الميلان يسحق يوفنتوس.. وبرلسكوني يتعرض لانتقادات من جماهير فريقه

رونالدينهو وبوفون غير متأكدين من استمرارهما مع فريقيهما الموسم المقبل

TT

سحق فريق ميلان ضيفه يوفنتوس بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في المباراة التي جمعت بينهما على استاد سان سيرو ضمن منافسات المرحلة الثامنة والثلاثين والأخيرة لبطولة إيطاليا هذا الموسم، وبهذا الفوز المستحق رفع الميلان رصيده إلى 70 نقطة لينهي الموسم في المركز الثالث ويتأهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. سجل أهداف المباراة كل من أنطونيني في الدقيقة 14 من الشوط الأول ورونالدينهو بثنائية في الدقيقتين 28 و67. وشهد اللقاء انتقادات واسعة من جانب جماهير الميلان لمالك ورئيس النادي سيلفيو برلسكوني، وهو شيء لم يكن يحدث منذ فترة طويلة. ولم تكن اللافتات التي علقها المشجعون من نصيب غالياني نائب الرئيس الذي عادة ما يمتص غضب الجماهير، ولم تكن هناك التصريحات غير المحددة، ولكن علقت لافتة كبيرة كتب عليها بحروف جلية: «غياب غير مبرر أيها الرئيس الفاشل». ومن المغالطة القول إن برلسكوني ليس رئيس الميلان في الوقت الحالي (فالقانون لا يسمح بوجود أكثر من رئيس للنادي). الانتقادات مستمرة في سان سيرو منذ فترة كما هي الحال في المقاهي والمدونات على شبكة الإنترنت، فلا بد من الإنفاق وكفى حديثا عن الماضي، والمدرب ليوناردو قام بكل ما في وسعه. وفي صالة الوداع، كان التصفيق للجميع، والدموع من أجل ليوناردو الذي قرر أن يرحل. وهو، بدوره، أشار بيده مودعا مرات كثيرة، خاصة عندما بدأت الجماهير في الإنشاد له في نهاية الشوط الأول وصفق الاستاد بأسره طويلا. ولم يبك أيضا حينما عانقه رونالدينهو، أو عندما دفعه أمبروزيني وفافاللي إلى داخل الملعب. ليوناردو يرحل وهو يحاول الاحتفاظ بهذا التواضع الذي يعشقه والذي لم يدعه قط؛ إن لم يكن من أجل رفع الرأس أمام انتقادات بعينها من رئيس النادي. والآن تظل لدى المدرب البرازيلي الرغبة في البدء من جديد، التي تفوق اعتراف لاعبين تاريخيين بقيمته. كما أن الجماهير غاضبة من تجديد العقود لمن لا يملك شيئا ليعطيه، وغاضبة من الطموحات المحبوسة في صندوق («لا نريد أن نصبح ناديا كأي ناد»). ويتجاوز غالياني نائب رئيس النادي ذلك قائلا: «كرة القدم تغيرت، والآن يحقق البعض أضعاف مكاسبنا. وأكد على أن المهاجم الشاب باتو باق لأن برلسكوني كان واضحا وقال إنه لا يمكن الاستغناء عنه. والرئيس لم يأت لأنه ليس بحالة جيدة. وبعض هذه الجماهير غير كريم وينسى ما حدث. برلسكوني تسلم الميلان في أزمة وداخل قاعة محكمة ووصلنا لنهائي دوري الأبطال 8 مرات. ومن دون برلسكوني كان الميلان سيظل بلا نتائج مثلما كان قبل ذلك». ويبدو أن أنشيلوتي لديه لعبة جديدة تدعى باتو (ومن يعرف إذا كان هذا سيسعد باتو)، ويصر غالياني على أن باتو الوحيد الذي سيكون معه. ويضيف نائب رئيس النادي: «لسنا في عجالة للإعلان عن اسم المدرب الجديد». وفي انتظار المدرب القادم، الآن هناك توديع الجماهير لليوناردو. ويتابع: «الأمر لا يتعلق بالرئيس، والأسباب كثيرة. إنها 13 عاما من الحياة، وليس يوما واحدا. لكن عليّ أن أواجه كل شيء بسعادة ولا أعرف ماذا سأفعل». لقد