أسطوانة لثلاثة كهنة تحتل صدارة المبيعات في فرنسا

هدفهم الأول كان مساعدة مدرسة في مدغشقر

الكهنة الثلاثة أثناء تصوير أناشيدهم («الشرق الأوسط»)
TT

منذ صدورها عن شركة «يونيفرسال» الشهيرة للإنتاج الموسيقي، أوائل الشهر الماضي، حققت «سبيريتيوس دي»، وهي أسطوانة رقمية من نوع الأناشيد الدينية، نجاحا لافتا؛ حيث بيع منها 400 ألف نسخة في أسبوعين، واحتلت المرتبة الثانية في قائمة الأسطوانات الخمسين الأكثر مبيعا. ويؤدي الأناشيد في الأسطوانة كاهنان فرنسيان ومعهما طالب كهنوت من أصل آسيوي، وجميعهم غير معروفين، ولم يسبق لهم الغناء خارج جدران الدير.

يقف وراء فكرة الأسطوانة المونسنيور جان ميشيل دي فالكو، أحد مشاهير رجال الكنيسة في فرنسا وأسقف منطقة «غاب» في أعالي جبال الألب. وكان عائدا من رحلة إلى مدغشقر، واطلع على أحياء الفقراء فيها، وخطر بباله أنه من الممكن تسجيل عدد من الأناشيد الدينية الشهيرة وبيعها لتجهيز مدرسة هناك بأجهزة الكومبيوتر. ولم يكن أحد يتوقع أن تحقق هذه الخبطة الفنية عائدات تكفي، لا للمدرسة فحسب، بل لتشييد كنيسة جديدة في «غاب». وسرعان ما تم استثمار نجاح الفرقة التي أطلقت على نفسها اسم «الكهنة»، في تصوير إحدى أغنيات الأسطوانة بطريقة «الفيديو كليب». وتم التصوير داخل كاتدرائية «سان سولبيس» الباريسية العتيقة في حي «سان جيرمان». وفيه يشاهد المستمع الكهنة الثلاثة وهم ينشدون بأصوات قوية ورائعة ألحانا متناقلة عبر الزمن وفي أكثر من قارة، مثل «السلام عليك يا مريم»، و«عندما لا نملك غير الحب»، و«المجد المدهش». ورغم قتامة المكان؛ فقد استعان المخرج بلقطات مبهرة للزجاج الملون للكاتدرائية وأنوار الشموع الكبيرة، مما يتناسب مع رهبة الألحان المؤداة على الأرغن. كما ترك الكاميرات تسرح في الممرات بإيقاع سريع يقتدي بروح «الكليبات» الشبابية الحديثة.

ورغم أن الآلاف الذين أقبلوا على اقتناء الأسطوانة كانوا، في غالبيتهم، من فئة الكهول؛ فقد أخذ «الفيديو كليب» طريقه إلى مواقع «الإنترنت» وانتشر بسرعة الإلكترون ليجعل من الكهنة الثلاثة نجوما مجهولة الأسماء.