انقراض الحكم السعودي..!

منيف الحربي

TT

اللقاء الموسع الذي أجراه، أمس، الزميل عماد المفوز مع الحكم المعتزل عبد الله القحطاني ونشر على هذه الصفحات، يشرح بالتفصيل معاناة التحكيم السعودي التي لا تتعلق بأسماء معينة (تولت رئاسة اللجنة أو إدارة المباريات) بقدر ما تتعلق بثقافة وسط أصبح يطفو على سطح مضطرب من الاتهامات والشتائم المتكاثرة بلا رادع.

صحيح أن جزءا من معاناة الحكم المحلي جاءت من نقص التخطيط والإعداد، وأنها تقريبا لا تختلف عن معاناة بقية الشرائح العاملة في الوسط الرياضي، لكن وضع الحكم يبقى الأكثر حساسية وإحراجا وتعرضا للإساءات المنفلتة حتى أضحى مثل قطعة الفلين التي تتقاذفها الأمواج من كل اتجاه..!

تحدث القحطاني بصدق ينضح مرارة، فقال: «خوفي من التعرض للإساءة هو أقوى الأسباب التي جعلتني أعتزل، خاصة ما يتعلق بالجانب الأسري والمجال الوظيفي، فأنا لدي أسرة وفي عملي أدير أكثر من 1500 شخص، وتخيل كيف تتم الإساءة إلي عبر الشاشات مساء ثم أقف الصباح التالي أمام هؤلاء!!».

ويضيف: «إن ما يحدث للتحكيم السعودي هو تدمير لرجاله، وأتوقع خسارة جيل كامل من الحكام الجدد الذين لن يستمروا طويلا إذا لم يتغير الوضع!!». انتهى حديث الحكم الذي اختار بإرادته تعليق الصافرة وكسب الاحترام، لكن متاعب حكامنا لن تنتهي طالما ظلت الإساءات حاضرة والعقوبات غائبة، وأتمنى أن تطبق اللوائح (التي نسمع بها عاما بعد عام) على الجميع دون التفريق بين إداري أو عضو شرف أو إعلامي.

* حشود وشتائم

* المدرج الرياضي أحد صور مخرجات التعليم وثقافة المجتمع.. والمدرسة للأسف لا تعلم الطالب كيف يفكر أو يستنتج، قدر ما تعلمه ترديد ما يحفظ والتسليم بصحة ما يتلقى!!

وإذا ما التفتنا ناحية الإعلام الرياضي ودوره المنتظر في المعالجة يصدمنا واقعه الذي لا يقل هشاشة عن مدرجاته، حتى صارت الصحف ومنتديات الإنترنت سوقا رائجة للكذب والتضليل والبذاءات الصارخة!

إن تصدير البشاعة وانعدام الإنصاف واعتماد منهج التشويه، كلها عوامل طاردة، سنخسر بسببها كل الكفاءات النقية النظيفة..!

لهذا السبب، قال الأمير عبد الرحمن بن مساعد عن الوسط الرياضي إنه محبط ومرهق وفيه حقد عنيف وحساسيات مفرطة، وإنه غير حريص على البقاء فيه!!

ولهذا السبب، تعرض الدكتور خالد المرزوقي لتجمع حشد جماهيري أمام منزله ردد الشتائم وطالبه بالاستقالة..!

ولهذا السبب، قال الحكم عبد الله القحطاني ما قال وهو يضع قدمه خارج هذا الوسط الملتهب.

الصورة مقلوبة في وسطنا فمن يعدلها؟!!