جاء، ورأى وبما كان لديه تمكن من تحقيق الفوز. وجماهير سان سيرو تعرف ذلك وشكرته. ومن يعرف إذا كانت انحناءة رونالدينهو هذه شكرا أم توديعا. لقد حيا رونالدينهو سان سيرو بهدفين، وبعض الألعاب السحرية، والرقصات المعتادة وجملة تحمل شكوكا، حيث قال: «لا أعرف إذا كنت سأستمر هنا». وصفقت الجماهير وغنوا له. وعلى الرغم من المرات التي تألم فيها، كان النجم البرازيلي بطلا لموسم إيجابي ومن خلال ثنائيته في مرمى يوفنتوس سجل 15 هدفا بين دوري الأبطال وبطولة إيطاليا، وتمكن بالتمريرات الحاسمة والمراوغة من تغيير لون مباريات كثيرة. وهذا هو السبب وراء سعادته بنتيجة الميلان وحزنه لوداع المدير الفني، وسيطر عدم التيقن من بقائه مع الفريق على تفكير الجماهير وربما أيضا على رفاقه. يرتبط رونالدينهو بعقد مع الميلان حتى 30 يونيو (حزيران) 2011 وفضل تجنب تجديده أو إعطاء إدارة النادي موعدا في يناير (كانون الثاني) المقبل. في واقع الأمر، يبدو أن الأمور تغيرت، على الأقل في رأس اللاعب. ومن الممكن القول إن عدم التيقن بشأن مستقبل المدرب يؤثر في الحالة النفسية لرونالدينهو الذي وجد في ليوناردو المدير الفني تحفيزه وحمايته عند اللزوم وتوبيخه عند الضرورة، خاصة أنه جعله يلعب دائما تقريبا. ويشرح رونالدينهو: «كان من الجميل للغاية العمل مع ليوناردو، فهو صديق، وأريد أن أراه سعيدا، لكن علينا احترام اختياره. إننا نتوجه له بالشكر لكل ما قام به معنا. وتاسوتّي جاهز ليحل محله فقد عمل طويلا مع أنشيلوتي ومع ليوناردو. والآن نذهب لمنازلنا وننتظر قرار إدارة النادي». ويضيف روبرتو دي أسيس أخو وكيل أعمال رونالدينهو: «هناك عقد، وسنتحدث بهدوء مع مسؤولي النادي، وربما نتقابل هذا الأسبوع. على أي حال إنها ليست مسألة أموال، فالأهم هو البقاء في حالة جيدة وأن تكون سعيدا لأنك تربح أكثر». وأظهر رونالدينهو لدونغا مدرب منتخب البرازيل أنه كان بإمكان الأخير إيجاد مكان له في جنوب أفريقيا بالمونديال، وقال: «ردي هنا، في الملعب، وإذا كان ما أقوم به غير كاف من أجل الذهاب مع المنتخب فأنا أحترم اختياره. ولا أريد أن أقارن بين ما أفعله أنا وما يفعله اللاعبون الآخرون». غير أن مقارنات بعينها تأتي تلقائيا. على الجانب الآخر، كانت نهاية ألبرتو زاكيروني في تدريب يوفنتوس حزينة، حيث يترك الفريق بهزيمة أخرى بعد تلك التي مُني بها على ملعبه أمام بارما في المرحلة الماضية، كما أنها السابعة له منذ توليه إدارة الفريق خلفا لشيرو فيرارا، كما أنها إحدى أسوأ المباريات التي قدمها يوفنتوس في عهده، فالفريق لم يكن موجودا بالمرة ووقع تحت سيطرة الميلان طوال المباراة. ويصف زاكيروني الذي أصيب بخيبة أمل عقب المباراة: «أجل، الأداء لا يختلف عن المباريات الأخيرة، لكن مع القليل من الأمل لأن الموسم والمظهر السيئ انتهيا. طلبت من اللاعبين مباراة مختلفة وكنت أتمنى أن تكون كذلك. لكن علي أن آخذ في الاعتبار ما قاله الملعب وهو أننا لم نلعب». وقبل التوجه إلى ميلانو قال زاكيروني عن التشكيلة: «أنا الذي أختار». وبالفعل كانت اختيارات مؤثرة، ليس لتركه أماوري، وكامورانيزي وياكوينتا على مقعد البدلاء بقدر استبعاده ميلو ودييغو اللذين شاهدا المباراة من المقصورة. وفي مركزيهما لعب