الأحساء تستعيد ذاكرتها التاريخية بافتتاح 7 مواقع أثرية.. اليوم

بعد أن ظلت معالمها عرضة للإهمال والحرائق وعوامل التعرية

المدرسة الأميرية ( الهفوف الأولى) بعد ترميمها («الشرق الأوسط»)
TT

تعود محافظة الأحساء اليوم إلى واجهة المناطق الأثرية في البلاد بافتتاح سبعة مواقع تراثية أثرية جرى ترميمها خلال الفترة الماضية بعد أن ظلت معالمها عرضة للإهمال والحرائق والرمال وبقية عوامل التعرية. من هذه المواقع مسجد جواثا، ومدرسة الهفوف الأولى، ومنزل البيعة، وقصر إبراهيم، وسوق القيصرية، إضافة إلى إطلاق مشروع تطوير وسط الهفوف. وجرى تأهيل هذه المواقع وترميمها بإشراف الهيئة العليا للسياحة والآثار وأمانة محافظة الأحساء. وفي ذات الصدد يتم مساء اليوم تكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني.

وتأتي هذه المواقع الأثرية ضمن أهم المقومات السياحية لمحافظة الأحساء، حيث تساهم إعادة فتحها أمام الزوار في تعزيز موقع الأحساء على الخريطة السياحية في السعودية والخليج. حيث تتميز الأحساء بمقومات سياحية تشمل واحة الأحساء وجبل القارة والعيون ومزارع النخيل وشاطئ العقير، وغيرها من المناطق السياحية.

وتشمل هذه المواقع سوق القيصرية التي يعود بناؤها إلى عام 1862. ولعبت القيصرية في فترة ماضية دورا اقتصاديا محوريا في منطقة الخليج، حيث كانت تعد مقصدا تجاريا للقاطنين في شرق السعودية وقطر والكويت والبحرين. وطبقا للموسوعة الحرة (ويكيبيديا)، فقد بلغ عدد المحلات التجارية في هذه السوق 422 محلا شعبيا قبل أن يشب حريق كبير في السوق في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2000 متسببا في ضرر مادي واسع قضى على ما نسبته 80 في المائة من محلات السوق، مما استدعى إعادة بنائه وذلك بعقد وقعته وزارة الشؤون البلدية بقيمة 16 مليون ريال (4.2 مليون دولار) في عام 2005. وحافظت عملية الترميم التي أجريت للسوق على طابعها المعماري الشعبي، وهي تتميز بمحلات صغيرة مفتوحة على بعضها تخترقها أزقة صغيرة للمارة. ويقول المهندس فهد الجبير إن دراسات هندسية مستفيضة أجريت لبناء السوق من جديد بوسائل عصرية مع المحافظة على الطراز المعماري القديم والنقوش والزخرفات التي تميز سوق القيصرية. ويشير الجبير إلى أن عدد المحلات في السوق سوف يصل إلى 350 محلا بعد افتتاحها.

وإضافة إلى سوق القيصرية تشمل المواقع التاريخية التي سيجري افتتاحها اليوم مسجد جواثا التاريخي الذي يعود بناؤه إلى العقد السابع الميلادي في عهد الدولة النبوية في المدينة المنورة. وقام ببنائه آنذاك بنو عبد قيس الذين كانوا يسكنون الأحساء في تلك الفترة. والمسجد الذي جرى ترميمه بمبادرة من مؤسسة التراث ما زال يحتفظ بقواعده الأصلية التي بني عليها قبل ما يصل إلى 14 قرنا حتى الوقت الحاضر.

ويقع مسجد جواثا إلى الشرق من مدينة الهفوف، حيث يبعد عنها 17 كيلومترا.

وتشهد الأحساء افتتاح قصر إبراهيم بعد الانتهاء من أعمال ترميمه التي بدأت قبل عشر سنوات. وتم إنشاء القصر خلال القرن السادس عشر الميلادي. وطبقا للموسوعة الحرة يغطي القصر مساحة 18200 متر مربع، ويجمع تصميمه بين العمارة الإسلامية والتحصينات العسكرية التي جعلت منه شاهدا على الأحداث التي مرت بها الأحساء خلال القرون الخمسة الأخيرة، حيث كان مقرا لحامية الدولة العثمانية في شرق السعودية ونزل به الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة في بداية القرن الماضي. وتشير ضخامة القصر إلى فترة سابقة كانت الأحساء فيها واحدة من أهم المدن في الجزيرة العربية، حيث تقع على واحد من أهم الطرق التجارية في العالم آنذاك.

ويضاف إلى قائمة المواقع الأثرية منزل البيعة الذي شهد مبايعة أهل الأحساء للملك عبد العزيز وانضمامهم إلى الدولة السعودية وذلك في عام 1913. والمنزل الذي يقع في حي الكوت في الهفوف تبلغ مساحته 705 أمتار مربعة، وجرى بناؤه قبل 230 سنة.

وتأتي مدرسة الهفوف الأولى التي تلقب بالمدرسة الأميرية ضمن قائمة المواقع الأثرية في الهفوف التي جرى ترميمها مؤخرا. وافتتحت المدرسة في عام 1941 لتكون أول نواة للتعليم النظامي الحديث في الأحساء. والمدرسة التي تتميز بطرازها العمراني العربي درس فيها عدد من الأمراء السعوديين البارزين، منهم الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية.

إلى ذلك تشهد الأحساء إطلاق مشروع وسط الهفوف الذي يهدف إلى تأهيل وتطوير منطقة وسط الهفوف التاريخية، ضمن مجموعة من مشاريع الهيئة العليا للسياحة لتطوير المناطق التاريخية في جدة والمجمعة والطائف والهفوف وغيرها من المدن. ويسعى المشروع إلى تحويل وسط الهفوف إلى منطقة جذب سياحي من خلال المحافظة على مقوماتها التاريخية.