الأمير سلمان يعلن الرياض أول مدينة صديقة للمعاق في السعودية

تسلم جائزة الرئيس الجزائري للرواد العرب.. وشهد توقيع اتفاقيات لبرنامج «الوصول الشامل»

الأمير سلمان يقبّل أحد الأطفال المعاقين قبل توقيع الاتفاقيات أمس (تصوير: خالد الخميس)
TT

أعلن الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ومؤسس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، العاصمة السعودية الرياض أول مدينة صديقة للمعاق على مستوى المملكة.

وتبوأت الرياض ذلك الموقع عقب إقرار الأمير سلمان مبادرة الوصول الشامل التي طورها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، تأكيدا على مراعاة استيعاب المعاقين في أوجه الحياة العامة، ومساندتهم في جميع المجالات، ليتمكنوا من ممارسة حياتهم وتحقيق طموحاتهم.

ويأتي ذلك الإعلان في خطوة تمثل أكبر مبادرة إنسانية تشهدها المملكة وتجسد التزام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خدمة ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة.

وقام الأمير سلمان بن عبد العزيز بتفعيل هذا الإعلان من خلال رعايته توقيع اتفاقيات تعاون بين المركز والكثير من الجهات الحكومية لتطبيق برنامج الوصول الشامل الذي ينفذه المركز بدعم من وزارة النقل في قفزة نوعية لمسيرة التطوير الحضري والعمراني التي تعيشها المملكة. وتسلم أمير منطقة الرياض ومؤسس المركز جائزة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للرواد العرب لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة التي فاز بها المركز لعام 2009 من بين 13 دولة، ونالها لقاء الإنجازات البارزة والمهمة في مجال أبحاث الإعاقة وخدمة المعوقين، التي تم الترشيح لها من قبل مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، حيث يعتبر المركز من أبرز مؤسسات العمل الخيري في مجال التصدي لقضية الإعاقة، باعتباره المركز الرائد بالمنطقة الذي يُعنى بالبحث العلمي حول الإعاقة واكتشاف مسبباتها، ووسائل تفاديها وعلاجها.

وتُمنح جائزة الرئيس بوتفليقة سنويا لمن تميز من أشخاص طبيعيين من الوطن العربي من أهل الفكر، والفن، والثقافة، والإبداع، أو من تتميّز من جمعيات ذات طابع إنساني، واجتماعي، وثقافي، وعلمي، واقتصادي وتُعنى في أعمالها للرُّقِيّ بالأشخاص ذوي الإعاقة.

وأكد الأمير سلمان في كلمة ألقاها في حفل التوقيع الذي حضره الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، أن «مملكة الإنسانية» ترعى بين الحين والآخر أعمال الخير والبركة، وقال: «يسرني في مناسبة اجتماع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة لإقرار مبادرة برنامج الوصول الشامل، أن أعلن مدينة الرياض عاصمة الإنسانية كأول مدينة تستقطب برنامج الوصول الشامل للمعوقين ذي القدرات الخاصة، وأدعو الجهات الحكومية والأهلية كافة لتقديم المساندة في تحقيق الهدف النبيل».

وأضاف الأمير سلمان: «أيها الإخوة الحضور، نحن والحمد لله في هذه البلاد نجتمع على الخير ونتعاون على البر والتقوى كما أمرَنا عز وجل، إن اسم مملكة الإنسانية لهذه البلاد، واسم ملك الإنسانية لملك هذه البلاد لهو شرف كبير لبلادنا ومسؤولية عظيمة، وأرجو من الجميع التعاون والدعم لهذه المراكز ورعاية الأعمال الخيرية، كما هو جارٍ حاليا في جميع الأعمال الخيرية».