بولسن، الصفقة الخاطئة في العام الماضي، وكاندريفا، المعار الذي ربما لن ينجح النادي في الاحتفاظ به. غير أن اليوفي لم يكن له رد فعل، وربما المدير الفني أيضا، حيث وضع يديه في جيبه، وبعد الهدف الثاني لرونالدينهو والثالث للميلان استند إلى سقف مقعد البدلاء بلا أمل. ويضيف: «ومثلما تقدم الميلان أدركت أنه لن تكون هناك مباراة، فلم نكن قادرين على القيام بالهجوم المضاد، واستخلصنا الكرة وحاولنا تحقيق أشياء صعبة، وهو شيء لسنا قادرين على تحقيقه في هذه اللحظة». وهكذا، تم استبعاد اللاعبين الذين كلفا خزينة يوفنتوس 50 مليون يورو لإطلاق الفريق لملاحقة الإنتر من قائمة الـ18 لاعبا لأسباب فنية، وهو الأمر الذي يلقي بالمسؤولية على من قام بهذه الاستثمارات. لكن لتحمل عواقب هذه الاختيارات لم يعد أليسيو سيكو موجودا في اليوفي منذ يوم واحد، ولم يأت حتى إلى الاستاد، بينما كان هذا هو المشهد الأخير لجان كلود بلان كمدير عام للنادي. لقد فشلا، وفشل فيرارا، وكذلك زاكيروني الذي طلب منه قيادة يوفنتوس إلى المركز الرابع ويتركه في المركز السابع. وربما لم يؤمن اللاعبون بمدرب لن يكمل معهم المسيرة بإقرار من الجميع. ويعترف زاكيروني: «موقفي كان واضحا من البداية، وقبلت ذلك، وبالتالي فليس بإمكاني الشكوى اليوم. غير أن النتائج تدهورت في الأيام العشرة بين مباراتنا مع سيينا ونابولي، والفريق لم يواصل بعدها». وشاء القدر أن يطوي زاكيروني ملفه الشخصي مع اليوفي أمام الفريق الذي فاز معه عام 1999 بلقب الدوري الوحيد له، الذي يدربه الآن أحد جنوده في ذاك الموسم الذي لا ينسى. لقد سمع هتافات وتصفيق جماهير سان سيرو لليوناردو، ورأى أنطونيني يرفعه من الأرض بعد تسجيله الهدف والفريق بأكمله يدفعه إلى داخل الملعب في نهاية المباراة بالقبلات والأحضان. وسيكون الأمر طيبا بالنسبة له لو قالوا له: «شكرا»، من دون حتى: «إلى اللقاء». إلى ذلك، بدا مستقبل جان لويغي بوفون حارس اليوفي والمنتخب الإيطالي العملاق غير واضح، وقال عقب المباراة: «هل هذه هي المباراة الأخيرة في يوفنتوس؟ لا أعرف». لعب بوفون شوطا واحدا، ثم ألقى بقفازيه ليعطي مساحة لمانينجر. ويعد هذا الموسم غير عادي بالنسبة لبوفون، وقال: «ما كنت لأفكر أبدا أنني سأصل إلى المباراة الأخيرة من دون المنافسة على أي شيء.. الانتقال إلى مانشستر؟ إنها أحاديث لا داعي لها بالنظر للمشكلات التي عشناها هذا الموسم». ويقول ديل بييرو عن ذلك: «أتمنى أن يبقى بوفون معنا». إنها أسوأ طريقة يسدل بها الستار على يوفنتوس الذي لم يصل لشيء، وليس فقط في سان سيرو، فقد شهد في المراحل الأخيرة سقوطا سريعا نحو الأعماق مثل الغواصة المتعطلة. وفي المباراة الخارجية هذا الموسم، حاول زاكيروني اللعب بمن لديهم دوافع أكثر تاركا في المقصورة البرازيليين ميلو ودييغو، اللذين يعدان الفشل الذريع لصفقات الموسم الماضي. وقد تغير قليلا في اللعب وفي النتيجة، أيضا أمام الميلان. وسيتولى بيبي ماروتا المدير العام الجديد للنادي بدءا من الغد مسألة جدوى تركيز إعادة بناء الفريق على صانع الألعاب البرازيلي. ومن المتوقع أن يرحل كل من كانافارون وصالحميدتش وزيبينا. بينما بات مصير كامورانيزي غير مؤكد مع الشكوك الكثيرة حول المهاجمين.