولن يؤخر شيئا بل يتحقق عكسه، عندما يجري الحديث بهذا الشكل عن السكود فهو سيخيف الإسرائيليين أكثر وسيخيف الناس الموجودين في تل أبيب وبئر السبع. وطبعا عندما نتحدث عن السكود نكون نتحدث عن إيلات أي أبعد مدينة في فلسطين المحتلة سيخاف أهلها، ثانيا تطمئنون الناس عندنا حيث سيقولون: «عندكم السكود مسألة عظيمة يعني، وتوازن الردع سيكون حقيقيا ويعني أن إسرائيل إذا قررت تعمل حرب فهناك مصائب تنتظرها»... إذن هذه السياسة التي اتبعت حققت عكس الهدف وليس الهدف. يقول الأميركيون والإسرائيليون إنّ سورية أعطت حزب الله صواريخ سكود، كم واحدا؟ ثلاثة، أربعة، عشرة، عشرين، لا يعطون رقما، وهل هذا يغير ويزيل إسرائيل من الوجود، كلا، لا يزيل إسرائيل من الوجود، إمكانية الدفاع عن نفسك يعتبرونها خطا أحمر. (...) محاولة التظلم أمام شعوب العالم (تقود إلى أنّ) غزة معتدية وتشكل بأهلها وصواريخها تهديدا لإسرائيل، فمن حق إسرائيل أن تفعل ما تفعله في غزة. في موضوع الحرب، كُثُر عندنا في لبنان لا يدققون في الكلام الإسرائيلي، الإسرائيليون تحدثوا عن السكود لكن أيضا قالوا لا نريد الحرب، فلماذا «لاحقينها بالحرب»، راجعوا أغلب التصريحات الإسرائيلية، لم يقولوا نريد شن الحرب وحتى إنهم لم يقولوا إنّ صواريخ سكود كاسرة للتوازن، كبار المسؤولين الإسرائيليين قالوا: نحن نعتقد أنّ حزب الله أصبح لديه السكود، الأمر الذي نرفضه ولكن لا نريد أن نقوم بحرب، هل نصدقهم أم لا.. بحث آخر.