مجتمع الحقد والكراهية.. في كل العالم!!

عبد العزيز الغيامة

TT

ليس غريبا أبدا أن يقرأ متابع كروي في أي صحيفة إيطالية أو إسبانية أو إنجليزية ردات فعل تذهب إلى اتهامات بالتخاذل أو بالعنصرية، كما أنه ليس من الغريب أن تشعر بقدر من الكراهية والحقد في قلوب المدريديين ضد الكاتالونيين، أو حتى المشاعر ذاتها بين أنصار الإنتر حينما يلتقي فريقهم العريق مع روما أو إي سي ميلان، أو حتى بين مشجعي المان يونايتد وغريمه التقليدي مانشستر سيتي.

من الطبيعي جدا أن تقرأ ذلك، لأن الرياضة تنافس وصراع شرس يدور بين فرق تسعى للصدارة بأي ثمن كان، فكرة القدم مثلا لم تعد مجرد لعبة أو تسلية تجري على أرض ميدان ثم بعد ذلك تنتهي وتغلق ملفات تلك المواجهة، بل إن ما يحدث خارج الملعب هو جزء من إرهاصات وتداعيات ما سيجري أو ما جرى في ذلك الملعب، وبالتالي علينا أن ندرك أن الرياضة خطت خطوات واسعة نحو طريق من الاحترافية شأنها شأن أي مجال في الفن أو السياسة أو الاقتصاد أو أي مجال آخر لتكون في نهاية المطاف صناعة تدر عشرات المليارات من الدولارات!! ما أود الوصول إليه هو أن ما يحدث في السياسة من احتقانات وتنظيمات ولوبيات يحدث أيضا في الاقتصاد ومعهما في ذلك الرياضة والفن وأي مجال آخر!!

إن الحديث عن أن المجتمع الرياضي السعودي مليء بالعنصرية والكراهية والحقد لا يجب أن نقف عنده كثيرا لأنه يفتقد لكثير من التوازنات المطلوبة، فالمثاليات التي يسعى البعض لإدخالها في الرياضة تتعارض مع مبادئ الرياضة الحالية حتى وإن وضع الفيفا أو اللجنة الأولمبية الدولية شعارات اللعب النظيف في الأوراق الرسمية!!

من يقرأ التاريخ الرياضي جيدا سيدرك أن اللعب النظيف والمثاليات ما هما إلا شعارات زائفة واسألوا الوقعات الكروية التي شهدتها ملاعب المونديال التاريخية وغيرها، بدءا بمواجهات الأرجنتين وإنجلترا ومباريات تركيا وأرمينيا وألمانيا وفرنسا، بل إن الانتصارات التي كانت تحققها تلك المنتخبات في مثل هذه المواجهات كانت تفسر وتصور على أنها فوز سياسي أو حربي على الغريم المنافس!!

المتتبع لما ينشر في صفحات الكرة في العالم سيجد أن لذة كرة القدم لا تأتي إلا بالتنافس المثير والصراع القوي والناري بين الفرق وهو الذي يجب أن يكون موجودا لدينا، وإلا لما كانت هناك لذة لكرتنا المحلية!!

علينا أن نؤمن بأن من يصرف مئات الملايين من الريالات ستكون ردات فعله أكثر تطرفا على صعيد التصريحات، بل إن خروجه عن النص في أحايين كثيرة يبدو في رأيي طبيعيا جدا، لأن حدته ستكون موازية مع كثرة ما يصرفه، وبالتالي علينا أن نتفهم أنه بقدر ما تحاول النجاح بقدر ما يسعى الآخرون الذين فشلوا أمامك في صناعة المعوقات لتوقفك، وما يقومون به ليس جديدا، واسألوا برنارد تابي وبرلسكوني وجيليت وروزيلا سينسي وأقطاب الروس اللاهثين وراء شراء الأندية الإنجليزية..!!

[email protected]