من جانبه، أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، أن رعاية أمير الرياض لتوقيع اتفاقيات الوصول الشامل مع عدد من الجهات الحكومية، تمثل نقطة تحول جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة، مشيرا إلى التزام حكومة المملكة بتقديم الدعم اللازم للأشخاص ذوي الإعاقة، ليصبحوا أفرادا منتجين في مجتمعهم. وأوضح الأمير سلطان في تصريحات صحافية أن الاتفاقيات التي وُقعت لا تستهدف المعوقين فقط، بل ستتيح تطوير البيئة المحيطة بجميع أفراد المجتمع، من خلال الوصول إلى الأماكن العامة والخاصة كمراكز التسوق، والمنشآت التجارية، ومواقف السيارات والمدارس والمساجد والمنازل، إلى غير ذلك من المرافق.

وقال الأمير سلطان إن «البرنامج يأتي تفعيلا لرسالة المركز بتقديم علم ينفع الناس، وانطلقت فكرته منذ أربع سنوات بمبادرة من الأمير سلمان بن عبد العزيز، وكثف المركز جهوده لمتابعة المبادرة وإنمائها حتى تمكن من تطوير برنامج متخصص يُعنى بتلبية احتياجات المجتمع السعودي في مجال التنقل والاندماج في المجتمع عبر اعتماد معايير عامة تلتزم بها المنشآت كافة بالمملكة، إعدادا لنقلة حضارية ونوعية في تنظيم حقوق فئات المعوقين وكبار السن كافة، التي تأتي في مقدمة اهتمامات حكومة خادم الحرمين الشريفين».

وزاد الأمير سلطان: «تأخذ استراتيجية مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة المعتمدة لبرنامج الوصول الشامل بعين الاعتبار خريطة البلاد الديموغرافية، بما في ذلك الإحصاءات الهامة ذات العلاقة، من أهمها حقيقة أن 65 في المائة من سكان المملكة تقل سنهم عن خمسة وعشرين عاما، والتي تقود إلى حقيقة أخرى مفادها أنه خلال 35 عاما من الآن سيكون لدينا احتياجات كبيرة إلى برامج اجتماعية شاملة من هذا النوع، ومن هذا المنطلق قام المركز بوضع الدليل الإرشادي للوصول الشامل في البيئة العمرانية، وفي وسائط النقل البرية في المملكة بمساندة عدد من المنظمات الدولية والجهات الاستشارية في هذا المجال». وحول الخطوة القادمة، أوضح الأمير سلطان أن العمل ما زال يجري لتوحيد الجهود والتنسيق مع الجهات المختلفة العامة والخاصة كافة المعنية بهذا البرنامج، وتم توقيع اتفاقيات مع 13 منها، وهناك سعي لاستقطاب دعم المزيد من الجهات الحكومية والخاصة، وسيكون الهدف التالي هو العمل إلى جانب شركائنا لضمان التطبيق الفاعل له، وتقديم التوعية والتثقيف والتدريب اللازم حسب متطلبات المرحلة المقبلة.

وشملت الجهات الموقعة على اتفاقيات الوصول الشامل أمانة مدينة الرياض، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، ووزارة العدل، والهيئة العامة للسياحة والآثار، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ومطار الملك خالد الدولي، وأخيرا الغرفة التجارية الصناعية في الرياض.

ولضمان التطبيق الفاعل لبرنامج الوصول الشامل، يقوم المركز بالتواصل مع مجالس المناطق بالمملكة بتوجيه من الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، طبقا لبرنامج زمني يتم التنسيق لحضور اجتماعات مجالس المناطق حتى يتم تطبيق الدليل في مختلف مناطق المملكة في القريب العاجل.

وتأسس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ليكون متميزا برؤية تطمح إلى مكافحة الإعاقة وتحسين حياة المعاقين من خلال البحث العلمي، وهو حريص على توفير بيئة عمل تتسم بالشفافية والمهنية والمصداقية، وتقدم الرعاية من خلال برامج تهدف إلى تعزيز التمكين وتطوير الذات.

حضر المناسبة الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز المستشار الخاص لأمير منطقة الرياض، وأمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، ووزير العدل الدكتور محمد العيسى، ووزير النقل الدكتور جبارة الصريصري، ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، وعدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال.