رحيل ديماس الرجل الذي كان وراء ولادة حقيبة الـ«بيركين»

دار «هيرميس» للأزياء الراقية تفقد أحد أعمدتها

فيكتوريا بيكام من عاشقات حقيبة بيركن
TT

توفي السبت الماضي جون لويس ديماس، الرجل الذي كان العقل وراء واحدة من أشهر حقائب اليد، الـ«بركين»، عن سن يناهز الـ72 وبعد صراع سنوات مع مرض الزهايمر. الصدفة وحدها كانت وراء ولادة هذه الحقيبة التي أصبحت بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا لدار «هيرميس» منذ الثمانينات إلى اليوم، حين كان مسافرا من باريس إلى لندن في عام 1984 وجلس بالقرب من الممثلة البريطانية الأصل، جاين بيركين، التي كانت تحمل حقيبة قديمة أكل الدهر عليها وشرب، وعندما سألها عنها، ردت عليه بأنها لم تجد بعد الحقيبة المثالية التي تراعيها كامرأة وكأم. كلامها أوحى له بأن يتعاون معها لتصميم حقيبة بهذه المواصفات، وهكذا ولدت حقيبة الـ«بيركين» الأسطورية. وسرعان ما أصبحت المنافس الأكبر لحقيبة «كيلي» رغم سعرها الذي يبدأ بـ 7.500 دولار. ديماس كان أيضا من اقترح على المصمم جون بول غوتييه أن يلتحق بالدار كمصمم فني، مما أعطاها دفعة قوية وجعلها ترقى لمصاف دور الأزياء الكبيرة، بل وتتفوق عليهم في أغلب الأحيان بترفها ومخاطبتها شرائح مخملية ونخبوية. قصة إنعاش «هيرميس» بدأت في السبعينات، حين تبوأ ديماس مركز الرئيس التنفيذي. حينها كان شابا في الثلاثينات من العمر، عرف بحسه التجاري، أن الدار، التي تأسست في عام 1837، كانت تعاني المنافسة كما أدرك أن جمودها ووقوفها في مرحلة اعتماد شبه كلي على الأرباح التي تجنيها من مبيعات حقيبة «كيلي» والأوشحة المربعة الصغيرة لن يساعدها. لهذا رأى أنه لا بد من تطويرها وتوسيعها، وبالفعل قفز بها إلى الواجهة بنفس طويل وقوي. في عام 1978، حين التحق بها كانت أرباح الدار تقدر بـ50 مليون دولار أميركي، وفي التسعينات، وصل هذا الرقم إلى 460 مليون دولار، وفي العام الماضي، وفي عز الأزمة المالية العالمية، كانت «هيرميس» من بين القلائل الذين حققوا أرباحا من دون أن تؤثر عليهم الأزمة لا من بعيد أو من قريب. الأرباح التي سجلتها في العام الماضي قدرت بـ2.5 مليار دولار. ولد جون لويس ديماس - هيرميس في عام 1938، وكانت والدته إحدى بنات إيميل موريس هيرميس، حفيد ثيري هيرميس، المؤسس. بعد إكماله دراسته في العلوم السياسية، تنقل في بعض البلدان الأوروبية ليمارس هوايته الموسيقية مع فرقة جاز، قبل أن يضطر إلى التوجه إلى الجزائر لتأدية الخدمة العسكرية. في عام 1963، وبعد أن تزوج المهندسة المعمارية، رينا غريغورياديس، قرر التدرب على مهنة البيع في محلات «بلوميندايل» بنيويورك. وفي عام 1964 التحق بدار «هيرميس» ليخلف والده كرئيس تنفيذي في عام 1978 بعد وفاة هذا الأخير، وسرعان ما بدأ عملية التوسع في الأسواق الأميركية والآسيوية، والاستعانة بمصممين شباب، مثل إيريك بيرجير وبرنارد سانز، وأعطاهم تعليمات واضحة تتلخص في تخليص الدار من ارتباطها بصناعة الجلود والسروج وإكسسوارات الفروسية، وهو ما نجح فيه سريعا. في عام 1988، تعاقد مع فيرونيك نيشانيان، التي سبق لها العمل مع المصمم الإيطالي نيوي تشيروتي، لتصميم الجانب الرجالي. وفي عام 1997، تعاقد مع المصمم البلجيكي الملقب بالشبح، لأنه لا أحد يعرف شكله ولا ملامحه، مارتن مارجيلا لتصميم الجانب النسائي. بعد أن ترك هذا الأخير الدار في عام 2003، خلفه جون بول غوتييه، الأمر الذي أثار الكثير من جدل، وبعض الاستنكار للاختلاف الواضح بين أسلوب الدار الراقي وأسلوب غوتييه المتمرد، إلا أن الأخير أكد على مر السنوات صواب اختيار ديماس ونظرته المستقبلية، من جهة، وقدرته على أن يتقمص عدة أدوار بمهارة. والآن ورغم مرور عدة قرون على تأسيسها، وتعاقب عدة أجيال عليها، لا تزال «هيرميس» ملكا للعائلة وهذا بحد ذاته، يعتبر نجاحا باهرا في زمن انضوت فيه معظم بيوت الأزياء تحت أجنحة مجموعات كبيرة. في عام 2006، تقاعد بسبب اعتلال صحته، مخلفا الدار في صحة جيدة للغاية.