الأندية السعودية.. والقرعة الظالمة..!

منيف الحربي

TT

من النادر أن يكون هناك رضا عن القرعة.. أي قرعة.. حتى بات وصف الظالمة مرادفا لها أكثر من أي وصف آخر، غير أن ما أسفرت عنه نتائج قرعة دور الثمانية الآسيوي جاءت هذه المرة مطمئنة للمتابع الرياضي واستحقت وصف العادلة، فالناديان السعوديان المتأهلان أصبحا في طريقين متوازيين نتمنى أن يسيرا فيهما للنهاية.

الهلال أحد أقوى المتأهلين وأبرز المرشحين يعود من البعيد ليتأهل إلى مرحلة مضى عليه زمن طويل دون أن يصل لها، ولعل الدروس الصعبة التي فاجأت الأزرق في سنوات مضت تجعله يستخلص العبرة لتصبح الدافع الأول لتقدمه نحو اللقب.. صحيح أن المثل القائل «من مأمنه يؤتى الحذر» ينطبق تماما على حال الفريق مع أكثر من خروج، لكن منسوبي الهلال وجماهيره يرفضون هذه المرة أن يكون هناك مأمن ويفضلون رفع درجة التوجس إلى حدها الأقصى..!!

الشباب هو الآخر ذهب إلى مواجهة غامضة في الشرق الأقصى يأمل أن لا تشهد غروب حلمه الكبير، خاصة أنه الفريق غير المحظوظ بهذه المسابقة، إضافة للنحس الذي تعرض له الليث في أكثر من موقع ومفاصله الفنية تتحطم تحت مقصلة الإصابات المتلاحقة.. التغييرات الكثيرة في الجهاز الفني والعناصر أفقدت الفريق ثباته المعهود واستقراره وأثرت على حضوره، على الرغم من الجهد الإداري المتلاحق من أجل رتق كل الثغرات.

الآمال معلقة بنهائي آسيوي أخضر، والهلال مع الشباب قادران بإذن الله على تحقيق حلم جماهير الوطن بالوصول إلى لقاء سحاب سعودي على أرض اليابان يؤكد علو كعب كرتنا، على الرغم من كل الإخفاقات والأخطاء..!

العضوية المورقة..!

التنظيم الجديد لمجلس أعضاء شرف نادي النصر الذي أقرته الرئاسة العامة لرعاية الشباب يعد نقلة مميزة على مستوى الأندية السعودية حيث رأينا في أكثر من ناد مطالبات بتنظيم مماثل لما هو حاصل في الأصفر.. وهو ما اصطلح الجمهور على تسميته بـ«مشروع الأمير منصور بن سعود».

هذا التنظيم الواقعي يصادق على انتهاء مرحلة الشرفية المزعجة التي تأخذ الوجاهة والحضور الإعلامي ولا تقدم ما يوازي ذلك من دعم حقيقي، وهي نقلة نوعية إلى عصر الشرفي الشاب الذي يدعم بالمال والعمل أكثر مما يتحدث، وللتدليل على ذلك شاهدوا ما الذي يفعله عضو شرف شاب مثل عمران العمران أو الدكتور الداعم، وهل خرج أحدهما متحدثا للإعلام؟!

الجميل في التنظيم الجديد أنه لم يتنكر لمن أحبوا النادي فوضع تصنيف العضوية الفخرية للأعضاء السابقين الذين لديهم اعتراضات حالت دون انضمامهم للمجلس الشرفي العصري.

إن (اجتماع الجنينة) هو الذي سينقل النصر بإذن الله لعصر العضوية المورقة التي تسهم في نمائه بدلا من اجتماعات التصحر التي لم تزده إلا يباسا وظمأ..!!