جبل لبنان يفتتح دورة الانتخابات البلدية مع حسم مسبق لـ50% من النتائج

العائلية تنافس الانتماء السياسي في بعض الأقضية وجبيل تشهد المواجهة الأقوى

مشرفون على الانتخابات البلدية ينقلون أحد صناديق الاقتراع في بعبدا أمس (رويترز)
TT

تأهب أكثر من 20 ألف عنصر أمني من قوى أمن وجيش وأمن عام لتولي «الأمن الانتخابي»، وذلك لتغطية الجولة الأولى من الانتخابات البلدية التي تستمر حتى 30 مايو (أيار) الحالي، وذلك في محافظة جبل لبنان، حيث يبلغ عدد الناخبين 795 ألفا و250 ناخبا، يتوزعون على 478 مدينة وبلدة وقرية. وسوف يختار هؤلاء أعضاء المجالس البلدية في 257 قرية وبلدة، بعدما فاز بالتزكية 56 مجلسا بلديا من أصل 313، و199 مختارا و385 من أعضاء المجالس الاختيارية، أي بما نسبته 18 في المائة من عدد المقاعد المتنافس عليها.

وفي حين أدت جهود «التوافق والتزكية» إلى سحب المواجهات القاسية من التداول في غالبية الأقضية الحساسة كالضاحية الجنوبية بفضل التفاهم الراسخ بين حزب الله والتيار الوطني الحر، أو في فرن الشباك والشياح بفضل التفاهم المستجد بين التيار وحزبي «الكتائب» و«القوات اللبنانية»، أو في المناطق الدرزية ومنها عاليه والشويفات، حيث أثمر التوافق بين الزعيمين الدرزيين وليد جنبلاط وطلال أرسلان، ومعظم مناطق المتن، بقيت المنازلات حامية في عدد من المدن والبلدات والقرى.

لكن بلدة الحدث لم تنخرط في مسيرة التوافق، لذا تركت السياسة لحساب العائلية، فعائلة كرم التي تعتبر من كبرى عائلات الحدث والتي يؤيد القسم الكبير منها التيار الوطني الحر، تخلت عن تأييدها هذا عندما رشح التيار لائحة مكتملة من 18 عضوا برئاسة رجل الأعمال جورج عون، لتتضامن مع «القوات اللبنانية» و«الكتائب».

إلا أن أهم هذه المواجهات تشهدها منطقة جبيل بمدينتها وبلداتها وقراها. ففي المدينة الأثرية والسياحية، لا يمكن تجاهل «نكهة» التنافس الحاد بين لائحتي؛ الأولى تحمل اسم «الولاء لجبيل» ويترأسها الوزير السابق جان لوي قرداحي المدعوم من «التيار الوطني الحر» ورئيسه النائب ميشال عون الذي زار قرداحي أمس، ودعا إلى «الحفاظ على إرث جبيل العريق الذي أكد أن لبنان منارة للحضارة». كما أعرب عن «إصراره على احترام حق كل جبيلي في ممارسة السياسة ضمن أطر القوانين والدستور».

أما قرداحي فأوضح أن «زيارة عون أتت بهدف التأكيد أنه يحترم خصوصية الجبيليين في ممارسة حقهم الديمقراطي بمعزل عن كل أساليب الترغيب والضغوط مهما كانت انتماءاتهم العائلية والسياسية».

أما اللائحة الثانية «المتهمة بممارسة أساليب الترغيب والضغط» فهي لائحة «جبيل أحلى» برئاسة زياد حواط، المدعومة من «القوات اللبنانية» بشكل أساسي وقوى «14 آذار» بإدارة منسقها العام النائب السابق الدكتور فارس سعيد.

في قضاء كسروان، يمتد التنافس الانتخابي من الساحل إلى الجرد، ويتركز ثقلها في جونية عاصمة القضاء حيث المنافسة بين لائحة «كرامة جونية» برئاسة جون حبيش التي ترفع شعار «العمل البلدي الصادق» مقابل لائحة «الإنماء التوافقي» برئاسة أنطوان إفرام المدعومة من «التيار الوطني الحر» التي نجحت في نسج تحالف «عوني قواتي كتائبي» وعائلي ودعم من فريد هيكل الخازن وفارس بويز ومنصور البون، مما يمنحها بحسب المراقبين، فرصة كبيرة للفوز. وفي بلدة «زوق مكايل» يخوض المرشح و«رئيس البلدية الأعرق في كسروان» نهاد نوفل الانتخابات على قاعدة «الإنماء» مدعوما من العائلات التي دأبت على منحه ثقتها، في مواجهة لائحة «القرار الزوقي الحر» المدعومة من قبل «التيار الوطني الحر».

أما في بلدة غزير فتتواجه لائحتان؛ الأولى لإبراهيم حداد والثانية لكريستوف باسيل. واللائحتان تحملان بصمة «التيار الوطني الحر» ليصبح التنافس بين أهل المذهب السياسي الواحد مع الاختلاف العائلي الذي سيعطي الكلمة الفصل.

في بعبدا - اللويزة، (المتن الجنوبي) تتنافس لائحتان؛ الأولى لائحة «بعبدا - اللويزة» ويرأسها رئيس البلدية الحالي أنطوان خوري الحلو، المدعوم من «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، و«لائحة التجدد والوفاق» برئاسة الدكتور هنري كرميلو حلو المدعومة من العائلات على اختلاف مشاربها السياسية و«التيار الوطني الحر».

وفي دير القمر (الشوف) حيث فشلت المحاولة التوافقية، تتنافس لائحتان؛ الأولى لرئيس البلدية الحالي فادي حنين، مدعومة من الوزير السابق ناجي البستاني وحزب الوطنيين الأحرار والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، مقابل لائحة برئاسة العميد أدونيس نعمة مدعومة من «القوات اللبنانية» وآل نعمة.