براون يتلقى ضربة جديدة بدعوة «الغارديان» و«التايمز» لعدم التصويت للعمال

رئيس الوزراء: دفعت ثمنا باهظا لزلة اللسان

زعيم المحافظين البريطانيين ديفيد كاميرون خلال زيارته مدرسة في ديربي ضمن الحملة الانتخابية لحزبه (أ.ف.ب)
TT

تلقى رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ضربة جديدة أمس قبل 5 أيام من الانتخابات العامة البريطانية الحاسمة بعد أن انقلبت ضده صحيفتان بريطانيتان دعتا إلى عدم التصويت لحزب العمال، وذلك بعد يومين تقريبا من وقوف مجلة «الايكونوميست» المؤثرة إلى جانب حزب المحافظين. وأعلنت صحيفة «الغارديان» (وسط - يسار) في افتتاحية أمس أنها أوقفت دعمها التقليدي للعمال لكي تؤيد الديمقراطيين الأحرار الذين تقدموا بقوة في استطلاعات الرأي بفضل الأداء الجيد لزعيمهم نك كليغ في المناظرات التلفزيونية.

وكتبت الصحيفة «لو كان للغادريان أن تصوت في الانتخابات التشريعية لعام 2010 لكانت أعطت صوتها بحماسة لليبراليين الديمقراطيين» معربة بذلك عن موافقتها على دعم هذا الحزب لإصلاح النظام الانتخابي.

وأكدت «الغارديان» أنه عبر رفضهم استبدال غوردن براون قبل الانتخابات «خسر العمال فرصة تجديد صفوفهم».

وأمس أيضا أعلنت صحيفة «التايمز» (وسط - يمين) أنها تدعم المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون في ما يشكل سابقة بالنسبة لهذه الصحيفة منذ 18 عاما.

وكتبت: «إن حجة براون لهذه الانتخابات هي أن الناخبين يجب ألا يجازفوا بتعريض الانتعاش الاقتصادي للخطر عبر التصويت للمحافظين. لكنه لا يدرك أن التهديد الأكبر هو مواصلة القيام بالشيء نفسه». وأضافت: «لقد آن الأوان للتصويت مجددا للمحافظين».

وكانت مجلة «الإيكونوميست» التي ساندت العمال في ظل زعامة توني بلير، دعت أمس إلى التصويت للمحافظين. وقد خسر غوردن براون اعتبارا من نهاية سبتمبر (أيلول) دعم صحيفة «الصن» الأكثر مبيعا في البلاد التي تبيع نحو ثلاثة ملايين نسخة يوميا.

و«الصن» شأنها شأن صحيفة «التايمز» تنتمي إلى مجموعة قطب الإعلام الاسترالي الأصل روبرت مردوخ الذي وضع كل ثقله لدعم توني بلير عام 1997 مساهما بذلك في فوز حزب العمال.

كما أن صحيفة «الإندبندنت» اليسارية الشهيرة لم يكن من المحتمل أن تؤيد حزب العمال الذي ينتمي ليسار الوسط بينما أخرت صحيفة «ميرور» المؤيدة للعمال تغطيتها الانتخابية إلى الصفحة الثامنة.

والتقدم الذي كان يأمل فيه العمال إثر آخر مناظرة تلفزيونية الخميس لتبديد آثار زلة اللسان التي اقترفها رئيس الوزراء غوردن براون حين وصف متقاعدة بأنها «متعصبة» لم يتحقق حيث حافظ المحافظون والديمقراطيون الأحرار على تقدمهم.

ويأتي إعلان الصحيفتين فيما أظهر استطلاع أجراه معهد هاريس لصحيفة «ديلي مايل» حصول حزب العمال على 24% من نوايا التصويت مقابل 32% لليبراليين (+3 نقاط) الذين أصبحوا متقاربين جدا مع المحافظين الذين نالوا 33%.

وفي مقابلة مع صحيفة «الغارديان» قال نك كليغ إن الحملة أصبحت «منافسة بين الليبراليين الديمقراطيين والمحافظين».

وقال إن «الناس حصروا خيارهم في حزبين وأعتقد أن هذا الخيار الآن بالنسبة لشخص له وجهة نظر تقدمية ينحصر بين المحافظين والديمقراطيين».

لكن استطلاعا آخر أجراه معهد يوغوف لحساب صحيفة «الصن» أشار إلى تعادل العمال مع الليبراليين الديمقراطيين بنسبة 28% من نوايا الأصوات فيما تقدم عليهما المحافظون بفارق كبير بحصولهم على 34%.

ومع فارق ضئيل إلى هذا الحد، لن يملك أي حزب الغالبية المطلقة في مجلس العموم وهو وضع سيؤدي إلى محاولة تشكيل ائتلاف يفرض فيه الليبراليون كلمتهم.

وحذر رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أمس من أن التصويت لليبراليين الديمقراطيين «ليس جديا» منبها إلى احتمال انبثاق برلمان من دون غالبية واضحة وذلك في مقابلة مع صحيفة «التايمز». وقال: «ذلك سيؤدي إلى قيادة غير حاسمة ومساومات بين الأحزاب في فترة يشهد فيها اقتصادنا انتعاشا لكنه لا يزال هشا. نحن في غنى عن ذلك».

من جهة أخرى، اعتبر غوردن براون أنه «دفع ثمنا باهظا» مقابل زلة لسانه التي استهدفت المتقاعدة. وعبر عن تصميمه على «المواجهة حتى آخر لحظة في هذه الانتخابات» وذلك في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف».

وأشارت التغطية الإعلامية السلبية بشكل أكبر إلى احتمال خسارة حزب العمال للسلطة بعد 13 عاما من الحكم.

وما زال حزب المحافظين المنافس محافظا على تقدمه في استطلاعات الرأي وقد بقيت على الانتخابات التي تجري في السادس من مايو (أيار) خمسة أيام، لكن فارق التقدم لا يسمح له بتحقيق أغلبية كاسحة.

وأكد براون أن حزبه ما زال يقاتل من أجل الفوز قائلا: «إطلاقا. إطلاقا. أنا أقاتل في هذا الأمر حتى اللحظة الأخيرة من هذه الانتخابات. أنا مقاتل. لقد اضطررت للقتال من أجل كل شيء حصلت عليه».